القمة تسعى لمساندة البشير وتخفيف الانقسام بشأن إيران شكوك حول عقد قمة "طارئة" بالسودان وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى الدوحة لحضور القمة العربية رغم المخاوف التى سبقت تلك الخطوة بسبب مذكرة الاعتقال التى صدرت بحقه من المحكمة الحنائية الدولية. ويأتي وصول البشير الى الدوحة ليضع حدا للتكهنات حول مشاركة الرئيس السوداني في القمة العربية التي يتوقع ان يصدر عنها موقف داعم للبشير ورافض للاجراءات القضائية الدولية بحقه. من جهة اخرى، طالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الإنسان قمة الدوحة إلى مطالبة السودان بإعادة منظمات الإغاثة الدولية ال 13 المطرودة إلى دارفور. وفي بيان نشرته الأحد، اعتبرت المنظمة الأمريكية أنه "يمكن لجامعة الدول العربية أن تساعد في انقاذ حياة الآلاف بأن تضغط على الخرطوم كي توقف قرار الطرد". وكانت الخرطوم قد طردت 13 منظمة دولية غير حكومية كبرى، واغلقت 3 اخرى محلية؛ انتقاما لاصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور غربي السودان. وما زال حضور البشير قمة الدوحة غير مؤكد. وكان مجلس الامن الدولي قد دعا الخميس السودان الى العدول عن قراره؛ فاعلنت الخرطوم في اليوم نفسه في ختام زيارة للبشير الى ليبيا, انها مستعدة لاستقبال "شركاء انسانيين" اخرين بدلا عن المنظمات المطرودة. القمة تسعى لمساندة البشير وتخفيف الانقسام بشأن إيران: ومن المقرر أن تسعى القمة العربية المقررة في قطر الاثنين الى تقديم الدعم للسودان بشأن امر اعتقال دولي صادر بحق رئيسه، والى تخفيف الانقسام العميق بين الدول العربية على كيفية التعامل مع ايران. وترى دول عربية أن إيران تقف وراء قوة حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الاسلامية "حماس" في الاراضي الفلسطينية؛ وتساند دول عربية اخرى لها علاقات جيدة مع ايران- مثل سوريا وقطر- نظرة القاعدة العريضة من شعوب العالم العربي وهي ان سياسات حزب الله وحماس هي ردود مشروعة على اسرائيل التي ترفض اعادة اراض عربية احتلتها عام 1967. شكوك حول عقد قمة "طارئة" بالسودان: وعلى الصعيد ذاته، شككت أوساط دبلوماسية عربية تشارك في الجلسات التحضيرية للقمة العربية بالدوحة التي تنطلق فعالياتها الاثنين في إمكانية أن يوافق القادة علي عقد قمة "طارئة" أخرى بعد أيام في الخرطوم بناء على طلب السودان. واعتبرت مصادر دبلوماسية متعددة أن الموقف "معقد"، وأنه ليس من السهل أن يذهب القادة إلي الخرطوم بعد التقائهم في الدوحة, غير أنها أكدت أن القرار يظل بأيديهم وفقا لتقديراتهم وما يرونه بهذا الصدد. ورجحت المصادر أن تتخذ القمة موقفا يرضي طموحات السودان والرئيس عمر البشير، ويعبر عن موقف عربي واضح من هذه الأزمة. وأشارت أن القرار العربي سيطلب من المجتمع الدولي دعم العملية السياسية بالسودان بدلاً من اتخاذ خطوات وإجراءات تسهم بالمزيد من تعقيد الأوضاع وتنذر بعواقب خطيرة علي كافة أقاليمه وأوضاعه الداخلية، بما في ذلك الوضع بالجنوب بعد الخطوات الجيدة التي قطعتها العملية السياسية. وقالت المصادر أن مشروع القرار العربي سيدعو المنظمات العربية المعنية القيام بدور فعال في توفير الاحتياجات الإنسانية لأبناء دارفور وسد الثغرة الناجمة عن قرار الرئيس البشير طرد المنظمات الدولية العاملة بهذا المجال إلي أن يتم التوصل إلي حل لهذه المشكلة. الجدير بالذكر أن الحرب الاهلية في دارفور أسفرت عن مقتل 300 الف شخص منذ 2003 بحسب الأممالمتحدة، و10 آلاف بحسب الخرطوم، فضلاً عن نزوح 7.2 مليون شخص. (وكالات)