قالت الباحثه الانجليزية د.كارين ارمسترونج "إننى اشعر بالعار ازاء دور بريطانيا تجاة القضية الفلسطينية وللأسف الشديد فان معظم الشباب الغربى يجهل الوضع الفلسطينى " وأضافت في كلمة ألقتها خلال الملتقى العالمى الرابع للرابطة العالمية لخريجى الأزهر والذي بدأ أعماله بالقاهرة تحت شعار "الأزهر والغرب...ضوابط الحوار وحدوده" "لقد سألنى بعض الاساتذة بالجامعة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية من اين جاء الفلسطينيون؟". واوضحت ارمسترونج ان هناك حاله من عدم التوازن بين القوى السياسية فى العالم ادت الى حدوث فصل بين الشرق والغرب هذا غير اتباع سياسة عدم الاستماع للأخر . ودعت الباحثة الانجليزية الى اجراء حوار لا يتسم بالعدوانية والى اتباع ما حثت عليه الديانات السماوية من التراحم بين كافه البشرواستشهدت بقول سيدنا عيسى عليه السلام "احبوا اعدائكم" والايه الكريمة "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا". واضافت"هناك قاعدة ذهبية تقول لا تتصرف بطريقة لا تحب ان يعاملك بها الاخرون ونحن جميعا نعد جيرانا وعلينا ان نستمع لبعضنا البعض و على البلاد الغربية ان تستمع الى الآم الاخرين". واشارت ارمسترونج الى اعتزامها إعداد مشروع تحت عنوان "ميثاق للتراحم " بين كل من يدينون بالديانات السماوية ودعت مفتي الديار المصرية د.على جمعة الى المشاركة فى ذلك الميثاق مؤكدة ان العديد قد شاركوا من دول اسلامية اخرى . ومن جانبه قال د.وليام ساكس –باحث امريكى- "بعض رجال الساسة يركزون بشكل مستمر على اعمال العنف فقط وذلك شىء خطير لأنه لا يظهر سوى الجانب السلبى عن المسلمين ، وقد سألت احد رجال الاعلام الامريكيين عن اهتمامهم فقط بابراز العنف فاجابانى بان المواضيع الاخرى لا تمثل اى عامل جذب ولذلك لا يبرزونها" . واوضح ساكس انه تم اصدار العديد من الكتب بالولاياتالمتحدة عن الاسلام ولكن اغلبها لم يكن منصفا وتناول الاسلام بصورة سيئة هذا غير الكتب التى تخصصت فى علم مقارنه الأديان . ودعا ساكس الى ضرورة القضاء على كافه صور التطرف بما فيها التطرف المسيحى القائم بعدد من الكنائس الامريكية حتى يتم القضاء على العنف بكافه صورة واشكاله. الاسلامو فوبيا من جانبه قال د.جون اسبيزيتو –باحث امريكى- "لم يكن للاسلام فى اواخر الستينيات واوائل السبعينيات من القرن المنصرم اى وجود اكاديمى او حتى اى ظهور واضح بالمجتمع الامريكى ولذلك قمنا بعمل العديد من المؤتمرات للتعريف بالاسلام ولكن بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر اهتزت العلاقات بين الجانبين وظهر مايسمى بالخوف من الاسلام او (الاسلامو فوبيا)". واوضح انه تم عمل العديد من الدراسات حول اسباب تدهور العلاقات بين المسلمين والغرب والتى اثبتت ان المشكلة الحقيقية تكمن فى تبنى الغرب لمعايير مزدوجة فى التعامل مع الدول الاسلامية ويظهر ذلك من خلال السياسة المتبعة مع قضية غزة والسياسات المتبعة مع العراق وايران. واضاف اسبيزيتو "علينا ان نستفيد من مرحلة اوباما خاصه بعد خطابه الشهير بجامعة القاهرة ولأن الظروف اصبحت مواتيه لتحسين العلاقات بين الاسلام و الغرب وتحديدا مع الولاياتالمتحدةالامريكية ". ودعا اسبيزيتو الى التحرك العملى وعدم الاكتفاء بالمؤتمرات، مشيدا باعلان اوباما عن انسحابه المقبل من العراق ودعمه التعليمى والاقتصادى لدول مثل افغانستان والعراق ،كما دعا الى محاربه ورفض المنظمات الارهابية". وردا على كلمة اسبيزيتو قال الشيخ تيسير التميمى - قاض قضاة مدينة الخليل – "يجب ان تفرق بين ارهاب الدولة المنظم الذى يقتل النساء والاطفال والشيوخ ويسعى الى تهويد القدس وبين الحق المشروع فى الدفاع عن النفس " وقال التميمى "نحن لا نطالب سوى بالعدل". الاسلام دين رفق من جانبه قال الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر" من اهم الأصول التى قامت عليها الشريعة الاسلامية هى رعاية مصالح الناس والتيسير عليهم فأحكام الاسلام تقوم على الرفق لا على التشدد ،نحن ضد من ينادى بصدام الحضارات فالشرق له حضارة والغرب له حضارة اخرى وكل حضارة عليها ان تتعامل مع الاخرى طالما كان هناك مصلحة للناس وليس بها ما حرمه الله وخير وسيلة لحل المنازعات هى الحوار البناء الذى يقوم على شرف المقاصد والشجاعة ويبتعد عن العنصرية والتعصب الأعمى". من جهته قال الدكتور احمد الطيب – رئيس جامعة الأزهر و رئيس مجلس ادارة الرابطة العالمية- "ان الاسلام وضع فى قفص الاتهام من قبل مؤسسات غربية سياسية واتهم زورا انه دين عنف وتطرف وهى تهم قديمة وباليه وكنا نظن ان العقل الغربى قد تخطاها ولكن للاسف لم يحدث ذلك لأن من يملكون صنع القرار فى الغرب غير منصفين ويتعاملون مع الاسلام بالف ميكيال فى حين يتعاملون مع الديانات الاخرى بمكيال واحد". ودعا الدكتور حمدى زقزوق وزير الاوقاف المصرى الى استعادة الثقة بين الاسلام والغرب والتى اهتزت بعد الحروب التى شنتها بلدان غربية على بلدان اسلامية مما ادى الى شعور الشعوب المسلمة ان الغرب لا يريد له الخير. واشار زقزوق الى ان خطاب اوباما الأخير والذى طالب فيه بعمل حوار يعد بادرة تستحق الترحيب ولن يرفض المسلمون بطبيعة الحال اليد التى تمد اليهم لأن المسلمون عادلون حتى مع اعدائهم مصداقا لقوله تعالى"اعدلوا هو اقرب للتقوى". وردا على سؤال لموقع اخبار مصر www.egynews.net عن دور ذلك الملتقى فى اصلاح العلاقات بين الشرق والغرب قال الدكتور عكرمه صبرى مفتى القدس" هذا المؤتمر يعد واحدا من ضمن العديد من المحاولات التى نقوم بها لفتح حوار مع الغرب ونحن لسنا ضعفاء وانما نحن اقوياء بفكرنا وقوة حجتنا ونحن دائما نتفائل بالخير. وفى تصريح خاص للموقع حول الملتقى قال د.احمد كمال ابوالمجد –نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الانسان – "لنكن واقعيين لم يحل اى ملتقى اى مشكلة من قبل وانما هو من باب التنوير والتنبيه الى اشياء قد يغفل الناس عنها واهم ما بتلك الملتقيات هوانها تجمع وتخرج العديد من الآراء كما انها توقظ الهمه مما يساهم فى انقاذ الأمه ". واضاف ابو المجد "الاصلاح دائما يبدأ بكلمة ولكن ينبغى ان تكون تلك الكلمة دقيقة وفى صلب الموضوع ومتصلة بالتحديات التى تواجهها الأمه وقد اعجبتنى الآراء التى طرحت حتى الان لأنها جميعا ركزت على معانى الاسلام الاساسية وابرزت رحابه وسعه الاسلام وان التناقض بينه وبين الغرب موجود ولكنه ثانوى ولكن الأمور المشتركه اكبر". وقال ابو المجد" لابد من اجراء حوار باسلوب متواضع من قبل الجانبين وان يتعلم احدنا من الآخر وان نتوقف عن التشاحن والاختلاف لأن العالم على شفا كارثه كبرى متمثله فى نفاذ موارد المياة ونفاذ موارد الطاقة وكل ذلك قد يفضى الى حروب يهلك فيها ملايين البشر "واضاف" علينا ان نتحاور ونتعاون وهذا معنى قوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى".