أطلقت سوق العراق للاوراق المالية الأحد عمليات التداول الالكتروني وسط آمال بزيادة الاستثمار مع دخول الاجانب، والاسهم تحقق مكاسب جيدة رغم ارتباك السماسرة. وبدأت السوق نظام التداول الجديد - بعد 20 شهرا من التحضرات- بخمس شركات فقط، ومن المنتظر تحول كافة الشركات المدرجة بالسوق وعددها 91 شركة للنظام الجديد في غضون 3 أشهر . وأربك التحول كثير من السماسرة المعتادين على استخدام اللوحات والاقلام حيث حيرهم استبدال أسماء الشركات المعروفة لديهم برموز. وهو ما أكده السمسار أكرم بهنام (55 عاما)، قائلا أنه يعلم أن التحول الى التكنولوجيا ضروري لكن من الصعب استيعاب الامر كله في يوم واحد، فلابد من بعض الوقت لاستيعاب التعامل مع الشاشات الرقمية. وفي المقابل، لم يمنع الارتباك بعض المسثمرين من تحقيق مكاسب طيبة فقد ارتفعت أسهم أحد الشركات الخمس المدرجة الكترونيا - مصرف المنصور - 20% في أول ساعتين من الجلسة. وفي تعليق على ذلك، قال طه عبد السلام رئيس البورصة ان ارتفاع سهم بهذه النسبة يحمل بشرى للسوق. ومن جانبه، توقع عبد الرزاق السعدي المسؤول بالبورصة ان ينشط التداول الالكتروني السوق ويتيح للمستثمرين الاجانب وضع أوامر عن بعد، وهو ما يصب في صالح تعزيز الثقة في الاقتصاد العراقي. وقال السعدي "مع تحسن الامن وتحولنا الى التداول الالكتروني نتوقع أن تقوم شركات خليجية وأجنبية كثيرة باستثمارات ضخمة في هذا البلد." صورة ارشيفية للتداول اليدوي بالبورصة العراقية وبخلاف معظم بورصات العالم، تمتعت السوق العراقية بعام مزدهر في 2008 متجاهلة الازمة المالية بفضل عوامل أبرزها العمل بالوسائل اليدوية والعزلة وتجاهل المستثمرون الاجانب. فعلى سبيل المثال قفز مؤشر بغداد 40% في سبتمبر/ ايلول 2008 مع انحسار العنف بالدولة العربية، وهو نفس الشهر الذي أفلس فيه بنك ليمان براذرز وشهدت أسواق أكثر تطورا هبوطا حادا. وجاء ذلك بعد أن كانت السوق على مشارف التلاشي بعد أن فقدت أكثر من نصف قيمتها خلال سنوات العنف الطائفي الذي أعقب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003، فقد جعلت هجمات الميليشيات وعمليات التفجير من الذهاب الى العمل أمرا شديد الخطورة على السماسرة والمستثمرين. (رويترز)