في تغير مفاجئ، هاجم الزعيم الكوبي المريض فيدل كاسترو مبادرات السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما بإعتبارها "فاسدة" وقارنها بسياسات جورج بوش. واستخدم كاسترو- في أحدث مقالة نشرتها له وسائل الإعلام الكوبية الجمعة- لغة قاسية كان يستخدمها في السابق فقط عند الحديث عن بوش، حيث قال إن الدعم الأمريكي لإسرائيل يوضح "السمة الفاسدة للإمبراطورية". وأضاف: "الولاياتالمتحدة لن تنأى بنفسها أبداً عن إسرائيل. إنه أسلوب المشاركة في إبادة الفلسطينيين الذي وقع فيه صديقنا أوباما". وقال الرئيس الكوبي راؤول كاسترو- الذي نقل إليه شقيقه فيدل السلطة رسميا منذ ما يقرب من عام واحد- مرارا إنه يرغب في إجراء مباحثات مع أوباما في "مكان محايد" نوعا ما وفي ظل ظروف معينة. ولاحظ المراقبون الأجانب أيضا لهجة "أكثر اعتدالا" في هافانا عقب الفوز التاريخي لأوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/تشرين ثان الماضي. وابتعدت التصريحات الرسمية مثل تلك التي أدلى بها في وقت سابق هذا الأسبوع وزير الخارجية فيليبي بيريز روكي, عن استخدام مصطلحات عدوانية مثل "الإمبريالية"، في إشارة إلى واشنطن. بيد أن فيدل زعم أن الرئيس الأمريكي الجديد يكرر سياسات بوش التي أستبعدت هافانا معها أي فرصة للحوار. وقال فيدل إن أوباما يقدم فقط المزيد من نفس "المهدئات" لروسيا والصين وأوروبا وأمريكا اللاتينية وباقي العالم بما في ذلك كوبا. ويري فيدل في قرار أوباما بإغلاق السجن العسكري المثير للجدل في خليج جوانتانامو بكوبا قدرا من السلبية, وهي خطوة أعتبرها المحللون نقطة بداية لتقارب محتمل بين البلدين. ووصف فيدل تصريحات أوباما بشأن فرص إعادة هذه المساحة من الأرض إلى كوبا بأنها دليل إضافي على "السمة الفاسدة" للسياسة الخارجية الأمريكية. ويعتبر فيدل القاعدة الأمريكية في جوانتانامو غير شرعية. ويقضي إتفاق تم تعديله آخر مرة في عام 1934 بإمكانية إنهاء عقد إيجار قاعدة جوانتانامو بموافقة الطرفين. وتدعم القاعدة العمليات البحرية الأمريكية في النصف الغربي من الكرة الارضية وجهود الحرب على المخدرات في أنحاء أمريكا اللاتينية. وقد أشارت الإدارة الأمريكيةالجديدة أنها لن تعيد جوانتانامو بدون تنازلات. ويرغب فيدل في قيام أوباما بإعادة القاعدة إلى كوبا بدون شروط. ووصف بيريز روكي الأكثر تصالحا خطوة إغلاق السجن في جوانتانامو بأنها "إيجابية" ولكنها "غير كافية". ووصف المنشق الكوبي أوسكار إسبينوزا تعليقات كاسترو الأخيرة بأنها مفاجئة، وقال "إنها تثبت أن هناك قطاعا لا يريد علي الاطلاق حدوث أي تطوير في العلاقات مع الولاياتالمتحدة". وقال إسبينوزا: "إذا كانوا قد أستخدموا كلمات معتدلة قبل أيام قليلة فهذا يرجع إلى أنهم يعرفون أن الشعب الكوبي يحب أوباما كثيرا. إنها خطوة تكتيكية ولكن الخط العام يضع كل العقبات الممكنة في طريق أي تحسن في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوكوبا". وأضاف اسبينوزا إن فيدل بهذه التعليقات يضع عقبات في طريق شقيقه، مشيراً أنه"إذا كان لدى راؤول كاسترو مصلحة حقيقية في تحسين العلاقات فإن هذا الامر لا يفيده علي الإطلاق". وقال "أعتقد إنهم سيبدأون في إستخدام جوانتانامو لإثارة صعوبات وإيجاد سبب آخر للتوترات ومنع إقامة العلاقات الطيبة". (د.ب.أ)