افيجدور ليبرمان" كرجل حاز السمعة فى اسرائيل كاكبر ثرثار من الغريب اننا وجدناه يتحدث بهدوء. بلكنته المسطحة الروسية نادرا ما يرتفع صوته فهو ليس ممن يصيحون .. و لكن عندما يتحدث ليبرمان قليل من الناس من يستمع - وعلى الرغم من كونه وزير الخارجية الاسرائيلي و يحتم وضعه ان يكون اكثر براعة فى قوله الا انه بلا ريب عادة مايقول بلا تردد أمور غير دبلوماسية. و ليبرمان يرى أن المواطنين العرب في اسرائيل الذين يشكلون نحو 20 ٪ من السكان ينبغي أن يجبروا على توقيع يمين الولاء للدولة الاسرائيلية . ولقد دعا لتطبيق عقوبة الاعدام لأعضاء الكنيست من العرب الذين يلتقون مع عناصر من حركة حماس. و ليبرمان هو من وصف ضغط ادارة الرئيس "أوباما" للحد من بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية بانه "خطأ". بالطبع هذه اللغه ليست ما يمكن ان تتوقعه من وزير للخارجية ولكن ليبرمان (51 عاما) لا يهمه. . فيقول وهو يرفع كتفيه أنا لا أحب التصحيح السياسى واضاف " انا اقول بالضبط ما اعنيه وما اعنيه هو ما اقوله". فظاظة و خشونة ليبرمان جعلته يكتسب تايد الصقور الاسرائيليين والازدراء من جانب الليبراليين والفلسطينيين وايضا كل حكومة في العالم العربي. فى الانتخابات التي جرت في فبراير الماضى فاز حزب ليبرمان (اسرائيل بيتنا المؤسس قبل عشرة سنوات ) بثالث أكبر عدد من المقاعد في الكنيست مما جعله نقطة ارتكاز حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الائتلافية. وهو ايضا ما عقد و اربك خطط و جهود ادارة "أوباما" للضغط على اسرائيل لتجميد الاستيطان واستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. المدى الذى قد يذهب اليه نتنياهو في اتجاه اوباما يتوقف على مدى استعداد ليبرمان للذهاب إلى هذا جانب"ليبرمان هو الشخصية السياسية الابرز على الساحة اليوم " و هنا يقول يارون ازراحي Yaron Ezrahiوهو استاذ للعلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس "لكن هذا النوع من السياسة خطر ايضا -- على الديمقراطية الإسرائيلية وعلى احتمال أي نوع من التسوية السلمية مع الفلسطينيين". عندما التقينا به في مكتبه في 24 يونيو ، سألنا ليبرمان ما اذا كان على أوباما اتخاذ موقف اشد ضد ايران فى اهقاب حملة الاحتجاج على نتائج انتخابات 12 يونيو. رد قائلا "انه حقا نظام متعصب ومتطرف مازال في السلطة والشباب... لا يحصلون على أي دعم حقيقي من جانب الغرب". وأضاف "هذا يظهر ان الأشرار هم الفائزون"وكرر معارضته لأية محاولة أمريكية لوقف نمو المستوطنات قائلا "لدينا آرائنا كذلك الاميركيون لا يمكن خنق شعبنا". نهج ليبرمان المتشدد هو نتاج ماضيه فقد انتقلت عائلته الى اسرائيل عام 1978 من جمهورية مولدافيا التى كات تضمن الاتحاد السوفياتي حينذاك قاتل والده في الجيش الاحمر في الحرب العالمية الثانية ولكنه شأن الكثير من اليهود السوفيت اعوام فى المنفى القسري في سيبيريا. ويقول ليبرمان "في بيتي نتكلم فقط عن إسرائيل لقد كان حلم انه فى يوم سنحضر إلى هنا " لدى وصول ليبرمان سجل نفسه كطالب في الجامعة العبرية وعمل في ملهى ليلي ثم أصبح ناشط في حزب الليكود اليميني. في أواخر الثمانينيات انتقل للعيش هو وزوجته الى مستعمرة نوكديم Nokdim الوعرة في الضفة الغربية التى تطل على الصحراء و لا يزال يعيش هناك. فى الوقت الذي استقر في نوكديم التقى ليبرمان ونتنياهو ثم تصاعد نجم الليكود.. لقد ادار حملة نتنياهو الأولى بشكل ناجح عندما اصبح رئيس الوزراء في عام 1996 و من ثم أصبح ليبرمان رئيس الاركان . . و يقول هنا تازاحى هانجيبى Tzahi Hanegb الذى شغل منصب وزير العدل في ذلك الوقت " لقد وثق فيه نتانياهو فقد كان هادئا وحذرا ومواليا". في عام 1999 انشق ليبرمان عن نتنياهو والليكود وشكل حزب "اسرائيل بيتنا" وهو حزب قومي بشكل سافر يتلقى دعمه الرئيسى من مجتمع المهاجرين الروس. و يعد اكثر مواقف الحزب تفجرا دعوته لجميع المواطنين لمبايعه الدولة اليهودية كشرط يضمن لهم الحق في التصويت -- فى تحدى مستتر لولاء عرب اسرائيل.. ويقول ليبرمان " انه من غير المقبول أن يحرقوا العلم الإسرائيلي يوم الاستقلال " . هناك فرصة ضئيلة لان يصبح تعهد الولاء قانونا ساريا و ليبرمان يعرف ذلك. ولكنه عن طريق الضغط على هذه القضية فهو يعول على نفاد الصبر المتزايد بين الاسرائيليين من المواطنين العرب في البلاد خاصة ممن انحاز علنا إلى جانب حماس خلال الهجوم الاسرائيلي على الحركة في الشتاء الماضي. و يقول هنا تازاحى هانجيبى Tzahi Hanegb "الناس يريدون شخص يمثل مخاوفهم وما يعتريهم من إحباط". ليبرمان يصر على انه يؤيد قيام دولة فلسطينية مستقلة ويقول ان اسرائيل "مستعدة لبدء مفاوضات بدون شروط مسبقة". ولكن في رأي ليبرمان السلام لا يعني التعايش. و بهذا الشان يقول أحد كبار المسؤولين " إن الفكرة الحاكمة هي اليهود من جهة والعرب من جهة أخرى ،". انها رؤية بسيطة وجذابة ولكنها أيضا ساخرة فأي اتفاق نهائي بين العرب والاسرائيليين سوف يتطلب منهما تشارك بعض الأراضي - في القدس على سبيل المثال - فكلايهما يمكن أن يدعي حقه. والإصرار على الفصل المادي كشرط مسبق للتوصل الى اتفاق سلام هو وسيلة آمنة لضمان الامن . اراء ليبرمان قد تحوز قبول التيار الرئيسي.فى اسرائيل ولكنها ليست وسيلة للتوصل الى سلام دائم في الشرق الأوسط.