الجمهورية :29/5/2009 أزعجني خبر انسحاب الامارات من مشروع العملة الخليجية الموحدة.. وقبلها كانت عمان.. أحببت تجربة الاتحاد الخليجي واعتبرته نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه الوحدة العربية في المستقبل.. فالتقارب بين الدول الخليجية الست خلق تقاربًا شعبيًا وجعل شعوب هذه الدول تشعر أنها شعباً واحداً. وبعده سمعنا عن الاتحاد المغاربي. لكن أعتقد أن تجربته لم تكن بنجاح مجلس التعاون الخليجي. فالمشاكل بين المغرب والجزائر عميقة بسبب مشكلة الصحراء. وفشل الاتحاد أن يوجد لها حلاً أعتقد أن الامارات كان يمكن أن تتفادي موضوع الانسحاب. فالهدف الرئيسي أنبل وأهم من الاختلاف حول أين يكون مقر الاتحاد النقدي أبوظبي أم السعودية؟! ولننظر لدول الاتحاد الأوروبي.. أعتقد أنها لم تختلف حول دولة المقر. ولكن تجربة منطقة اليورو تجعلنا نتفاءل بأن ما حدث من خروج الامارات وعمان من الاتحاد النقدي لدول الخليج العربي لن يجهض التجربة كلها. فيمكن لدول الخليج أن تستمر في مشروعها للعملة الخليجية الموحدة وتصدر عملتها في الوقت المناسب والذي أعتقد أنها تأخرت وكان المفروض أن تصدر العام القادم ..2010 المهم أن تخرج إلينا هذه العملة العربية كما خرج اليورو كعملة موحدة لدول الاتحاد الأوروبي رغم رفض بريطانيا وسويسرا الدخول فيه واحتفاظهما بعملتيهما الجنيه الاسترليني والفرنك السويسري. ومع هذا ظهر اليورو للوجود واعتادت شعوب 12 دولة أوروبية التعامل به وقرّب بين شعوبها. وأشعرهم فعلاً أنهم شعب واحد ودولة واحدة. فالعملة رمز للدولة وتحسن وضع العملة الأوروبية بالتدريج مع ثقة دول العالم المتزايدة به. خاصة بعد انخفاض الدولار وتعرضه لهزات متتالية نتيجة الأزمة المالية العالمية حتي وصل اليورو لضعف قيمته التي خرج بها للنور حيث لم يكن يتعدي 0.8 من الدولار. ووصل في بعض الأوقات مؤخرًا إلي 1.6 دولار واتخذته بعض دول العالم رصيدًا لاحتياطياتها النقدية. وأصبح يستخدم في الصادرات لأوروبا والواردات منها مما جعله أقوي عملة عالمية الآن وهز بشدة عرش الدولار الذي ظل قويا لعشرات السنين.. فهل نري العملة الموحدة الخليجية قريبا وبنفس القوة وهل يأتي يوم نري فيه العملة العربية الموحدة؟!