هذه حقيقة هم من يدخلون ويخرجون من آلاف بل ملايين المواقع والمدونات وغيرها طوال ساعات الليل والنهار وعلي مدار العام.. اهتماماتهم كثيرة ومتعددة علي الشبكة والشبكة أيضاً اهتمت بهم ولبت احتياجاتهم بأكثر مما يحلمون. وإذا كان الشباب هم الأكثر استيعاباً لتقنية العصر في أمتع وأخطر صورها علي الإطلاق فهل سأل أحد نفسه وماذا عن كبار السن والعجائز هل يهتمون هم أيضاً بالإنترنت ويدلفون إلي المواقع ويستقبلون بريدهم الالكتروني ويراسلون أصدقائهم ويحققون التواصل مع الأقرباء ويحصلون علي المعلومات التي تلزمهم. إحصائية للمسنين فقط في مصر أكثر من 12 مليون شخص يتعاملون مع الإنترنت لكن العجائز وكبار السن لا يشغلون بال المراكز البحثية أو أجهزة الاستطلاعات والاحصائيات فلم نقرأ مرة عن احصائية بعدد المسنين الذين يقضون قضاء أوقات فراغهم الطويلة أمام الشبكة العنكبوتية. إذا كان هناك بالفعل هذه النوعية من المستخدمين. فمن المعروف أنه منذ دخول الإنترنت واستخدام الكمبيوترلدينا فإن الشباب وصغار السن هم الأكثر حماساً واستخداماً له بل وتفوق عددا كبيرا منهم في التعامل مع الكمبيوتر ببرامجه المختلفة وهم يتابعون الجديد الذي يحدث كل يوم وساعة في مجال الحاسب الآلي والشبكة العنكبوتية.. أما كبار السن فقليل منهم هو من تجاوب مع التكنولوجيا الحديثة أما الأغلبية فقد وجدوا أنها عبء يثقل كاهلهم حتي المسئولين والمديرين كبار السن فإن عدد كبير منهم وضعوا أجهزة الكمبيوتر علي مكاتبهم دون استخدام حقيقي فقط لمجرد الوجاهة واستكمال الديكور لذا لجأت أغلب الشركات والخاصة منها بالذات بالاستعانة بالشباب حيث هم أكثر جرأة واندماجاً مع تقنيات العصر. أسباب صحية .. للرفض والحقيقة أن كبار السن لهم مشاكلهم وأسبابهم الصحية في عدم استخدام الكمبيوتر والإنترنت ربما بسبب ضعف النظر أو آلام المفاصل والعمود الفقري مما يصعب من استمرارهم فترات طويلة أمام هذا الجهاز العجيب وهو يشكل في نفس الوقت عائقاً أمام الابحار في الشبكة العنكبوتية ومطالعة أحوال الدنيا. مواقع أكثر سهولة والأهم من ذلك أيضاً هو أن مصممي المواقع والإنترنت بوجه عام لا يراعون كبار السن فهم في الغالب يخاطبون الشباب بدليل أنهم لم يحاولوا أن يصمموا مواقع أكثر سهولة في الاستخدام أو تكبير الحروف أو التركيز علي الفوارق اللونية. الغريب أن هذه الظاهرة غير موجودة في الولاياتالمتحدة ففي دراسة أكاديمية أكدت أن 45% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين السبعين والخامسة والسبعين استخدموا الإنترنت خلال العام الماضي في مقابل 26% قبل ثلاث سنوات وهذا يعني أن المسنين أصبحوا يلعبون دوراً مهماً في الاقبال علي الشبكة وزيادة الاهتمام بها وهناك متخصصين في تمكين ومساعدة كبار السن من الوصول إلي الإنترنت حيث يمارسون نفس النشاطات التي يمارسها الشباب سواء من ناحية التواصل أو إدارة الحساب المصرفي وشراء المقتنيات لكنهم أكثر نشاطاً في ارسال واستقبال البريد الالكتروني. العجائز يتزايدون .. ولكن وتجدر الإشارة إلي ارتفاع نسبة الأشخاص الذين تخطوا الستين في السنوات المقبلة لتصل إلي 20% من سكان العالم. مما يتطلب معه ضرورة الاهتمام بالمسنين وتسهيل استخدامهم للإنترنت حيث سيتزايد عددهم مع تزايد الاحالة للتقاعد وهي قضية حيوية تلقي بمسئوليات كبيرة علي الشركات المتخصصة في تكنولوجيا الاتصالات وخصوصاً الإنترنت لكن تري هل تستجيب هذه الشركات أم أنها تركز علي الجانب التجاري وجذب المزيد من ملايين الشباب حول العالم؟