تشكل فكرة وضع "قائمة سوداء" لشركات الطيران المدني الخطرة ضغطا جديدا على صناعة الطيران المتضررة بالفعل جراء الازمة المالية العالمية. وتعود الفكرة الى اقتراح تقدمت به فرنسا بعد حادث طائرة الايرباص اليمنية التي تحطمت في جزر القمر وعلى متنها 153 شخصا، وتبنت المفوضية الاوروبية الاقتراح بهدف التشديد على استخدام طائرات تتوافر بها معايير السلامة التامة. وسواء كان الإجراء عقوبة أو وسيلة ضغط، فان وضع قائمة سوداء عالمية لشركات الطيران أمر يثير مشاكل جادة ويصعب تطبيقه دون وجود رغبة سياسية حقيقية لدى الحكومات. واصطدمت الفكرة سريعا بتحفظات من المنظمة الدولية للطيران المدني التي تشرف على حركة النقل الجوي حيث رفض دينيس شانيون المتحدث باسم المنظمة الاقتراح واعتبره "موت" للشركات المدرجة بالقائمة. ورغم الاعتراضات اكدت المفوضية الاوروبية عزمها الدفاع عن طلبها خلال لقاء رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني ومسؤولي الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) خلال يوليو/ تموز 2009. وعلى المستوى الاوروبي، اجتمعت لجنة السلامة الجوية التابعة للاتحاد في بروكسل لتحديث القائمة السوداء الاوروبية التي تشمل حاليا نحو 200 شركة طيران تابعة لنحو 20 دولة معظمها افريقية. ومن المنتظر اعلان القائمة خلال يوليو 2009. ومن الشركات المدرجة "جارودا" الاندونيسية الممنوعة من الطيران الى الاتحاد الاوروبي منذ 2007. وتهدد فرنسا بادراج "اليمنية" في القائمة بعد ان تحطمت طائرة ايرباص 310 تابعة لها بالقرب من جزر القمر.ووضع وزير الدولة الفرنسي للنقل دومينيك بوسيرو على كاهل الشركة بذل جهود هائلة لتفادي الادراج بالقائمة. يذكر ان الشركة تخضع لمراقبة الاتحاد الاوروبي وقد تجنبت الادراج في القائمة السوداء في مارس/ اذار 2009 بعد ان تعهدت مجموعة ايرباص بمساعدتها على التغلب على مشكلات الامان التي اخذتها عليها المفوضية الاوروبية. وعانت شركات الطيران وحركة الملاحة الجوية ضغوطا متعددة منها ارتفاع اسعار النفط متجاوزة 147 دولارا للبرميل خلال النصف الاول من 2008 مما اضطر الشركات الى رفع اسعار التذاكر ودفع بالعديد من الافراد الى الغاء وتقليص رحلاتهم. وقبل ان تفيق الشركات من عثرتها جاءت الازمة المالية العالمية التي أدت الى تقلص الطلب على نقل الركاب والبضائع وتلقى قطاع الطيران ضربة جديدة مع تفشي وباء انفلوانز الخنازير. وتتوقع المنظمة الدولية للنقل الجوي "اياتا" تكبد شركات الطيران خسائر قيمتها 4.7 مليارات دولار في 2009 نتيجة للركود عالمي. وزادت المجموعة - التي تمثل 230 شركة طيران تشكل 93% من النقل الجوي الدولي - من توقعاتها للخسائر بعد ان قدرتها سلفا بنحو 2.5 مليار دولار في 2009. وبحسب بيانات ل"اياتا "، بلغت خسائر شركات النقل الجوي 8.5 مليارات دولار في 2008 تركزت نصفها في الربع الاخير من العام الذي شهد انفجار فتيل أزمة الائتمان. وتستند الشركة التي تتخذ من سويسرا مقرا لها في أحدث التوقعات إلى الرأي القائل بأن الاقتصاد والطلب على النقل الجوي سيبلغ القاع في منتصف عام 2009 ثم يبدأ في الانتعاش. وكانت كبرى شركات الطيران كشفت النقاب عن سلسلة من التدابير لمواجهة الركود الاقتصادي منها خفض التكاليف وأسعار التذاكر.