أكد الشيخ أحمد تركى إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية في القاهرة أن للحب معان كثيرة اسماها حب الله مشيرا إلى أنه لا يجوز اختزال التعبير عنها في يوم واحد( عيد الحب) تقدم فيه الهدايا والزهور. وأوضح تركى - فى حوار مع برنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى الجمعة - أن الله سبحانه وتعالى ذكر كلمة الحب أكثر من مرة بشكل اشمل واوسع مثل قوله تعالى "ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله "البقرة" ، وقوله عز وجل " ان الله يحب المتقين" و"ان الله لا يحب المنافقين" صدق الله العظيم. وقال تركي ان أكثر الاشياء التى يحتاج لها الانسان هى الحب والانتماء فمع اختلافات البشر تظل هناك أمنية ورغبة للشخص أن يكون محبوبا من الآخرين ومتواصلا معهم. وتابع أن الاستشعار بحب الله ورضائه هي أساس طمأنينة النفس فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: " إذا أحب الله عبدا نادى جبريل يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في الملأ الأعلى يأيها الملأ إن الله يحب فلانا ، فاحبوه فيحبه الملأ الأعلى ثم يوضع له القبول في الأرض". وفرق الشيخ المصري بين الحب المحمود والمذموم ، الأول هو حب الخير للناس دون مصلحة او شرط ، أما الثاني فهو المبنى على المادة والمصلحة. وقال تركى أن الله عز وجل عندما يحب انسان لا يعذبه ويبتليه والانسان يشعر بأن هذا الابتلاء عذاب فى حالة واحدة وهى بعده عن ذكر الله سبحانه وتعالى مشيراً الى ان الابتلاء نوع من انواع التقوية فلولا الظروف الصعبة التى مر بها الرسول"ص" وصحابته لما استطاعوا خلق مجتمع قوى ومتماسك. وأضاف ان هناك فرقا بين الحب والإعجاب ، فالاعجاب لا يدوم اما الحب فلابد ان يكون على اساس تقييم الذات خلقياً ودينياً وقد وضح لنا الله عز وجل فى صورة القصص الفرق بينهما عندما ذهب موسى عليه السلام إلى مدين ووجد امرأتين تذودان أغنامهما عن الماء منتظرتين حتى يتم الرعاة الأقوياء سقيهم فسقى لهما وذهب ثم جاءته إحداهما تمشي على استحياء، قالت: "إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا" وايضاً عندما قالت إحداهما لابيها "يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ" فقد اعجبت به لامانته وقوته وليس لاى شىء أخر وهذا ما جعل ابيها يعرض على موسى الزواج بإحدى بناته.