ذكر تقرير لمركز أبحاث في واشنطن ان الصواريخ بعيدة المدى ستكون خيار اسرائيل من الاسلحة ضد المنشات النووية الايرانية اذا قررت شن هجوم وقائي معتبرا أن الضربات الجوية تنطوي على خطورة كبيرة. ويعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل تمتلك صواريخ من طراز أريحا القادرة على اصابة ايران بدقة وهامش خطأ يصل لبضع عشرات من الامتار عن الهدف، ومثل هذه القدرة لن تنطوي على العقبات الرئيسية في استخدام الطائرات الحربية وهي محدودية الوقود والمدفعية والمخاطر على الطيارين. ومن خلال قراءة في تقييمات محللين بأن الصواريخ المتطورة من طراز اريحا تحمل رؤوسا حربية تقليدية تزن 750 كيلوجراما، قال عبد الله توكان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان 42 صاروخا ستكون كافية لكي "تلحق ضررا شديدا أو تدمر" المواقع النووية الرئيسية لايران في نطنز واصفهان واراك. وفي تقرير 14 مارس/اذار بعنوان "دراسة حول ضربة اسرائيلية محتملة ضد منشات التصنيع النووي لايران" قال توكان "اذا كان اريحا 3 متطورا تماما ودقته بالغة الى حد ما فان هذا السيناريو قد يبدو أكثر ملاءمة من استخدام الطائرات المقاتلة". وقصفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي في عام 1981 وشنت غارة مماثلة على سوريا في عام 2007، وألمحت اسرائيل الى أنها قد تضطر الى استخدام القوة لمنع ايران من امتلاك الوسائل اللازمة لصنع قنبلة نووية. لكن العديد من الخبراء يعتقدون أن المواقع الايرانية بعيدة جدا ومتفرقة ومحصنة جيدا بحيث تستعصي على الطائرات الاسرائيلية بمفردها. وتمتنع اسرائيل عن تأكيد أو نفي امتلاكها صواريخ من طراز اريحا وذلك ضمن سياسة "غموض" تكتنف ترسانتها النووية المفترضة. وقلل مستشار دفاعي اسرائيلي من أهمية فكرة استخدام صواريخ بعيدة المدى لشن هجمات تقليدية، وقال المستشار "انظر الى أي جيش غربي كبير وستجد أن مثل هذه الضربات في صلب تخصص الطائرات بينما تدخر الصواريخ بعيدة المدى لسيناريوهات توجيه الضربات النووية". وقال توكان ان هجوما بصواريخ اريحا قد يثير ردا ايرانيا مضادا بصواريخ من طراز شهاب، وتشمل سيناريوهات انتقامية أخرى تعطيل ايران صادرات النفط وضرب أهداف أمريكية في الخليج أو اصدار أوامر بشن هجمات بالوكالة على أهداف يهودية في الخارج. ويبدي تقرير توكان الواقع في 114 صفحة الاستياء ازاء فكرة تحرك اسرائيلي أحادي الجانب. وقلل بعض الخبراء الاسرائيليين من التهديد الذي تمثله صواريخ شهاب وأشاروا الى تقييمات مخابراتية بأن ايران نشرت أقل من مئة صاروخ من هذا النوع وانه اذا أطلقت سيتم تدمير معظمها في منتصف رحلتها بواسطة صواريخ ارو 2 الاعتراضية الاسرائيلية. وقال جنرال سابق "في ظل مثل هذه الظروف نتوقع أكثر بقليل من اعادة لحرب الخليج"، وذلك في اشارة الى اطلاق العراق 40 صاروخا من طراز سكود على اسرائيل أثناء النزاع الذي دار في عام 1991، وألحقت هذه الهجمات أضرارا لكنها لم تسفر عن سقوط ضحايا. ويوفر صاروخ ارو 2 كذلك بعض الحماية للاردن المجاور لاسرائيل والذي يعتقد توكان أنه سيكون "نقطة انفجار اذا وقع تبادل لاطلاق الصواريخ بعيدة المدى." وأشار الى أن أي غارات باستخدام الصاروخ اريحا على ايران ستكون معقدة اذا حصلت ايران على النسخة الاكثر تعقيدا من نظام الدفاع الروسي أرض-جو اس-300 القادر على التعامل مع الطائرات الغازية والصواريخ بعيدة المدى. وربما تواجه اسرائيل صعوبة أكبر في شن هجوم باستخدام صواريخ اريحا لان قواعدها الجوية الاستراتيجية تقع بالقرب من مراكز سكنية، وفي العام الماضي أصبح اختبار لم يعلن عنه مسبقا لاطلاق الصاروخ اريحا 3 خارج تل ابيب معلومة عامة في خلال دقائق. لكن هذا ربما يكون مدى التحذير المبكر لايران. ويقول المستشار الاسرائيلي ان الولاياتالمتحدة وروسيا هما فقط المعروف امتلاكهما أقمارا صناعية قادرة على رصد اطلاق الصواريخ البالستية في حينها "ومن المستبعد الى حد كبير أن يكون الايرانيون قد وصلوا الى هذه المعلومة". (دان ويليامز/رويترز)