تسعى شركات انشاء في دبي الى التوسع في أسواق الخليج الاقل تضررا بسبب التباطؤ العقاري من الامارة التي تراجعت فيها الاسعار بشدة وتأجلت مشروعات. واعلنت شركات بناء في دبي الاثنين انها تتطلع الى السعودية، وقطر حيث سيساعدها التوسع في الميزانيات الحكومية ووعود بتعزيز النمو الاقتصادي على مواجهة التباطؤ في سوقها المحلية. وقال صالح مرادويج المدير التنفيذي لشركة دريك اند سكل المتخصصة في الاعمال الميكانيكية والهندسية والسباكة في مؤتمر عن صناعة البناء في العاصمة الاماراتيةأبوظبي "السعودية هي بالتأكيد المكان الذي سيستمر فيه النمو خلال العامين أو الثلاثة أعوام القادمة." واشار أن الشركة تجري محادثات لشراء شركات في السعودية وقطر، بالاضافة الى دراسة من ثلاث الى خمس فرص في غضون شهرين أو ثلاثة. من جهته اوضح رياض كمال الرئيس التنفيذي ل"ارابتك القابضة" - أكبر شركة بناء في الامارات انه سيكون من الصعب ايجاد أعمال اضافية في 2010-2011 ، وان الشركة تبحث عن سبل للعمل خارج نطاقها الجغرافي منها السعوديه، مؤكدا أن هناك مفاوضات جارية. وقادت "ارابتك" الانتعاش العقاري في دبي بمشاركتها في مشروعات مثل برج دبي أطول برج في العالم، الا انها أعلنت الاثنين انخفاض أرباحها في الربع الاخير من عام 2008 بحوالي 4 %. وتعد السوق السعودية والقطرية في اعين الخبراء هي الامثل في ظل التباطؤ الذي تواجه الاماره، حيث يشجع ارتفع عدد سكان السعودية - أكبر بلد مصدر للنفط في العالم - البالغ نحو 25 مليون نسمة على مواصلة الطلب. في الوقت نفسه ينتظر أن يحقق اقتصاد قطر أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم نموا حقيقيا بنسبة 10 % بينما يواصل البلد تعزيز انتاجه من الغاز الطبيعي حسبما قال وزير الطاقة والصناعة القطري في فبراير/ شباط 2009. ويرى علي قولاغاصي نائب رئيس شركة سعودي اوجيه الخاصة ان السعودية وأبوظبي وقطر أفضل الاسواق في مجلس التعاون الخليجي. واوضح "تراجعت تكاليف البناء 40 %.. حان وقت اغتنام الفرصة، نعم هناك تباطؤ كبير في المبيعات لكن هذا يتيح فرصا لشركات التنمية العقارية القوية." واشار الى أن أبوظبي التي يوجد بها أكثر من 90 % من احتياطيات الامارات النفطية تقدم فرصا لشركات البناء. في غضون ذلك دعا مسؤولون تنفيذيون بشركات عقارات وانشاءات الى تدخل حكومات دول الخليج العربية وصناديق الثروة السيادية التي تسيطر عليها لانعاش قطاع العقارات في المنطقة الذي تضرر من جراء أزمة الائتمان. وقال عادل الزرعوني الرئيس التنفيذي لبروج العقارية التابعة لمصرف أبوظبي الاسلامي ان الانفاق الحكومي سيكون عاملا مهما لاخراج الشركات من الاجواء السلبية السائدة في السوق والمشكلات التي تواجهها حاليا. وكانت دبي قد اجتذبت المستثمرين خلال السنوات القليلة الماضية لكنها الان تضررت بشدة نتيجة للازمة المالية العالمية، مما تسبب في تأجيل اكثر من نصف مشاريع التشييد في الامارة والمقدرة ب582حوالي مليار دولار، وسط توقعات بانضمام المزيد من المشاريع الى قائمة المؤجلات في 2009 . وتوقفت الجرافات التي كانت تعمل طوال النار والليل قبل الازمة عن الحركة الان وأصبح العديد من مواقع العمل مهجورة بعد ان صدرت الاوامر الى الاف عمال التشييد بترك معداتهم. (رويترز)