تعهد الرئيس الامريكي باراك أوباما السبت بالعمل على خفض تكاليف الرهون العقارية للامريكيين عن طريق خطة جديدة وشيكة بغية كسر جمود الائتمان وانعاش النظام المالي مع استمرار مسلسل فقد الوظائف. جاء ذلك في اعقاب تأكيد أوباما على ان مواطنيه يعيشون "الحلم الامريكي المعكوس" بعد كشف النقاب عن فقد عشرات الالاف من الوظائف خلال الاسبوع الاخير من يناير/ كانون الثاني 2009، متقلدا موقع المدافع عن العمال والطبقة الوسطى. وبدأ الاسبوع باعلان مجموعة من كبريات الشركات - التي كان يعتبرها البعض في مأمن من الازمة - عن عمليات تسريح جماعية وانتهى بالكشف عن أكبر تراجع في معدل النمو الفصلي منذ أكثر من ربع قرن. وهو ما اعتبره الرئيس أوباما كارثة بالنسبة لاسر العمال في اعتى اقتصادات العالم. ورأى ان الحال قد تبدل فبدلا من العمل تحت مظلة الطموح في تحقيق التطلعات من خلال الكد في العمل والمعروف ب"الحلم الامريكي" اضحى سكان الاقتصاد العالمي الاكبر يعيشون الحلم معكوسا. وأضاف ان الانكماش يتفاقم والازمة تزداد الحاحا، ولفت الى ان بلاده تخطت الجمعة عتبة جديدة بتسجيل اكبر عدد من الذين يتلقون مساعدات البطالة. وبجانب فقد 2.6 مليون وظيفة في 2008، قال اوباما انه يبدو ان كل يوم يحمل قسطا من عمليات التسريح والوظائف المفقودة والاشخاص المحطمين. وخلال الربع الاخير من 2008، سجل اجمالي الناتج المحلي الامريكي تراجعا بنسبة 3.8% بوتيرة سنوية في اول تراجع بهذا الحجم منذ 1982، وهو ما يعد تدهورا سريعا للاقتصاد مقارنة بالربع الثالث الذي لم يتعدى فيه الانخفاض 0.5%، الا ان النسبة جاءت افضل من المتوقع إذ كان المحللون توقعوا انخفاضا بنسبة 5.5%. والسياق ذاته، لم يسبق ان سجل الاقتصاد الامريكي تراجعا لفصليين متتاليين منذ خريف وشتاء 1990/ 1991. وشدد أوباما على ان الامريكيين بحاجة لتحرك سريع في وقت يسعى لحمل الكونجرس على الموافقة على خطة ضخمة تنص على مجموعة من التخفيضات الضريبية والاستثمارات في البنية التحتية والتدابير الاجتماعية بهدف انعاش الاقتصاد وتوفير من 3 الى 4 ملايين وظيفة، ويأمل في ان تصل الخطة الى مكتبه بحلول 16 فبراير/ شباط 2009. وظهر اوباما في موقع المدافع عن العمال، معربا عن غضبه من المكافآت "المعيبة" التي واصلت شركات وول ستريت دفعها لكبار موظفيها عام 2008 بعدما تم انقاذها بواسطة اموال دافعي الضرائب الامريكيين وذلك للمرة الاولى منذ انتخابه. واصدر الخميس اول قانون منذ تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني وهدفه مكافحة التمييز في الاجور، كما وقع الجمعة 3 قرارات تلغي تدابير اتخذها سلفه جورج بوش واعتبرها اوباما معادية لنقابات العمال. ويفرض احد القرارات على الشركات المتعاملة مع الدولة الفدرالية اطلاع موظفيها على حقوقهم بموجب قوانين العمل المرعية. وفي تعليق على القرار أكد انه لا يعتبر الحركة النقابية جزءا من المشكلة بل تعد جزء من الحل. واعطى اوباما اهتماما كبيرا بالطبقة الوسطى، واعلن عن تشكيل فريق عمل برئاسة نائب الرئيس جو بايدن مكلف تحسين ظروف المعيشة. ومن جانبه، قال بايدن ان اوباما يوجه بتلك الاجراءات رسالة واضحة جدا للطبقة الوسطى التي تشكل "العمود الفقري" للمجتمع. ولفت الى ان البيت الابيض على مدى سنوات لم يكترث لوضع الطبقة الوسطى في قلب سياسته الاقتصادية، فبينما ارتفعت الانتاجية بنحو 20% بين 2000 و2007، تراجعن رواتب أسر العمال بمقدار الفي دولار سنويا. (وكالات)