الاسترليني واليورو يتراجعان لصالح الدولار انزلق الاقتصاد البريطاني الى الركود للمرة الاولى منذ 1991 مع انكماش الناتج المحلي الاجمالي بأسرع وتيرة منذ 1980، وهوى الاسترليني لأدنى مستوى في 23 عاما مقابل الدولار، بينما رهن براون انتعاش اقتصاد بلاده بالتعاون العالمي. يذكر، أن الاقتصاد البريطاني انكمش بنسبة 0.6% خلال الربع الثالث تحت ضغوط الأزمة المالية العالمية وبذلك يستوفي شروط التعريف الشائع للركود والذي يتحقق بتراجع النمو لشهرين متتاليين. وفاقت نسبة انكماش الاقتصاد توقعات المحللين - وفقا لمكتب الاحصاءات الوطنية - حيث بلغت نسبته 1.5% خلال الربع الاخير من 2008، بينما أفادت أسوأ التوقعات بانكماشه بنسبة 1.2% مقارنة بالربع السابق و1.4% مقارنة بالربع نفسه من 2007. ومثل الانكماش الحاد في قطاعي "الخدمات" و"الانتاج" الضاغط الاكبر على الاقتصاد الانجليزي، فقد تقلص قطاع الخدمات الذي يمثل ثلاثة أرباع الناتج الاقتصادي بنحو 1% فيما يمثل أسرع وتيرة هبوط منذ عام 1979، وانخفض الانتاج 3.9% وهو أكبر هبوط منذ عام 1980. من ناحية أخرى نشر المكتب بيانات مبيعات تجارة التجزئة لشهر ديسمبر/ كانون الاول 2008 التي أظهرت زيادة حجم المبيعات 1.6% خلال الشهر لتبلغ الزيادة السنوية في المبيعات 4.0%، لكنه ارجع ذلك الى التأثر بعوامل استثنائية مثل خفض ضريبة القيمة المضافة وتخفيضات كبيرة في الاسعار من جانب متاجر التجزئة. ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في تصريح لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الجمعة ان نمو اقتصاد بلاده يتوقف على مدى تعاون الدول في أنحاء العالم في مواجهة الازمة المالية العالمية. وأضاف ان الدول تسعى للحقيق التعاون بينما تنتظر الاجواء اعلان أمريكا عن حزمة تحفيز كبيرة خلال الاسابيع القادمة وهو ما من شأنه ان يلقي بظلال سلبية على باقي اقتصادات العالم، توشك دول أخرى في أوروبا على اتخاذ قرارات مماثلة. ولفت الى ان نمو الدول الاسيوية من شأنه دفع عجلة الاقتصاد على الصعيد العالمي، فاذا تمكنت الصين - على سبيل المثال - من تحقيق نمو داخلي فهو امر سينعكس ايجابا على الاقتصاد العالمي. وشدد رئيس الوزراء على رفض تصريحات لديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين قال فيها ان بريطانيا تواجه مخاطر الاضطرار للجوء الى صندوق النقد الدولي لتحفيز اقتصادها. الاسترليني واليورو يتراجعان لصالح الدولار وعلى صعيد أداء الاسترليني واليورو، انخفضت العملتان مقابل الدولار، فهبط الاسترليني الى ادنى مستوى في 23 عاما مقابل الدولار، وتراجعت أسعار الاسهم البريطانية عقب صدور البيانات التي وصفها المتابعون بالمخيبة للآمال. وانخفض الجنيه الاسترليني الى 1.3535 دولار مسجلا أدنى مستوى منذ 23 عاما، وواصل اليورو الاوروبي تراجعه الى 1.2766 دولار ليسجل أدنى مستوى منذ أوائل ديسمبر/ كانون الاول 2008. وهبط مؤشر فاينانشال تايمز 100 لاسهم الشركات الكبرى بنسبة 1.5% الى 73 .3989 نقطة ليسجل أقل مستوى منذ 2 ديسمبر 2008. وفي المقابل، حصل الدولار على دعم من تصريحات تيموثي جيتنر المرشح لتولي منصب وزير الخزانة الذي قال ان قوة الدولار تصب في صالح الاقتصاد الامريكي. (وكالات)