تتكشف المفاجآت والأسرار من خلال الاعترافات التي يدلي بها قائد خلية حزب الله وشركائه, فالهدف كان مصر وأراضيها دون غيرها . فقد تناولت جريدة "الجمهورية " اعتراف أعضاء التنظيم في تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا بتفاصيل جديدة حول المهام التي تم إسنادها لهم لتنفيذها في مصر . حيث أشارت التحقيقات إلي أن المتهمين اعترفوا بحيازة المفرقعات التي تم ضبطها كما اعترفوا بأنهم قاموا بإقناع مجموعة من رفح وتجنيدهم للاشتراك في تنفيذ المهام بخدمة القضية الفلسطينية. كما أشارت التحقيقات إلي أن المتهمين اعترفوا بأن هناك أشخاصاً دخلوا الأراضي الفلسطينية للقيام بمهام هناك . وتحقق النيابة في الدور الإيراني لدعم هذا التنظيم لتنفيذ المهام التي توكل إليه.. كما تحقق النيابة في قيام بعض قيادات الحزب اللبناني بالتنقل ما بين مصر ولبنان والسودان لإعداد أفراد وتهريب أسلحة من السودان لتوصيلها إلي الأراضي الفلسطينية.. كما تحقق في استخدام المتهمين لأوراق مزورة لاستئجار شقق يتم من خلالها رصد حركة السفن في قناة السويس والمنشآت السياحية في سيناء. تشمل التحقيقات معرفة طبيعة المعلومات التي كان أعضاء التنظيم يسعون لجمعها عن القري والمدن الحدودية الواقعة بين مصر وفلسطين وإرسال تلك المعلومات إلي قيادات الحزب في لبنان. وصرحت بعض المصادر ل" الجمهورية " بأن المتهم الرئيسي في القضية سامي شهاب اعترف بأنه قام بنقل كمية من المتفجرات والمعدات إلي أفراد من حركة حماس عبر الأنفاق لتنفيذ عمليات داخل العمق الإسرائيلي. وأضافت المصادر أن سامي شهاب قرر أنه عقب اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية في دمشق.. صدرت تعليمات من كوادر الحزب برصد الأفواج السياحية خاصة الإسرائيلية في طابا ونويبع والعريش وعدد من الأماكن في جنوبسيناء. كما أشارت المصادر إلي أن شهاب اعترف أيضا بأن التعليمات التي صدرت من كوادر الحزب شملت رصد بعض السفن أثناء عبورها المجري الملاحي لقناة السويس.. وكانت السفن المطلوب رصدها من السفن الأمريكية والإسرائيلية.. وأن نتائج عمليات الرصد وصلت إلي كوادر الحزب في لبنان. واجهت النيابة سامي شهاب بما تضمنته التحريات من السعي لنشر الفكر الشيعي لكنه أنكر هذا الاتهام. وفى نفس السياق أكد مصدر مسئول أن هناك ارتباطاً بين تنظيم حزب الله اللبناني الذي تحقق معه النيابة حالياً وبين سعي إيران لتنفيذ المد الشيعي في المنطقة. و قال "للجمهورية" إن الحزب اللبناني أداة إيرانية لتنفيذ المد الشيعي والانتقام من دول مثل مصر والسعودية لوقوفهما في وجه هذا المد. كما نفي المصدر ماذكرته قيادات الحزب بأن التنظيم الذي ألقي القبض عليه في مصر والذي تحقق معه نيابة أمن الدولة العليا كان يهدف مساعدة القضية الفلسطينية.. فهذا ليس له علاقة بالقضية الفلسطينية.. لأن الأمر لو كان هكذا لكان أولي بالحزب أن يستعيد 40 كيلو متراً مربعاً من إسرائيل أو يساعد سوريا في استعادة هضبة الجولان. وحول نفس الموضوع كتبت جريدة "الاهرام " أن العملية الإرهابية كانت تستهدف تنفيذ ثلاثة تفجيرات في وقت واحد ضد أهداف مصرية وإسرائيلية, ومنشآت مهمة في ثلاثة مواقع سياحية وحيوية, وكان سيعقبها صدور بيان من قيادة حزب الله تؤكد فيه مسئوليتها عن هذه العمليات ردا علي مقتل قائدها العسكري عماد مغنية, وأن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هو الذي أصدر التكليف لنائبه نعيم قاسم, المسئول عن تحريك جهاز الاستخبارات في الحزب,واعترف المتهم اللبناني سامي شهاب عضو حزب الله أن قيادة الحزب ممثلة في مسئول جهاز الاستخبارات محمد قبلان, قد طلبت منه تكوين الخلية الإرهابية, وتدبير أماكن الإيواء والسيارات للتنقل وشراء المواد المستخدمة في تصنيع المواد المتفجرة من خلال الخبراء المكلفين بالمهمة من كوادر حزب الله, علي أن تكون الأراضي المصرية مسرحا للعمليات التي خطط لتنفيذها . وعلل الأسباب التي دفعت حزب الله لكي ينفذ عملياته من داخل مصر وليس من سوريا أو الجنوب اللبناني, بأن حسن نصر الله اعتبر أنه تعرض شخصيا لضربة بعد مقتل قائده العسكري عماد مغنية في سوريا, والذي كان يدير العمل العسكري داخل الحزب وله دور كبير في الكثير من العمليات وتحركاته كانت سرية ولاأحد يعلم به أو مكان اقامته في العاصمة السورية, واختير المكان الخاص للاقامة في مواقع مجاورة لمكاتب أجهزة المخابرات السورية وسفارات, وحدثت أزمة كبيرة داخل حزب الله نتيجة تلك الضربة لأن الوصول الي عماد مغنية يعني حدوث اختراق ما وكانت مصر وأراضي سيناء هي المسرح الذي اختاره حسن نصر الله, لينفذ أجندته الانتقامية من اسرائيل فالرجل لايمكنه الاقتراب من سوريا حليفته والتي تركت له كل أسلحتها عقب خروجها من لبنان وهي الدولة الثانية التي يخرج اليها من قبوه تحت الأرض ليزورها, بعد الدولة الأمر صاحبة المال وايران, كما لايريد تكرار ماحدث في الجنوب اللبناني خاصة وأن قوات اليونيفيل تراقب تصرفاته وتحركات ميليشياته وعلقت الجريدة : هانت الأرض المصرية عليه مثلما تهون علي نفر من المصريين الذين يتعاطفون معه وهم لايعلمون حقيقة الرجل الذي يستهدف هز استقرار الوطن وضرب الاقتصاد المصري من خلال استهداف السياحة وحركة الملاحة وقناة السويس, لكن نصر الله فات عليه قوة جهاز الأمن المصري والذي لقنه درسا لن ينساه, ولكن ماذا استثمرت قيادة حزب الله في المدن المصرية؟! من بين الاستثمارات المزعومة التي أرادوا اتخاذها ستارا لنشاطهم : شراء محل في مدينة الغردقة وتجهيزه كبازار سياحي لبيع المنتجات المصرية والآثار المقلدة وغيرها من الهدايا التي يقبل عليها السياح, والهدف رصد السياح وحركتهم وتحديد الفنادق والقري السياحية التي يرتادها الإسرائيليون في البحر الأحمر. * شراء محل للأسماك في مدينة بورسعيد في المنطقة المطلة علي تصنيع المراكب والذي من خلاله يمكن رصد جميع السفن التي تعبر قناة السويس ومواعيد إبحارها ودخولها وخروجها, وهذا المكان يمكنهم بوضوح من تحديد كل شيء ومراقبته بعناية. * شراء محل للملابس المستعملة في مدينة بورسعيد واتخاذه كنشاط استثماري للتغطية علي طبيعة مهمة الذين سيعملون في هذا المحل وهدفهم التنظيمي والتخريبي. والسؤال للأشاوس والمناضلين والمدافعين عن حسن نصر الله.. هل كل هذه المحال التجارية والأهداف كان هدفها المقاومة في غزة؟! ومن المقرر أن تنتقل نيابة أمن الدولة خلال أيام لاجراء المعاينات للأوكار التنظيمية والشقق والمحال التجارية والسيارات والمتفجرات التي ضبطت في مواقعها والمتحفظ عليها حاليا, وسيعهد لفريق من المحققين بإجراء تلك المعاينات علي الطبيعة. وقد اوردت جريدة المصري اليوم أن المتهم الأول فى قضية «حزب الله فى مصر» سامى هانى شهاب، أو محمد يوسف أحمد منصور أرسل اعتذاراً إلى الأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصرالله عن القبض على أعضاء التنظيم. قال المتهم اللبنانى، فى رسالة ل«المصرى اليوم» «قولوا للسيد نصرالله: لو خضت بنا البحر لخضناه وراءك، وأعتذر لك عما وقع من الكشف عن جنودك الذين يجب أن يكونوا على مستوى المسؤولية التى علمتنا إياها». وعندما سئل عن سر اعترافاته الكاملة التى تدينه قضائياً، قال شهاب: «دعم المقاومة ليس عيباً فى فلسفة حزب الله بل إنه شرف نقدمه للأمتين العربية والإسلامية، وقد تلقيت تكليفًا من الحزب بأن أقول كل شىء، لأنه لا يوجد شىء معيب فى القضية».