عريقات: أنابوليس لن تعود إلى الصفر في تحدي للحصار الإسرائيلي، وصلت أول سفينة عربية للتضامن مع فلسطينيي قطاع غزة المحاصر إلى مرفأ غزة السبت، بعدما اعترضتها إسرائيل في عرض البحر للتدقيق في هويات ركابها. وتقل سفينة "الكرامة"- التي أبحرت من مرفأ "لارنكا" في قبرص مساء الجمعة- قطريين اثنين وثلاثة لبنانيين وناشطة إسرائيلية وصحفياً إسرائيلياً ومتضامنين أوروبيين. وبينما كان ركاب السفينة- التي وضعت على مقدمتها لافتة كبيرة كتب عليها "جئنا لنقف مع أهلنا في غزة" ورفعت العلم القطري- ينزلون بفرح غامر, انشغل عاملون في وزارة الصحة الفلسطينية بتفريغ السفينة من صناديق صغيرة مملوءة بالأدوية ومستلزمات طبية وحليب أطفال. وكان في استقبال المتضامنين العرب والأجانب عدد من الشخصيات الفلسطينية خصوصا النائب في المجلس التشريعي جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية ومنسقو الحملة الدولية لفك الحصار، إضافة إلى قائد في الشرطة التابعة للحكومة المقالة يوسف الزهار. وقال عائض القحطاني نائب مدير مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثان القطرية الخيرية التي تشرف على الرحلة إن "رسالة قطر لإخواننا في قطاع غزة أننا معهم لكسر الحصار المفروض عليهم". وأوضح القحطاني أن الشرطة الإسرائيلية اعترضت السفينة في عرض البحر "وقاموا بتدقيق في هويات ركابها ثم سمحوا بالمواصلة". من جهتها، قالت الناشطة الإسرائيلية "نانا جولاني": "نقوم بجزء من أجل مساعدة الفلسطينيين في كسر الحصار". وأوضحت جولاني أن الجيش الإسرائيلي "حاول في البداية منعنا من مواصلة سيرنا، وأنا لست خائفة من الاعتقال لدى عودتي عبر منفذ آيريز الحدودي". وقال النائب الفلسطيني جمال الخضري إن وصول السفينة "يمثل انتصارا وخطوة رمزية"، مؤكداً أن هذه الرحلة "بداية لسفن تضامن عربية عديدة ستصل تباعاً إلى غزة". من جهته، ذكر "أمجد الشوا" منسق الحملة الدولية لفك الحصار أن المتضامنين "يتحدون الاحتلال في رحلتهم رغم المتاعب التي يواجهونها، ورسالتهم هي التضامن مع الشعب الفلسطيني لكسر الحصار". وكانت إسرائيل- التي تفرض حصاراً مشدداً على غزة منذ أن سيطرت حماس عليه في يونيو/حزيران 2007- قد اعترضت في مطلع الشهر الجاري سفينة ليبية محملة بالمساعدات الإنسانية في طريقها إلى غزة. وكانت السفينة الليبية "المروة" هي السفينة العربية الأولى التي توجهت إلى غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي.. ولم تتمكن الوصول. وكانت إسرائيل قد سمحت في التاسع من الشهر الجاري لمركب ينقل ناشطين أجانب متضامنين مع الفلسطينيين بدخول شاطىء غزة- في رابع رحلة من هذا النوع، وكان يقل صحفيين وأساتذة بريطانيين وجراحاً بريطانيا للتطوع بالعمل في المستشفيات المحلية وناشطين للدفاع عن حقوق الإنسان. مقتل وإصابة 3 فلسطينين: وفيما كانت السفينة تصل مرفأ غزة، قتل ناشط فلسطيني وأصيب اثنان آخران في غارة إسرائيلية على شمال قطاع غزة- بعد يوم واحد من انتهاء تهدئة مضطربة دامت ستة أشهر بوساطة مصرية بين حركة حماس وإسرائيل. فى الوقت نفسه اعلنت أصيب المعتقلين الفلسطينيين السبت بالرصاص المطاطي واختناقات جراء تنشق الغاز المسيل للدموع في احد السجون الاسرائيلية في الضفة الغربية، حسبما أعلنت وزارة شئون الاسرى الفلسطينية. وذكرت الوزارة في بيان وزعته في رام الله "ان الاصابات وقعت في صفوف المعتقلين في سجن عوفر الاسرائيلي غربي رام الله نتيجة اطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع باتجاه الاسرى من قبل حراس السجن". عريقات: أنابوليس لن تعود إلى الصفر: وعلى صعيد متصل، أعلن صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية السبت أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس- خلال اجتماعهما الجمعة في البيت الأبيض- أن المفاوضات التي انطلقت في أنابوليس في السابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 2007 لن تعود إلى نقطة الصفر. وذكر عريقات أن عباس شدد في محادثاته مع نظيره الأمريكي على عدم عودة الأمور إلى نقطة الصفر، مضيفاً أن اللقاء بحث الوضع الفلسطيني وضرورة العودة للتهدئة لضروريتها للشعب الفلسطيني لما تحمله من تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني. وأكد عريقات أن الرئيس الفلسطيني أبلغ بوش أنه يواصل جهوده مع مصر للعمل على عودة التهدئة إلى قطاع غزة. (وكالات)