اهتمت الكثير من الصحف العربية بالقمة الخامسة عشر لحركة عدم الانحياز بشرم الشيخ فجاء بجريدة النهار اللبنانية : بعد 54 عاما على قيامها، عادت حركة عدم الانحياز الى موطن واحد من ابرز ابائها المؤسسين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، إذ انطلقت امس في منتجع شرم الشيخ اعمال القمة ال15 للحركة بمشاركة 118 دولة عضوا بينها نحو 50 تمثلت على مستوى الزعماء، الى ممثلي منظمات دولية واقليمية يتقدمهم الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون. وكان الرئيسان السوري بشار الأسد والايراني محمود احمدي نجاد أبرز الغائبين وجسد امتناعهما عن الحضور استمرار فتور علاقة القاهرة مع دمشق وتوترها الشديد مع طهران. وعن القمة الخامسة عشر قالت الجريدة: منذ لحظة افتتاح القمة التي تنهي اعمالها اليوم بدا واضحا ان شعارها "التضامن من اجل السلام والتنمية" هو صياغة قد لا تخلو من "أناقة" لكنها تعكس قلقا عميقا ظهر بقوة في مداخلات المشاركين، من غير استثناء، من تداعيات الازمة المالية العالمية التي صنعها اغنياء العالم وعصفت آثارها السلبية بشعوب ومجتمعات دول الجنوب الفقيرة المنضوية جميعها تقريبا تحت لواء الحركة. وأكدت جريدة الأهرام انه ليس صحيحا أن حركة عدم الانحياز لم يعد لها دور بعد انهيار المعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفيتي وانفراد الولاياتالمتحدة بالجلوس علي قمة العالم حاليا. فهذا الوضع قد يتغير يوما ما إذا عادت لروسيا الاتحادية قوة الاتحاد السوفيتي المنهار أو أصبحت الصين قوة عظمي منافسة للولايات المتحدة بحكم تقدمها الاقتصادي والعسكري السريع, وحتي لو بقي الوضع الدولي الحالي فلابد أن يحرص قادة دول عدم الانحياز علي إحياء دور الحركة علي الساحة الدولية وتقويته لمواجهة التكتلات العالمية الكبيرة حتي لا يظل دورها مهمشا ومصالحها معرضة للخطر رغم أن عددهم هو الأكبر تحت لواء منظمة إقليمية واحدة في العالم. واستطردت الجريدة :يتم ذلك بحرص الحكومات علي التنسيق بشكل أفضل في المواقف إزاء القضايا والتحركات التي تضر بمصالحها من جانب الدول الكبري التي تضع مصالحها الخاصة بالطبع فوق كل اعتبار, ودعم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وضخ المشروعات الاستثمارية بين دولها لتحقيق قدر أكبر من التنمية وزيادة الإنتاج الزراعي والصناعي, لتلبية الاحتياجات المتزايدة لشعوبها وتقليل الاعتماد علي الدول الكبري حتي لا يؤثر ذلك بالسلب علي حرية قرارها أو ينتقص من سيادتها. فهناك دول داخل الحركة متقدمة صناعيا يمكن أن تفيد دولا أخري بخبراتها والتكنولوجيا اللازمة للنهوض بقطاعها الصناعي. وهناك دول لديها فائض أموال يمكن استثماره في زراعة مساحات هائلة لا تجد من يزرعها في دول أخري فتعود الفائدة علي الطرفين. وهناك دول تنتج سلعا لا تقل جودة عن سلع الدول المتقدمة يجب أن تستورد منها الدول المحتاجة إليها بدلا من التركيز علي منتجات الدول المتقدمة الأغلي سعرا. فلو تم ذلك مثلا ستحدث نهضة صناعية وزراعية وتجارية تعود بالفائدة علي الجميع وتقلل من الاعتماد علي الدول الصناعية الكبري التي تمنح أو تمنع وفقا لما يحقق مصالحها. بالتنسيق والتشاور والالتزام بما يتم الاتفاق عليه يمكن لشعوب عدم الانحياز أن يحصلوا علي حقوقهم بالتعويض عن أضرار الاحتباس الحراري وتغير المناخ وزيادة التصحر ونقص الغذاء التي تسببت فيها الدول الصناعية الكبري, وهو ما تكفله اتفاقية كيوتو. ويمكن أن تضغط بفعالية علي الدول الكبري للتحرك للمساعدة في حل مشكلات مزمنة أدت إلي تفشي الإرهاب والعنف وزعزعة الاستقرار وتخريب جهود التنمية مثل فلسطين وأفغانستان وتراجع نظام منع الانتشار النووي. عدم الانحياز.. عدل وسلام واما جريدة الجمهورية فقد ابرزت دعوة الرئيس حسني مبارك باسم حركة عدم الانحياز التي تولي رئاستها منذ أمس إلي نظام دولي سياسي واقتصادي وتجاري جديد. يكون أكثر عدلاً وتوازناً. متجنباً الانتقائية وازدواج المعايير. ويحقق مصالح الجميع. أوضح الرئيس في كلمته الافتتاحية لقمة الحركة المنعقدة بشرم الشيخ أننا طلاب عدل وسلام نسعي للنمو والتنمية. مشيراً إلي الموضوع الرئيسي لهذه القمة. وهو "التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية" محذراً مما يهدد السلم والأمن الدوليين من مخاطر الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل. والنزاعات المسلحة وبؤر التوتر. وقضايا طال انتظارها لحل عادل في مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية السلام الشامل في الشرق الأوسط. وقالت الجمهورية: إن مصر. وهي من الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز. تتسلم رئاسة الحركة وهي ملتزمة بالعمل علي تحقيق أهدافها وإعلاء قيمها ومبادئها. والدفاع عن مواقفها وأولوياتها ومصالح دولها.