القت الازمة المالية العالمية بظلال قاتمة على مهرجان دبي للتسوق 2009، حيث قدر ملاك عدد من متاجر دبي تراجع المبيعات بنسبة تصل الى 50% نتيجة لتقلص عدد الزائرين ونسب الانفاق والتخفيضات تفشل في انعاش الشراء. ويعتبر المراقبون مهرجان التسوق مؤشرا لرصد صحة الاقتصاد في الامارة التي شهدت سنوات من الازدهار المطرد والنمو الكبير في الاقتصاد وعدد السكان الذين يشكل الاجانب غالبيتهم الساحقة. وقال تريفور لويد جونز مدير تحرير نشرة "بيزنس انتيليجنس ميدل ايست"، إن مهرجان التسوق يمثل 25% من اجمالي المبيعات السنوية للعديد من المتاجر. وتلقت الامارة ضربة قاضية خلال الاشهر الاخيرة إثر تسريح موظفين من بعض الشركات لاسيما العاملة في مجال العقارات والانشاءات، مما افقدها عدد كبير من سكانها، كما شهدت انخفاضا في اسعار العقارات وتراجعا حادا في سوق المال. وعلى صعيد متصل، تأثرت حركة التسوق بالامارة الخليجية بتراجع اعداد السياح الذين يعدون محركا رئيسيا للسوق لاسيما خلال المهرجان الشهير. ومن داخل أحد مراكز التسوق، يقول احد العاملين الذي يقف بكامل اناقته مبتسما في قسم بيع العطور ومستحضرات التجميل، إن معظم زوار المركز يتنقلون بشكل مقتضب بين البضائع ويغادرون دون شراء اي شىء. وأضاف ان الزبون كان يشتري قارورة العطر ويشتري معها عدة مستحضرات ملحقة كالشامبو والكريم المرطب وغيرها، هو ما تبدل الآن وقال بحزن "نكون محظوظين اذا اشترى قارورة العطر فقط"، واستطرد "علينا ان نكون اكثر اقناعا لكي يشتري الزبون". ويبدأ مهرجان دبي مع انتصاف يناير/ كانون الثاني، ويبدو مختلفا خلال 2009 حيث فشلت المغريات الكثيرة كالتخفيضات والسحوبات على السيارات والشقق والذهب في اطلاق حركة البيع القوية التي تميزت بها دبي على مدى السنوات الماضية. فلطالما عرفت الامارة المزدهرة بالنزعة القوية للانفاق على اشكاله في ظل مستوى اجور مرتفع وبنية اجتماعية تتمحور على مراكز التسوق والانفاق. وذكر بائع مستحضرات تجميل آخر ان حجم المبيعات اليومية انخفض الى 5 الاف درهم (1360 دولارا) مقارنة ب11 او 12 الف درهم يوميا قبل سنة. وفي المقابل، ترى ليلى سهيل المسؤولة في المكتب الذي يدير مهرجان التسوق ان عدد زوار المتاجر ارتفع بين 3% و5% لكن الانفاق انخفض حيث اضحي قرار الشراء اصعب. وتوقعت دراسة لشركة "ماستر كارد" للبطاقات الائتمانية ان ينخفض مؤشر ثقة المستهلك في الامارات بقوة في الربع الاول من 2009. (أ ف ب)