أشاد النائب سعد الحريرى رئيس تيار المستقبل اللبنانى بالحكمة التى تحلى بها الرئيس حسنى مبارك فى معالجته لأزمة الحرب فى غزة، مؤكدا أن المحاولات الاسرائيلية لتصدير الأزمة إلى مصر فطن لها الرئيس مبارك مبكرا ونجح فى اجهاضها خاصة وأنه على دراية تامة وخبرة كبيرة فى التعامل مع مناورات اسرائيل، مشيرا إلى أنه لايوجد عربى مسلم أو مسيحى أو حتى اجنبى الا وكان مع غزة وضد تصرفات اسرائيل ولكن التعامل بحكمة مع الموقف كان من الرئيس مبارك. وقال فى حوار مع الاعلامية لميس الحديدى لبرنامج "اتكلم " مساء الاثنين على القناة الاولى فى التليفزيون المصرى أن التركيز الاسرائيلى على أن الازمة فى غزة هى عبارة عن معبر رفح فقط والتى انساقت وراءها العديد من الاصوات فى الدول العربية المختلفة كان الهدف منه فتح المعبر وخروج أكثر من مليون فلسطينى من غزة إلى مصر وحينها تتحول القضية إلى كيفية عودة الفلسطينيين إلى غزة مثلما نتحدث الان عن حق العودة للفلسطينيين من 48 وليس التفاوض على الدولة الفلسطينية. وأضاف أن الرئيس مبارك نجح بامتياز فى إدارة تلك الازمة بالصورة اللازمة بل ونجح فى بدء الحوار الفلسطينى الفلسطينى والذى يصب بالاساس فى مصلحة القضية الفلسطينية، وهو الحوار الذى يجب أن يعمل قادة الفصائل فيه على فعل شىء ما لصالح القضية الفلسطينية والا فأن الشعب سيحاسب قادته على اخفاقهم فى هذا سواء عاجلا أم اجلا. واعتبر أن المصالحة العربية التى تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس حسنى مبارك هامة جدا فى هذا التوقيت بالتحديد حيث أن الدول العربية فى حاجة ماسة إلى تلك المصالحة خاصة وأنها مستهدفة منذ أكثر من 50 عاما وحتى اليوم وبخاصة فى قضيتنا الاساسية وهى القضية الفلسطينية بالاضافة إلى استهداف اقتصاد الدول العربية، مشيرا إلى أن خطأ بعض الدول العربية أنها ارادت الاستحواذ على القضية الفلسطينية وحدها على الرغم من أنها قضية العرب جميعا. وأعرب رئيس تيار المستقبل سعد الحريرى عن شكره للرئيس حسنى مبارك وللملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية وللعديد من الدول العربية التى دعمت فكرة عقد المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريرى والتى كان لعقدها ابلغ الاثر "ومنحتنى شعورا بالارتياح" لانها الطريق إلى تحقيق العدل، مشيرا إلى أن وقوف الدول العربية إلى جانب عقد المحكمة لانها اقتنعت أنها فقدت قامة سياسية كبيرة ولذا كان هذا التحرك من جانب الدول التى دعمت المحكمة. وقال إن عقد المحكمة لمحاكمة قتلة الشهيد رفيق الحريرى أنما جاء بعد تضحيات كبيرة قدمه الشعب اللبنانى وراح ضحيتها العديد من الشخصيات اللبنانية السياسية والاعلامية ولذا فعقد المحكمة يعيد العدل لانها لن تعيد رفيق الحريرى أو غيره من الشهداء. وأشار إلى أن الرغبة فى العدل وليس الثأر أدت بنا إلى اختيار طريق المحكمة وهو طريق الحضارة وأن كان صعبا , ولكن لايجب أن نقابل جريمة قتل بمثلها لان الهدف كان منع الاغتيالات فى لبنان وهو الامر الذى ما كان يأتى لو اخذنا بالثأر "فالعدل لايأتى بالقتل ". واضاف الحريرى أن الاتجاه للقضاء الدولى جاء بعد أن تأكدنا أن القضاء اللبنانى لن يستطيع أن يقوم بالمهمة فى هذه القضية , وأن كنا لا نضمن أن تقدم المحكمة كافة المذنبين إلى العدالة ولكننا نقبل بقرارتها , مستبعدا عقد صفقة سياسية فى هذا الاطار. واشار إلى أنه لاتوجد دولة تستطيع التحكم فى المحكمة الدولية فهناك المذكرة التى صدرت بحق الرئيس السودانى عمر البشير والتى لم تستطع أى دولة أن تقف فى وجهها أو توقفها، ولذا يجب أن تأخذ العدالة مجراها، مؤكدا أنها ليست المحكمة الاولى من نوعها كما يدعى البعض لان هناك محاكمة ميلوسفيتش قبلها وهناك قادة اسرائيل الذين نجحنا فى الحصول على احكام ضدهم فى المذابح التى وقعت عام 2003 ولكن المهم هو تقديم الدليل فى المحكمة للحصول على نتيجة. ووصف رئيس تيار المستقبل سعد الحريرى فتح سفارة لبنانية فى سوريا بانه انجاز كبير يعمق العلاقات بين البلدين فى ظل وجود نوايا حسنة لكنها غير كافية، مشيرا إلى أن هناك العديد من الملفات الاخرى مع سوريا التى تحتاج إلى حل فهناك العديد من المسجونين اللبنانيين فى السجون السورية. وقال " أن سوريا كانت لاكثرمن 50 أو 60 عاما وقبل اغتيال رفيق الحريرى تضع يدها على كل شىء فى لبنان وتتدخل فى كل شىء وترفض أن يكون هناك سفارات"، ولذا فالامر ليس مجرد سفارة وانما هناك علاقات سياسية تقوم على الندية بين سوريا ولبنان وليس بين سوريا واحد الاحزاب فى لبنان فيجب أن تكون العلاقة بين الحكومة فى البلدين. واعتبر أن الامر الاهم فى الانتخابات اللبنانية هو أن تقام فى موعدها فى السابع من شهر يونيو 2009 وأن تتم فى هدوء وباقبال كبير لان الهدوء السياسى يؤمن انتخابات جيدة وقوية، مشيرا إلى أن الامر كله بيد الشعب اللبنانى وهو الذى يختار اذا كان المستقبل والاغلبية أم أى حزب اخر. وقال أن برنامج تيار المستقبل فى الانتخابات يحاول تقديم برنامج اقتصادى وسياسى واجتماعى متكامل ويبحث ايضا عن حقوق المرأة لان المشكلة أن الاربع سنوات الماضية تعرض الاقتصاد اللبنانى لاهمال فيها ولم يحظ بالاهتمام ولذا فالمشروع يسعى لدعم الاقتصاد اللبنانى وحمايته من آثار الازمة الاقتصادية العالمية الحالية. وأعرب عن اطمئنانه الشديد لفوز تيار المستقبل فى الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أنه فى حالة فوز الاغلبية فى الانتخابات المقبلة فأنهم سيمدون ايديهم إلى الاقلية ليكونوا شركاء فى الحكومة دون الثلث المعطل، اما اذا فازت الاقلية فأنهم سيتركون الامر لهم ليتحملوا المسئولية كاملة دون تدخل منهم أو مشاركتهم فى الحكومة. وقال أن اتفاق الدوحة ليس دستورا وانما هو مجرد اتفاق تم بعد حدوث خلافات لبنانية واتفقت الدول العربية اثناء اجتماعها بمصر على التحرك لرأب الصدع وتم هذا فى الدوحة وتم تنفيذه بالفعل والتهدئة الحالية احدى النقاط التى تم الاتفاق عليها هناك ,ولكن ما يجب تطبيقه بالفعل هو اتفاق الطائف. وأكد أن موضع سلاح حزب الله هو موضوع طويل ومعقد ويحتاج إلى حوار طويل ولن يكون هذا الحوار ليوم أو يومين ليتم حل هذا الموضوع ولكنه يحتاج إلى وقت. وقال رئيس تيار المستقبل سعد الحريرى إن التقارب السورى الاسرائيلى الحالى لايغضب احدا لان الهدف منه هو عودة الجولان لسوريا وهى أرض عربية تعود للعرب واذا كان السلام يصل بسوريا لاستعادة ارضها فنحن معها لان السلام بين سوريا واسرائيل سيحرك المبادرة العربية والتى نحن جزء منها. وأضاف أنه يجب على سوريا أن تحدد مصلحتها اذا كانت مع العرب ام مع دولة اخرى سواء كانت ايران او غيرها , فكل الدول العربية يجب أن يكون اساس علاقتها مع بعضها البعض مثل الاتحاد الاوروبى الذى تتركز علاقات دولة مع بعضها البعض. وأشار إلى أن الحوار مع ايران مفيد ولكنه يجب أن يكون مع الدولة اللبنانية فايران هى التى وضعت حزب الله على قائمة الارهاب الدولى وليس نحن، لاننا نعيش ونتعايش مع حزب الله فى دولة واحدة ونتحاور معهم دائما. ورفض الحريرى الاتهامات الموجهة لتيار المستقبل بأنه موال لامريكا وللغربن مؤكدا أن الولاء الاول لتيار المستقبل هو للدول العربية، ولكن لان هناك مدرستين منتشرتين فى الدول العربية الان , واحدة تكفيرية والاخرى تخوينية، فإن من ليس له برنامج أو لايملك الشعبية على الارض يلجأ إليهما مع خصمه السياسى . وبرر حضور السفيرة الامريكية فى لبنان ميشيل سيسون المؤتمر الخاص باعلان برنامج تيار المستقبل الانتخابى بقوله أن حضورها جاء فى اطار دعوة للسفراء الاجانب ومثلها مثل باقى السفراء الذين حضروا وهو امر يحدث مع السفراء العرب فى الدول الاجنبية وليس بجديد وحضور السفيرة الامريكية من عدمه لايغير من الامر شيئا على حد قوله. وأضاف أن موقف الولاياتالمتحدة من محاكمة قتلة الحريرى مرحب به ولكنه لايعنى أننا نخضع لهم ولكننا لانرحب بموقف الولاياتالمتحدة من جرائم اسرائيل فى فلسطين. وحول عمله بالسياسة، أكد سعد الحريرى فى حواره التليفزيونى انه لم يكن يرغب فى العمل بالسياسة ولكن ارادة العائلة تجمعت حول اختياره بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى، نافيا الشائعات التى ترددت عن وجود خلافات داخل العائلة، مؤكدا انها مجرد شائعات فى اطار الخلافات السياسية واستهداف عائلة الحريرى . وحول وجود السيدة نازك الحريرى ارملة رئيس الوزراء اللبنانى الراحل رفيق الحريرى فى باريس، قال سعد الحريرى أن ذلك لاسباب أمنية . (أ ش أ)