الأهرام: 25/5/2009 عندما يتحدث الزعيم الشاب باراك اوباما من القاهرة إلي العالم الإسلامي سوف يكرر كلامه الساحر حول ان القوة لاتخلق وحدها المكانة المحترمة للأمم, وأن أمريكا لابد ان تعود الي مكانتها باخلاق العدل والحرية والاحترام. وبرغم كل احترامنا وحبنا لهذا الشاب إلا أننا نريد ان نسمع منه عن خطوات عملية تترجم أقواله إلي افعال مجدية علي أرض الواقع.. أفعال تنقذ العالم من غرور القوة وتبسط العدل بين الشعوب حتي يتفرغ الجميع للبناء وحتي يكون النموذج الأمريكي حقيقة لامجرد أوهام. مشكلة أمريكا الاساسية مع العالم الإسلامي هي القضية الفلسطينية وماصاحبها من ظلم فادح لحقوق شعب اعزل تعرض لأكبر عملية سحق وذبح في التاريخ ويدرك أوباما ايضا ان هذه القضية مالم تجد الحل المناسب يمكن ان تجر العالم كله الي كوارث لن تكون أمريكا بمنأي عنها.. المؤكد ان هذا الشاب الأسمر القادم من أعماق مرارة الظلم والعنصرية يدرك ان القضايا المصيرية للشعوب لاتسقط بالتقادم ولايطويها النسيان وانما تظل مصدرا دائما للقلاقل والاضطرابات والحروب.. وانصح اوباما ان يجلس إلي وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون يستمع منها إلي رحلتها مع زوجها الرئيس الأسبق إلي الاراضي الفلسطينية, وكيف فاضت عيناها بالدموع وهي تري وتستمع إلي آلام ومعاناة الأطفال. سوف يتحدث اوباما عن الأسلحة النووية والخطر الإيراني الذي مازال في مهده وهو مجرد مشروع من المحتمل ان يتحول إلي سلاح نووي.. ونتفق تماما مع الرؤية الأمريكية في ضرورة احتواء هذا الخطر ومنعه من الاستمرار إلي نهايته ولكن كيف ؟ لعلنا في مصر سنكون اكثر المتضررين في المنطقة من المشروع النووي الإيراني.. هذا المشروع الذي يضعنا في حال نجاحه بين مطرقة تل أبيب وسندان طهران, وستبدو مصر مع مجموعة الدول العربية الطرف الاضعف في معادلة القوة والردع.. وسيخلق الواقع الجديد مجموعة من المصالح المشتركة بين إسرائيل وإيران تضعهما معا علي المائدة لتقسيم الغنائم. لاتصدقوا ان إيران تسعي في مشروعها لصالح القضية الفلسطينية.. إيران تسعي فقط لتحقيق التوازن الذي يجعلها صالحة للقيام بدورها القديم كشرطي المنطقة بالتراضي مع إسرائيل وبكل ما للشرطي من استحقاقات سواء بين جيرانها الاقربين في الخليج العربي أو في واسع المنطقة والعالم. وبكل الوضوح نقول لباراك اوباما: لانريد للمشروع الإيراني ان يسير في اتجاه السلاح النووي ولانريد مواجهة عسكرية تفضي إلي تدمير مقدرات كل شعوب المنطقة.. الذي نريده هو احتواء الطموح الإيراني بالعمل الجاد علي اخضاع إسرائيل لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.