يستعد الباحثون في اثنين من المختبرات الامريكية لاستقبال عينات دم لمكسيكيين من ضحايا الانفلونزا وذلك لانتاج مصل ربما يوفر بعض الحماية من فيروس انفلونزا جديد بالغ الخطورة. ويأمل ويلسون وزميله رافي احمد وهو خبير امصال في جامعة ايموري في اتلانتافي تطوير طريقة جديدة لانتاج بروتينات موجهة تحارب العدوى يعرف بالاجسام المضادة المستنسخة اصطناعيا من خلية واحدة. ومن جانب آخر اعتبر جهاز صحي تابع للاتحاد الاوروبي ان نسبة الذين يمكن ان يصابوا نظريا بمرض انفلونزا الخنازير في حال تحوله الى وباء يمكن ان يصل الى 50% من السكان وذلك قياسا على نتائج ثلاثة اوبئة شهدها القرن العشرين. وصرح انغوس نيكول رئيس برنامج الانفلونزا في المركز الاوروبي لمراقبة الامراض من مقره في ستوكهولم انه في الانفلونزا الاسبانية عام 1918 والانفلونزا الاسيوية عام 1957 وانفلونزا هونغ كونغ عام 1968 اصيب ما بين 25 و30 بالمئة من الناس بالمرض. واضاف "نظرا لان ثلث الناس يصابون بالمرض ولكنهم لا يمرضون، فان نسبة الاصابة قد تصل الى 50%". واضاف "يجب ان نشعر بالقلق على الدول الاستوائية والدول الفقيرة لان نسبة الوفيات فيها ستكون اعلى وفي دراسة نشرت عاما 2008 في دورية نيتشر اوضح ويلسون واحمد انهما تمكنا باستخدام بضع ملاعق من الدم انتاج اجسام مضادة للانفلونزا خلال شهر. واشار يلسون وزميله الى ان هذه الاجسام المضادة المستنسخة - وهي اجسام مضادة ذات مصممة بحيث تهاجم بروتينا بعينه - ربما تبرهن على انها مفيدة في مواجهة وباء الانفلونزا للمساعدة في حماية مسؤولي الصحة لحين انتاج لقاح. ويوم الاحد الماضي طلب باحثون في المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها والذين يواجهون انتشارا لسلالة جديدة وغريبة من فيروس انفلونزا اتش 1 ان 1 من الباحثين وضع طريقتهما الجديدة تحت الاختبار. ومنذ الاسبوع الماضي تقوم الفرق الطبية في شيكاجو واتلانتا بتخزين امدادات وينتظرون ان ترسل لهم المراكز الامريكية قنينات من دم مرضى مكسيكيين اصيبوا بالسلالة الجديدة لفيروس اتش 1 ان 1 والتي تعرف على نطاق واسع باسم انفلونزا الخنازير. ويقول المسؤولون ان الفيروس قتل ما يصل الى 101 شخص في المكسيك رغم ان كل الحالات تقريبا في الدول الاخرى كانت خفيفة. وعندما تصل عينات الدم ستقوم الفرق الطبية بعزل نوع من خلية نظام المناعة تعرف بخلايا البلازما المفرزة للاجسام المضادة والتي تنتج كميات كبيرة من الاجسام المضادة كجزء من استجابة مبدئية للعدوى. وباستخدام هذه الخلايا سيشرع الباحثون في العمل في انتاج اجسام مضادة موجهة بدرجة عالية ضد السلالة الجديدة من الانفلونزا. وقال ويلسون خلال بضعة اسابيع من لحظة حصولنا على عينات الدم سيكون لدينا على الارجح شيئا ذي قيمة، مضيفا انه سيتم ارسال الاجسام المضادة الى المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها لاجراء اختبارات لمعرفة ما اذا كانت تعوق الفيروس عن اصابة خلايا جرت تنميتها في المختبر. وقال ويلسون ان المراكز الامريكية تعتزم في باديء الامر استخدام الاجسام المضادة لعمل وسائل اختبارات تشخيصة سريعة والتي تتعرف سريعا على الفيروس الجديد بدون الحاجة الى معدات مختبرات متطورة لمضاهاة تركيبها الجيني. ويأملون فيما بعد في انتاج اجسام مضادة يمكن حقنها في جسم الاشخاص المعرضين للعدوى بالفيروس. وقال ويلسون اذا وجدوا ان بعض هذه الاجسام المضادة تعمل بكفاءة حقيقية في تحييد هذه الانفلونزا فستكون هناك امكانية لاستخدامها كعلاج. وقال ان العلاج بالاجسام المضادة لن يوفر سوى حصانة مؤقتة ولكن قد تكون متاحة اسرع من اللقاح الذي من المتوقع ان يستغرق انتاجة ما بين اربعة وستة اشهر. ( رويترز)