قرار استبعاد رئيس الشعبة الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية اللواء "عاموس جلعاد" أثار جدلا واسعا داخل إسرائيل، لا سيما حول احتمالات تأثر ملف المفاوضات مع مصر بشأن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" المختطف من قبل حركة "حماس"، ما اضطر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية لإصدار بيان حول مهام "عاموس". وقال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية "إنه في أعقاب التصريحات المتلاحقة وجب التوضيح بأن عاموس جلعاد لم يكن يعمل على ملف شاليط، ولم يكن مخولا بالتفاوض حول صفقة الإفراج عنه، وأن المفاوضات في هذا الشأن مازلت مستمرة". وكان "عاموس جلعاد" قد أعرب - في تصريحات لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية - عن استيائه من مواقف رئيس الوزراء المنتهية ولايته "إيهود أولمرت" وإصراره على أن تقبل حماس أولا إطلاق صراح الجندي "شاليط" قبل أن تقوم إسرائيل برفع جزئي عن الحصار في غزة، الأمر الذي اعتبره "عاموس" أن إسرائيل "تضع العقدة في المنشار". 27 عاما بالجيش الإسرائيلي "عاموس جلعاد" من مواليد عام 1954، واحتل مناصب راقية داخل المؤسسات الإسرائيلية المختلفة. التحق بالجيش الإسرائيلي عام 1982 وشغل العديد من المناصب داخله، خاصة في وحدة الأبحاث التابعة لشعبة الاستخبارات العامة "أمان". وقدم "عاموس" شهادات مهمة أمام لجنة "كهان" وهي اللجنة التي أقيمت عام 1982 من أجل فتح التحقيق في الأعمال البشعة التي ارتكبتها ميليشيات القوات اللبنانية – حسب زعم الإسرائيليين - ضد المدنيين في مخيمات اللاجئين في صبرا وشاتيلا. وفي عام 1994، عينه رئيس الأركان آنذاك "إيهود باراك" متحدثا رسميا باسم الجيش، وكان هذا المنصب بداية تألقه إعلاميا. ثم عاد مرة أخرى إلى وحدة الأبحاث في المخابرات كرئيس لها في 1996. وترقى إلى رتبة "لواء" في 2001، وعين كمنسق لعمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، إلى أن استقال من الجيش في يوليو/ تموز 2003. كما رأس "عاموس جلعاد" في 2002 هيئة الاستعلامات القومية التي أنشئت آنذاك بسبب الخوف من حدوث هجمات صاروخية على إسرائيل من قبل إيران. وشغل المنصب الأكثر أهمية في تاريخه وهو رئيس لشعبة السياسة والأمن في وزارة الدفاع، حيث أوكل إليه من قبل رئيس الحكومة العمل على ملفات الأسرى والمختطفين، وأصبح مسئولا عن مفاوضات الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف "جلعاد شاليط". وفي عام 2008 - وبسبب علاقاته القوية – عمل منسقا لعمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وذلك بعد أن فشل الجيش الإسرائيلي في إيجاد خليفة للواء "يوس شلاف" الذي كان معنيا بذلك. شهدت الأعوام ال8 الأخيرة جهدا بالغا من قبل "عاموس جلعاد" فيما يتعلق بالعلاقات والتنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وكان له أثر كبير في التوصل للاتفاق التهدئة مع "حماس" في قطاع غزة في يونيو/ حزيران 2008. "عاموس جلعاد" والذي عمل في مناصب عديدة اشتهر بقدرته علي الدخول في تفاصيل السياسة الخارجية لدى إسرائيل. ومن الأخبار التي أثارت العديد من الأقاويل حول "عاموس جلعاد" أنه قد طلب في عام 2004 من وزارة الدفاع الاعتراف بأنه من مصابي الجيش، وذلك في أعقاب ادعائه بأنه تضرر نفسيا وصحيا بشكل بالغ بعد خدمته كنائب لجهاز الأمن العام في منطقة القيادة الشمالية في عامي 1982 و1983.