اتجهت مصارف بمنطقة الخليج العربي الى تجنيب مخصصات كبيرة لمواجهة خسائر محتملة للتعرض لمجموعتي سعد وأحمد حمد القصيبي واخوانه السعوديتين المتعثرتين. فقام المركزي الامارتي بإرسال توجيهاته للبنوك بتجنيب مخصصات تصل الى 75 % على مدى عامين، وذلك بعد اجتماعه معهم الاسبوع الثاني من يوليو/تموز 2009 لمراجعة تقاريرها بشأن تعرضها لمجموعتين. وتفصيلا، ستجنب البنوك مخصصات بنسبة 25 % لمواجهة التعرض لمجموعة القصيبي، ونحو 37 % لمواجهة التعرض لمجموعة سعد خلال عام 2009 ، وعلى ان تجنيب النسب نفسها العام المقبل. وجنب بنك ابوظبي التجاري مخصصات كبيرة، للتحوط من خسائر محتملة منها التعرض لمجموعتين سعوديتين متعثرتين، فيما امتنع مصرف أبوظبي الاسلامي عن التعليق بشأن ما اذا كان لديه أي تعرض للمجموعتين لكنه قال انه سيواصل تجنيب مخصصات معقولة لدعم ميزانيته العمومية في المستقبل. وهو الامر الذي انسحب على البنوك بالمملكة العربية السعودية، حيث جنب البنك السعودي الفرنسي مخصصات بلغت قيمتها 120 مليون ريال ( 32 مليون دولار) لتغطية خسائر قروض خلال الربع الثاني من عام 2009. فيما أظهرت البيانات المالية المدققة للبنك السعودي الفرنسي أنه جنب مخصصات تقل عن 10 ملايين ريال، لتغطية خسائر قروض في الفترة المقابلة من عام 2008 ، كما جنب مخصصات بقيمة 46.1 مليون ريال للغرض ذاته خلال الربع الاول من عام 2009 وبقيمة 287.5 مليون ريال في الربع الاخير من عام 2008. كما جنبت مجموعة سامبا المالية - ثاني أكبر بنك بالمملكة العربية السعودية من حيث القيمة السوقية - مخصصات بلغت 97.3 مليون ريال لتغطية خسائر قروض خلال الربع الثاني لعام 2009 ، مقابل تجنيب 37.8 مليون في الربع نفسه من عام 2008 و203 ملايين ريال في الربع الاول و141.6 مليون ريال في الربع الاخير من عام 2008. وفي الاسابيع الاخيرة أعلن عدد من البنوك في المنطقة عن تفاصيل التعرض لمجموعتي سعد وأحمد حمد القصيبي واخوانه اللتين تواجهان أزمة ديون. وأفادت مؤسسة ستاندرد اند بورز أن بنوكا في السعودية، والامارات تسجل نحو ثلثي مستوى التعرض الصافي من بين ثلاثين بنكا تجاريا في مجلس التعاون الخليجي تصدر لهم المؤسسة تصنيفات ائتمانية. ويرى جوكسينين كاراجويز المحلل الائتماني لدى ستاندرد اند بورز ان اجمالي التعرض الصافي للضمانات الفعلية للمجموعتين كبير لكنه قابل للادارة من قبل عينة من البنوك التي نمنحها تصنيفات ائتمانية بمنطقة الخليج. وكان لازمة سعد والقصيبي بالفعل تداعيات كبيرة على القطاع المالي بمنطقة الخليج موطن أكبر اقتصادات بالشرق الاوسط، فقد واجهت مجموعة سعد الخاصة صعوبات في يونيو/ حزيران 2009 مما دفع مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) الى تجميد الحسابات الخاصة برئيس مجلس ادارة المجموعة الملياردير معن الصانع، وتجري مجموعة القصيبي هي الاخرى عملية اعادة هيكلة لديونها بعد اكتشافها دلائل على مخالفات مالية كبيرة داخل وحدة الخدمات المالية التابعة لها. و"سعد" هي مجموعة شركات سعودية متعددة النشاطات أسست سنة 1980, تعتبر من أكبر الشركات في الخليج و العالم العربي. بدأت كشركة مقاولات قبل أن تنوع نشاطاتها لتشمل السياحة و العقار و الخدمات الصحية و الخدمات المالية, التعليم إلى نشاطات أخرى. واما مجموعة القصيبي فتمتلك امبراطورية تجارية وصناعية تأسست عام 1940، وتعتبر إحدى أبرز المجموعات التجارية، التي تنوعت استثماراتها في قطاعات الصناعة والبنوك والتجارة والتي تتخذ من مدينة الخبر مقر لها، وبالرغم من تعدّد الاستثمارات لمجموعة القصيبي إلا أن اسم المجموعة ارتبط بعدد من المنتجات من بينها، وكالة إنتاج مشروبات "البيبسي كولا"، بالإضافة لمجموعة من الاستثمارات في القطاع المصرفي أبرزها ملكيتها لحصة في البنك السعودي الأميركي"سامبا".