تظاهر المئات من أنصار "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" في مدينة غزة السبت للمطالبة بإنجاح الحوار الذي ترعاه مصر وإنهاء الانقسام الداخلي الذي يعيشونه منذ أكثر من عامين. وشارك في المظاهرة قيادات من قوى وفصائل فلسطينية إلى جانب المئات من أنصار الجبهة الديمقراطية وقوى اليسار، رافعين شعارات تندد باستمرار تعثر الحوار والحوار الثنائي بين حركتي فتح وحماس مطالبين باستئناف الحوار الشامل. وفي هذا السياق طالب صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية بالعودة إلى الحوار الوطني الشامل ك`"شرط رئيسي" لنجاح الحوار وإنهاء الانقسام. ودعا زيدان إلى "نبذ الخلاف الثنائي الذي يقوم على المحاصصة والنفوذ ويستبعد التعددية السياسية والمشاركة الوطنية والحقيقية لجميع قوى فصائل العمل الوطني الفلسطيني". وشددعلى مطلب استعادة الوحدة الوطنية لرفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني من الفرقة والانقسام وتمكينه من المضي في طريق استعادة حقوقه، داعيا لضرورة الضغط الجماهيري لإنجاح الحوار. وحث زيدان على تشكيل حكومة توافق وطني انتقالية تتولى إعادة أعمار قطاع غزة والإعداد للانتخابات وفق نظام التمثيل النسبي الكامل. من ناحية أخرى، اتهم مسئول بارز في حركة فتح السبت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة بممارسة "الابتزاز" والسعي إلى عرقلة عقد مؤتمرها العام السادس عبر منع أعضاء الحركة من مغادرة القطاع إلى بيت لحم للمشاركة في المؤتمر. وقال حسين الشيخ أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية في تصريحات خاصة إن "حماس بإعلانها منع أعضاء فتح من السفر إلى بيت لحم تؤكد على سياسياتها وقناعاتها بعدم الإيمان بالأخر ومحاربة التعددية السياسية". وأضاف الشيخ أن "حماس تقوم منذ عامين بسرقة قطاع غزة واستمرار إجراءاتها ضد فتح في القطاع تأكيد على سرقتها لغزة بالابتزاز والقوة", معتبرا أن الحركة بهذا لإجراء "تريد تكريس الانقسام بين الضفة الغربية والقطاع". وكشف الشيخ الذي يشغل منصب وزير الشئون المدنية في السلطة الفلسطينية, بأن الأخيرة حصلت على الموفقة الإسرائيلية "دون أي اعتراض" لانتقال أعضاء فتح في غزة إلى الضفة الغربية, معتبرا منع حماس ومو افقة إسرائيل "أمر مؤسف ومفارقة عجيبة غير مسبوقة". وكان محمود الزهار القيادي البارز في حماس قد ألمح أمس بأن حركته قد تمنع أعضاء فتح في غزة من التوجه إلى الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمرالعام السادس للحركة المقرر في الرابع من أغسطس/آب المقبل في بيت لحم. وربط الزهار السماح لأعضاء فتح بالخروج من غزة للمشاركة في المؤتمر بإطلاق سراح معتقلي حماس في سجون السلطة الفلسطينية. ورفض الشيخ أي ربط من حماس بملف "بعض المعتقلين" وسفر أعضاء فتح وقال إنه" لا علاقة بين الملفين بل أن حماس غير معنية بنجاح مؤتمر فتح وتسعي لتخريبه لمنع الحركة من الاستنهاض وترتيب وضعها الداخلي". وذكر أن السلطة الفلسطينية تفرج يوميا عن عشرات المعتقلين وهي لا تمارس الاعتقال السياسي, مشددا على رفضها كل أنواع "الابتزاز من جانب حماس للمساومة على حفظ النظام والأمن الداخلي". وحذر الشيخ من "إجراءات وخيمة وخطيرة جدا" على الوضع الفلسطيني والعلاقات الداخلية في حال نفذت حماس تهديداتها بمنع أعضاء فتح في غزة من التوجه إلى بيت لحم, مشددا على أهمية مشاركة كامل الأعضاء في المؤتمر. وقال إن حماس بهذا الإجراء "تفرض نفسها على كل الإرادة الفلسطينية لأن مؤتمر فتح عرس وطني فلسطيني وليس فقط عرس فتحاوي". وأوضح الشيخ أن هناك جهودا إقليمية واتصالات خاصة من مصر وسوريا للضغط على قيادة حماس من أجل المساح لكامل أعضاء فتح من السفر. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفد الحركة المشارك في حوار القاهرة طلب من مصر الضغط على حركة حماس من اجل السماح لأعضاء فتح المشاركة في المؤتمر. ومن المقرر أن يعقد مؤتمر فتح في الرابع من أغسطس/ آب القادم في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية وهي المرة الأولى التي يعقد فيها المؤتمر على أرض فلسطينية. وقال مسئولون في حركة فتح أن 1550 عضوا من حركة فتح سيشاركون في المؤتمر الذي يعقد للمرة الأولى منذ عشرين عاما, منهم 400 من داخل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس بالقوة منذ أكثر من عامين.