قضت محكمة أمريكية بانتزاع جميع ممتلكات برنارد مادوف - المصرفي الأمريكي المدان في جرائم نصب واحتيال التي قدرتها بحوالي 171 ملايين دولار- ، فضلا عن جزء كبير من الثروة التي مازالت في حوزة زوجته. وأمر القاضي ديني تشين بتجريد مادوف من جميع الممتلكات، بما في ذلك العقارات ، والاستثمارات ، والسيارات والقوارب، لبيعها لصالح ضحايا الملياردير الأمريكي. وتعليقا على القرار، قال محامي مادوف إيرا سوركين ان المبلغ المقدر من قبل المحكمة مبالغ فيه، ومضلل، حتى بالنسبة لقضية بهذا الحجم. ورغم أن المبلغ الذي حددته المحكمة تقريبي 171 مليون دولار- بحسب الخبراء - الا انها ستعتمد عليه لتحديد حقوق ضحايا مادوف. ويواجه مادوف - 71 عاما- عقوبة السجن مدى الحياة، ومن غير المستبعد أن يصدر بحقه حكم بالسجن مدة قد تصل إلى 150 عاما، بينما طالب محاميه بتخفيف العقوبة على موكله إلى 12 عاما او 21 كحد اقصى لاعتبار سنه المتقدم وبمسئوليته الكاملة عن أفعاله. وفي السياق ذاته، امرت المحكمة بإجبار زوجة بيرنارد مادوف على التخلي عن جزء كبير من الثروة التي مازالت في حوزة الأسرة، المقدرة بنحو 80 مليون دولار، بينما سيسمح لها بالاحتفاظ بحوالي 2.5 مليون دولار. وكان مادوف أقر بما نسب إليه من اتهامات في أكبر عملية احتيال مالية في التاريخ في مارس/اذار 2009، وأكد أنه هو الوحيد المسئول عن عمليات الاحتيال وعن نظامه المالي الوهمي مستبعدا اشتراك ابنيه واخيه في جريمته. وبذلك فليس هناك متهم إلى جانب مادوف غير أحد المراجعين من خارج الشركة. وكشفت الازمة المالية حقيقة نظام مادوف الوهمي عندما اضطر الكثير من عملائه لسحب مبالغ كبيرة من أموالهم، ولم يستطع الوفاء بالتزاماته المالية الهائلة. يذكر ان مادوف - الذي يعد احد الشخصيات البارزة في وول ستريت - اوقف في 11ديسمبر/ كانون الاول 2008 بعد ان وجهت اليه تهمة الاحتيال بادارة خطة استثمار وهمية، ووضع قيد الإقامة الجبرية في ديسمبر/كانون الاول 2008 . ووقع العديد من المؤسسات المصرفية والصناديق الاستثمارية ضحية لبرنارد مادوفمنها "بي. ان. بي. باريبا" في فرنسا و"نومورا هولدينجز" في طوكيو و" نيو برايفت بنك" في زيوريخ. وافادت وثائق بان المليارات التي استثمرها مشاهير وبنوك ومنظمات خيرية او جامعات استخدمت لتلبية السحوبات الموضعية لمستثمرين آخرين، وكذلك لاقتناء مادوف و افراد عائلته، او شركائه المشتريات. وكان برنارد مادوف مدير صناديق استثمارية ذائع الصيت في وول ستريت، ورئيس سابق لمجلس ادارة بورصة ناسداك احدى بورصتي نيويورك العملاقتين وعلى مدى عقود ظل المستشار الاستثماري واحدا من ابرز اركان وول ستريت و له مكانته في الاوساط النافذة .