تخشى أوساط إسرائيلية من تطور الخلاف والتوتر مع تركيا ليصل إلى المساس بالتعاون الأمني والعسكري؛ كما قامت تركيا بتكثيف الحراسة على عدد من المنشآت في مدينة اسطنبول. وذكرت "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الأحد أن ثمة مداولات طارئة تجريها القيادة العسكريّة في إسرائيل حول التوتر الذي طرأ بالعلاقات الإسرائيليّة التركيّة؛ في أعقاب الهجوم الذي شنّه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على الرئيس شيمون بيريز. وأشارت الصحيفة أن القيادة الإسرائيلية تحاول الحفاظ على نسيج الشراكة الاستراتيجيّة التي تجمع تركيا وإسرائيل، وتشتمل على تدريبات يقوم بها سلاح الجو الإسرائيلي في تركيا، بالإضافة إلى صفقات الأسلحة المعقودة بين الدولتين. أردوغان: بوسعي إعادة شاليط: وفي سياق متصل، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الأحد لقاء خاص مع أردوغان، أدلى خلالها ب "تصريحات تطغى عليها الروح القتاليّة"؛ حيث قال إنه "قادر على إطلاق سراح الجندي شاليط... لكن إسرائيل غير عادلة تجاهنا". وفيما يتعلق بحماس، قال أردوغان: تقومون بسجن رئيس مجلسهم التشريعي ووزرائهم، وتنتظرون منهم الصمت والسكوت؟! وعلى المسار السوري، قال أردوغان: "حاولنا أن نكون لإسرائيل الأمل... أولميرت أخبرني أنه سيرجع إلي... وبينما كنت في انتظار رده بدأت القذائف تسقط على غزة... ليفني تطالب تركيا باحترام إسرائيل: من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني رئيس الوزراء التركي إلى "احترام" إسرائيل بعد المشادة الكلامية في دافوس بسويسرا حول النزاع في غزة. وأكدت ليفني للإذاعة الرسمية: "لدينا علاقات استراتيجية هامة مع تركيا لذلك أتوقع من تركيا اأن تظهر احتراماً تجاه إسرائيل رغم المظاهرات في الشوارع في تركيا، والصور القاسية جداً التي عرضت حول غزة". وتابعت ليفني: "من الممكن إصلاح كل شيء. يجب التحاور, وضع الأمور على الطاولة, أخذ المصالح المشتركة في الاعتبار والاختلافات أيضاً". وأعربت ليفني عن أسفها لأنها كانت "البلد الأول الذي وافق على استقبال" وفد من حماس بعيد انتصار الحركة في يناير/كانون الثاني في 2006- على فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. الجدير بالذكر أن تركيا هي الحليف الأساسي لإسرائيل في العالم الإسلامي. وقد أجرى البلدان معاً علاقات اقتصادية وثيقة منذ وقعتا اتفاقاً هاماً للتعاون العسكري في 1996 أثار غضب الدول العربية وإيران. وكان رئيس الوزراء التركي قد غادر مساء الخميس غاضباً قاعة منتدى دافوس حيث كان يجرى نقاش حول الوضع في غزة، آخذاً على المنظمين منعه من الكلام بعد مداخلة طويلة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز. وندد أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية وبصورة شبه يومية بالهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أسفر عن مقتل وإصابة نحو 7 آلاف فلسطيني، وتدمير البنية التحتية للقطاع تماماً.