في توقيت غير مناسب، وفي غمرة الأحداث التي تلتهب في الساحة الفلسطينية.. ووسط أجواء المصالحة التي ترعاها القاهرة للتقريب بين الفرقاء الفلسطينيين.. وبالتزامن مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر حركة ''فتح''.. أثار فاروق القدومي، وهو عضو كبير في حركة ''فتح'' التي يقودها الرئيس محمود عباس وعضو باللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية ادعاءات اتهم فيها الرئيس عباس ومحمد دحلان العضو بحركة ''فتح'' بالمشاركة في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات كما نشرت صحيفة الوقت البحرينية. وتسببت الوثيقة التي يزعم القدومي أنها تحوي تفاصيل حول مؤامرة لقتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كشفها لوسائل الإعلام عاصفة كبيرة في الساحة الفلسطينية. ووفقا للوثيقة، التي لم يمكن التحقق منها بشكل مستقل، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون اقترح في اجتماع عقد في الثاني من مارس/ آذار 2004 مع عباس ومستشار الأمن السابق له محمد دحلان بأنه يجب تسميم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. واحتج عباس، وفقا لنص الوثيقة، على ذلك المخطط قائلا بأنه سيسبب ''صعوبات خطيرة''. لكنه لم يقطع الاجتماع ليخرج منه وقد أصيب بحالة من الصدمة. وقال القدومي في مؤتمر صحافي في عمان الأسبوع الماضي ''إن عرفات بعث إليه بهذه الوثيقة قبل وقت قصير من وفاته لكنه لم يكشف كيف حصل عليها''. وهناك خلاف قائم الآن بين القدومي وعباس في إطار صراع داخلي على السلطة داخل حركة فتح. وأثار المؤتمر الصحافي لقدومي ردود أفعال حادة في الأراضي الفلسطينية بينما اتهمه أنصار عباس بأنه ''مجنون'' و''مريض'' وغير مستقر سياسياً ونفسياً. ووفقاً للوثيقة فقد ركز الاجتماع على مسائل أمنية تتعلق بشن حملة على المسلحين الفلسطينيين وأكد شارون فيه أنه ما دام عرفات على قيد الحياة فإن أيا من الخطط التي تجري مناقشتها للقضاء على المسلحين من غير الممكن أن يكتب لها النجاح. وفرض حصار على عرفات في مقره برام الله لأكثر من سنتين بعد أن أعلنت إسرائيل أنه يمثل ''عقبة'' في طريق السلام بسبب موقفه المؤيد لدعم مفاوضات السلام والكفاح المسلح لتحقيق الدولة الفلسطينية في آن واحد. ولم يتم الإشارة على الإطلاق إلى السبب الدقيق للالتهاب المعوي الذي أصاب عرفات لكن الأطباء أشاروا إلى إمكانية حدوث تلوث غذائي. ولم يتم أيضاً اكتشاف أي أثر لمواد سامة في دم عرفات. ورغم ذلك بدأت نظريات المؤامرة تنتشر حول قيام إسرائيل بتسميم الزعيم الفلسطيني الراحل بعد وفاته مباشرة. ومع ذلك رد ياسر عبدربه كبير مساعدي عباس على تلك الوثيقة التي قدمها قدومي وقال: إذا كان قدومي يملك مستندات حقيقية تحتوي على مثل هذه الاتهامات الخطيرة ''لماذا لم يكشف عنها قبل خمسة أعوام؟''. وفجر مضمون هذه الوثيقة المزعومة الوضع في الأراضي الفلسطينية على خلفية الصراع القائم على السلطة بين عباس وحركة ''حماس'' التي تحكم غزة. وقد اتهمت ''حماس'' المناهضة للرئيس عباس بأنه دمية في يد إسرائيل وأميركا وأنه يعارض ما وصفته بمقاومتها الشرعية المسلحة ضد إسرائيل. وأغلقت الحكومة الفلسطينية في غزة يوم الأربعاء الماضي مكتب قناة الجزيرة الفضائية في رام الله الذي أثار التصريحات بسبب تغطيتها للمؤتمر الصحافي الذي عقده قدومي. ثم عادت وسمحت للقناة المثيرة للجدل العمل في الضفة. ووفقا للنسخة العربية للاجتماع الصادرة عن القدومي، والذي حضره ممثلون أميركيون فقد قال شارون لعباس ودحلان ''في البداية ينبغي لنا أن نقتل جميع القادة العسكريين والسياسيين في حماس والجهاد وكتائب شهداء الأقصى والجبهة الشعبية لخلق فوضى في صفوفها وهو من شأنه أن يسهل عليكم القضاء عليهم''. حسبما زعم القدومي. وأضافت وثيقة القدومي التي يدعي فيها الاتهامات أن عباس رد وفقا للنص، قائلا بأن هذا ''بالتأكيد سيبوء. بالفشل''. وزعم أن شارون ذكر في الوثيقة أسماء كبار زعماء حماس والجهاد الإسلامي الذين يجب اغتيالهم من بينهم عبدالعزيز الرنتيسي الذي قتل في غارة جوية استهدفته في غزة في 17 أبريل/ نيسان ,2004 وقائد الجهاد الإسلامي عبدالله الشامي. إلا أن عباس احتج مرة أخرى قائلاً، وفقاً للوثيقة، إنه يفضل التوصل لهدنة في غزة أولا ''حتى نسيطر على الوضع على الأرض''. وتشير المزاعم إلى أن دحلان انحاز إلى موقف شارون وقال ''أنا مع قتل الرنتيسى والشامي''.