افتتح الدكتور عبد المنعم كامل رئيس دار الاوبرا المصرية فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الرقص المسرحي الحديث التى اقيمت على خشبة المسرح الكبير بدار الاوبرا المصرية وكان شعارها (ارقص .. الكون يرقص ) وعلى الرغم من بساطة الحفل الا انه ابهر الجمهور الغفير الذي حضره واستمتع بعرض فيلم تسجيلي عن مسيرة المهرجان خلال عشرة سنوات. الفنان وليد عونى القى كلمة استعرض فيها تاريخ اهمية المهرجان والهدف من اقامته حيث افاد انه يواكب حركة التطور العالمى فى فن الرقص المسرحى الحديث. واشار عوني الى الدور الريادى للمهرجان بأعتبار مصر اول دولة عربية تنظم مهرجان لهذا الفن المعاصر. وخلال الحفل قام الدكتور عبد المنعم كامل بتقديم دروع المهرجان للمكرمين وهم الدكتورة ماجدة صالح عميد معهد البالية سابقا وبسبب تواجدها فى امريكا تسلمه عنها الدكتور عبد المنعم كامل، كما تم تكريم الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس، وكل من الفنان التشكيلى ادم حنين، و احمد ذكي، والكاتب منير عامر، والمهندس محمد الغرباوي. ومن روائع المؤلف العالمي وليم شكسبير اختارت فرقة المسرح الحديث مسرحية "عطيل" لتقديمها في حفل الافتتاح وبالفعل تألقت المجموعة الراقصة وتناغمت حركاتها الراقصة مع الموسيقى الراقية وتمكنوا من ابهار الحضور بالعرض الذي صمم رقصاته الفنانه السويديه " ماري برولين تاني " التى تمكنت بتقنيتها العالية ان تجسد القصة بحرفية شديدة تجدر الاشارة الى ان احداث المسرحية تدور حول الغيرة، والتى تعد واحدة من السبع خطايا القاتلة وأحيانا ما توصف بأنها أكبرهم وأكثرهم هلاكا. والغيرة فى هذه القصة ليست الغيرة المعتادة بين الرجل والمرأة ولكنها غيرة مدمرة تسيطر على المنطق والعقل وتقتل كل من يعترض طريقها والمعروف ان قصة وليم شكسبير تتناول حياة عطيل الذى ظل طوال حياته يحارب ليجعل له مكانة فى المجتمع، ونجح فى أن يتخطى كل العقبات وكان عطيل مهاجر أسود البشرة الا انه أصبح قائدا عسكريا ذو رتبة رفيعة في المجتمع. ينتظر ياجو - وهوالأقل رتبة عسكرية من منه – ان يختاره صديقا مقربا ومساعدا عسكريا له ولكن عطيل يختار شخصا اخر يدعى كاسيو وهذا أغضب ياجو وجعله يفكر ياجو في الانتقام من عطيل فى شخص زوجته الشابة ديدامونا خصوصا انه يعرف ان عطيل يحبها بجنون. ويشارك شخص ثالث يدعى رودريجو وهو صديق عطيل الذي يطمع فى حب ديدامونا فى نسج خطة مدمرة وهي إقناع عطيل بوجود قصة حب بين كاسيو وديدامونا. تشتعل الغيرة فى قلب عطيل مما جعله يشك فى جميع من حوله ومنهم أميليا زوجة ياجو وبيانكا الخادمة واللتان كانتا مقربتين من ديدامونا بالإضافة إلى الكثير من المحيطين به كونه كان قائدا عظيما، وهذه القصة ترجمت الى رقصات باهرة ومعبرة. اما المؤلف الدنماركى هنريك مونش فقد مزج موسيقى هذا العمل من جميع القارات ومزجها بإيقاع إسكندينافى لتكون في النهاية موسيقى خاصة به وبالعرض نفسه.