يبدو ان انتشار مرض انفلونزا الخنازير أو ما يسمى بفيروس «اتش 1 ان 1»، في 40 بلدا في العالم منذ اعلان منظمة الصحة العالمية لظهور المرض في 29 أبريل الماضي في المكسيك، قد أرعب البحرينيين من احتمال انتشاره ووصوله الى المملكة، لاسيما وان الفيروس قد يواصل انتشاره بسرعة بين البشر وداخل حدود الدول وعبر بلدان العالم، وذلك بعد ان اصابت عدوى الفيروس رسميا 9830 شخصاً، وتوفى 73 مريضا. ورغم ان مملكة البحرين قد تأهبت لمواجهة هذا المرض على الصعيد الصحي، باتخاذها لكافة الاحتياطات لفحص القادمين إليها عبر المطار أو جسر الملك فهد للتأكد من سلامتهم وخلوهم من المرض، كما استوردت المملكة 35 ألف جرعة خاصة للأطفال من دواء «تاميفلو» المضاد ل «انفلونزا الخنازير» ومليون جرعة إضافية من الدواء للكبار، إلا ان كثير من المواطنين أصبحوا أكثر حذرا في التعامل مع الآخرين وفي شرائهم للحوم المستوردة وكذلك عدم السفر الى الدول الموبوءة. إذ يذكر المواطن عيسى حسن أنه قد أصبح أكثر حذرا عند شرائه لأية أنواع من اللحوم المثلجة والتأكد من صلاحيتها، لافتا الى ابتعاده قدر الإمكان عن الشراء من مطاعم الوجبات السريعة، لاعتقاده ان لحومها المستوردة من الخارج قد تكون وضعت بالقرب من مخازن لحوم الخنازير المصابة بالمرض الخطير مما قد ينقل العدوى إلى اللحوم الصالحة حسب تعبيره. ورغم انه يرى ان طريقة الإعلان عن المرض تبدو مبالغا فيها نوعا ما، إلا انه يشدد على أهمية عدم تجاهل المجتمع لخطورة هذا المرض حتى ولو كان وصوله إلى أماكن تواجدهم صعب المنال، داعيا الجميع الى التأكد من صلاحية اللحوم التي يشترونها حتى وان كانت من محلات تجارية معروفة محذرا من الاختلاط بالمجتمعات التي قد تكون مصابة بالمرض، و تحصين الشخص لجسمه بالنظافة الدائمة بعد التعامل مع الآخرين. لست متخوفا من المرض في حين يعتقد عباس جاسم ان ظروف انتقال مرض انفلونزا الخنازير ليست لها أجواء معينة، وان الاحتياطات والأمور الاحترازية قد اتخذت في الدول التي اكتشفت فيها الإصابات بهدف محاصرة المرض وانه تم اكتشاف العلاج المناسب له للقضاء عليه قبل ان يتحول إلى وباء عالمي. وبشأن التخوف من الإصابة بالمرض أو احتمال وصوله إلى البلاد أو الدول المجاورة، لا يبدو جاسم متخوفا البتة من انتقاله، اذ يقول «لا أعتقد ان هذا المرض سيصل الى دولتنا والدليل على ذلك استمرار الحياة الطبيعية لدى الغالبية واستمرار شراء اللحوم المثلجة من دون خوف من اصابتها بالمرض ناهيك عن الإختلاط بالمجتمعات الغربية المتواجدة في المملكة». ويرى أن هناك اختلافا بين ثقافة المجتمعات الغربية عن الشرقية بشأن مرض انفلونزا الخنازير وجميع الأمراض الأخرى، موضحا إياها «والتي قد اتضحت لنا من خلال حذر المجتمعات الغربية وتحسبها لعدم انتقال المرض عن طريق الالتزام بالاحتياطات الضرورية، والدليل على ذلك ما يعرض على شاشات التلفاز من خلال نشرات الأخبار، حيث إن الغالبية العظمى منهم ترتدي الأقنعة في حين ان الحياة سهلة وبسيطة لدى المجتمعات الشرقية وخصوصا المسلمة التي تؤمن بقدر الله». تخطيط للسفر وفي وقت يتجنب فيه كثيرون السفر إلى الدول الأوروبية والأسيوية على حد سواء تخوفا من انتقال مرض انفلونزا الخنازير إليهم من تلك الدول مكتفين بالسفر الى المناطق المجاورة لقضاء العطل الصيفية فيها، إلا ان عقيل علي سوف يخطط للسفر هذا العام أسوة بالأعوام السابقة دون أدنى اهتمام لانتشار المرض أو حتى للعدد الكبير من الوفيات التي أعلن عنها في بعض الدول، فهو متحمس للسفر مع عائلته إلى دول شرق آسيا مثل تايلاند والفلبين واندونيسيا وهي لا تشكو من إصابات بمرض أنفلونزا الخنازير حسب قوله. ويدعو الله ان لا يصل هذا المرض المميت إلى مملكة البحرين لا سيما مع اتخاذ الدولة لكافة الاحتياطات اللازمة من حيث التأكد من سلامة القادمين إلى البلاد وغيرها من الأمور، مبينا «ان الدراسات تؤكد ان انتقاله إلى الإنسان لا يكون عن طريق تناول لحم الخنزير وإنما ينتقل إلى الأشخاص المتواجدين بالقرب من الحظائر التي يربى فيها هذا الحيوان». ويعتقد علي بوجود تضخيم اعلامي لعدد حالات الوفاة جراء مرض أنفلونزا الخنازير وذلك في بلد منشأ المرض «المكسيك» وذات التضخيم كان بالنسبة لأنفلونزا الطيور في السنوات السابقة، متابعا «في حين ان من تحدوا الخوف واتجهوا لقضاء عطلهم في الخارج لم يصيبوا بأي أذى لابتعادهم عن تناول الأطعمة المشكوك في أمرها والتي يمكن إن تنقل إليهم المرض». ليس هناك خيار آخر ولأن محمد سعيد منتسب لإحدى الجامعات المصرية فإنه مجبر على السفر الى مصر لتقديم امتحاناته كونه لا يملك خيارا آخر، اذ انها السنة الأخيرة على تخرجه، رغم ان دولة مصر الشقيقة من الدول التي اكتشف فيها مصابين بمرض انفلونزا الخنازير. ويؤكد محمد انه من المتابعين لحالات تطور المرض في جميع أنحاء العالم ليكون على قدر من المعرفة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، مشيرا الى انه في في حال وجود جرعات معينة يتم أخذها قبل السفر فلن يتردد أبدا في أخذها لحماية نفسه من المرض، لافتا الى انه سوف يتراجع عن السفر في حال صدور أمر رسمي ذلك، (حيث إن بعض الجهات الخارجية قد صرحت بخطورته وإمكانية انتقاله عن طريق التنفس) . ويقول إن احتمال وصول مرض أنفلونزا الخنازير إلى الأماكن التي يقطن فيها خلال وجوده في جمهورية مصر العربية ضئيل جدا لابتعاده عن أماكن الكثافة السكانية وأماكن تربية الخنازير، ناهيك عن انه سيكون منهمك بالدراسة ولن يملك الوقت الكافي للخروج للتنزه وغالبا ما يتناول الطعام مع أصدقائه الذين يتناوبون على إعداده في السكن لتجنب تناول الأطعمة من المطاعم حفاظا على صحتهم وإن لم تسنح لهم الفرصة لإعداده سيكتفون بتناول الوجبات البحرية. وبالمثل فإن الطالب أحمد العيد سوف ينطلق إلى جمهورية مصر العربية بعد أيام قلائل لتقديم امتحاناته، ورغم ذلك فهو متتبع لكافة الإجراءات التي تقوم بها مصر لتفادي انتشار وباء انفلونزا الخنازير ومن ضمنها إعدام كافة الخنازير. ويذكر ان اصدقاءه وأهله قد شددوا عليه على عدم الاختلاط بالآخرين في الاماكن المزدحمة حال سماعهم بخبر انتشار وباء انفلونزا الخنازير، منوها الى انهم قد حذروه من الذهاب إلى الأرياف المصرية والمناطق ذات الكثافة السكانية والتي قد تضم بعض المصابين، واقتصار تنقله ما بين سكن الطلاب والمعهد.