رفضت المنظمة الدولية للطيران المدني اقتراح الاتحاد الاوروبي بوضع قائمة سوداء عالمية لشركات الطيران التي لا تلتزم بمعايير السلامة. وفسر رئيس المنظمة روبرتو كوبيه جونزاليس الرفض بان تجنب المسافرين استخدام طائرة او شركة طيران بعينها لن يحد بالضرورة من الحوادث. وتعود الفكرة الى اقتراح تقدمت به فرنسا بعد حادث طائرة الايرباص اليمنية التي تحطمت في جزر القمر وعلى متنها 153 شخصا، وتبنت المفوضية الاوروبية الاقتراح بهدف التشديد على استخدام طائرات تتوافر بها معايير السلامة التامة. وأضاف رئيس المنظمة انه لايملك تفويضا من دول المنظمة الدولية للطيران المدني للقيام بمثل هذا الاجراء ولكنه يتفق مع الرأى القائل بضرورة العمل سويا للحد من حوادث النقل. وكان مفوض النقل الاوروبي أنتونيو تاجاني قال خلال الاسبوع الاول من يوليو/ تموز 2009 انه يقترح وضع قائمة سوداء بعدما اتضح أن طائرة شركة الخطوط الجوية اليمنية التي تحطمت قرب جزر القمر كانت قد أثارت مخاوف تتعلق بالسلامة خلال عمليات فحص أوروبية. واتفق جونزاليس وتاجاني على ضرورة تعزيز الشفافية وتبادل المعلومات بشأن السلامة الجوية، ولفت الثاني الى انه بمقدور الاتحاد الاوروبي أن يساعد الدول الاخرى في مجال التدريب. وتتوقع المفوضية تقديم مقترحات تتعلق بالسلامة لمؤتمر منظمة الطيران المدني بشأن السلامة الجوية الذي يعقد في مارس/ اذار 2010. وتشكل الفكرة ضغطا جديدا على صناعة الطيران المتضررة بالفعل جراء الازمة المالية العالمية وانفلوانزا الخنازير. وسواء كان الإجراء عقوبة أو وسيلة ضغط، فان وضع قائمة سوداء عالمية لشركات الطيران أمر يثير مشاكل جادة ويصعب تطبيقه دون وجود رغبة سياسية حقيقية لدى الحكومات. وعانت شركات الطيران وحركة الملاحة الجوية ضغوطا متعددة منها ارتفاع اسعار النفط متجاوزة 147 دولارا للبرميل خلال النصف الاول من 2008 مما اضطر الشركات الى رفع اسعار التذاكر ودفع بالعديد من الافراد الى الغاء وتقليص رحلاتهم. وقبل ان تفيق الشركات من عثرتها جاءت الازمة المالية العالمية التي أدت الى تقلص الطلب على نقل الركاب والبضائع وتلقى قطاع الطيران ضربة جديدة مع تفشي وباء انفلوانز الخنازير. وتتوقع المنظمة الدولية للنقل الجوي "اياتا" تكبد شركات الطيران خسائر قيمتها 4.7 مليارات دولار في 2009 نتيجة للركود عالمي. وزادت المجموعة - التي تمثل 230 شركة طيران تشكل 93% من النقل الجوي الدولي - من توقعاتها للخسائر بعد ان قدرتها سلفا بنحو 2.5 مليار دولار في 2009. وبحسب بيانات ل"اياتا "، بلغت خسائر شركات النقل الجوي 8.5 مليارات دولار في 2008 تركزت نصفها في الربع الاخير من العام الذي شهد انفجار فتيل أزمة الائتمان. وتستند الشركة التي تتخذ من سويسرا مقرا لها في أحدث التوقعات إلى الرأي القائل بأن الاقتصاد والطلب على النقل الجوي سيبلغ القاع في منتصف عام 2009 ثم يبدأ في الانتعاش. وكانت كبرى شركات الطيران كشفت النقاب عن سلسلة من التدابير لمواجهة الركود الاقتصادي منها خفض التكاليف وأسعار التذاكر.