استشهد فلسطينى وأصيب 3 آخرون أمس فى قصف مدفعى إسرائيلى بصاروخين على بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، لتسقط بذلك الضحية الأولى للغارات الإسرائيلية منذ إعلان عدم تجديد التهدئة، وتزامن التصعيد مع خروج مظاهرات ضخمة فى لبنان، تلبيةً لدعوة من حزب الله، للتضامن مع الشعب الفلسطينى المحاصر، مطالبين مصر ب «وقفة تاريخية»، من خلال فتح معبر رفح. وقالت مصادر طبية وشهود عيان إن الجيش الإسرائيلى أطلق صاروخاً مدفعيا من نوع أرض-أرض على مجموعة من النشطاء الفلسطينيين فى أرض زراعية فى بلدة بيت لاهيا، وهو ما أسفر عن استشهاد فلسطينى وإصابة نحو 3 بجروح، وأكد المسعفون أن الشهيد كان ناشطاً فى إحدى فصائل كتائب شهداء الأقصى. وجاء القصف بعد يوم واحد من انتهاء اتفاق التهدئة الذى كان مبرما بين الفصائل الفلسطينية وتل أبيب منذ 19 يونيو الماضى برعاية مصرية، حيث أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل يومين عدم اعتزامها تمديد الاتفاق، نظراً لعدم التزام إسرائيل ببنوده، لاسيما فيما يتعلق برفع الحصار عن قطاع غزة. من جانبها أكدت سرايا القدس فى بيان صحفى أن مقاتليها أطلقوا 4 قذائف هاون على الأقل نحو موقع كيسوفيم العسكرى، شرق مدينة دير البلح، وسط القطاع، مشددةً على أن هذا القصف يأتى فى إطار الرد على العدوان الإسرائيلى المستمر على الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربيةوغزة. كما أعلنت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكرى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن مقاتليها قصفوا موقعا للجيش الإسرائيلى بقذائف الهاون، وذكرت الكتائب فى بيان آخر أن وحدة المدفعية التابعة لها قصفت موقع العودة «صوفا» العسكرى الإسرائيلى شمال شرق رفح ب 3 قذائف هاون من العيار الثقيل. ومن واشنطن، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أن ما وصفته ب «تجدد أعمال العنف ضد إسرائيل من قبل حركة حماس» لن يؤدى سوى إلى إيذاء الفلسطينيين، وأضافت فى تصريحات إذاعية أن على حماس الابتعاد عن العنف، لأن ذلك لن يفيد القضية الفلسطينية ولا سكان غزة، بل سيزيد من بؤسهم وشقائهم، على حد قولها. فى الوقت نفسه وخلال زيارته لواشنطن، أعرب الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) عن ثقته فى تصميم الإدارة الأمريكية المقبلة لباراك أوباما على مواصلة جهود السلام الحالية، لتسوية النزاع الفلسطينى-الإسرائيلى، جاء ذلك فى بداية مباحثات الرئيس الفلسطينى مع نظيره الأمريكى جورج بوش فى المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض. من ناحية أخرى، نجحت السفينة القطرية «الكرامة» فى الوصول إلى شواطئ غزة، لتصبح أول سفينة عربية تتمكن من كسر الحصار الإسرائيلى على القطاع، حتى بعد أن اعترضتها إسرائيل فى عرض البحر للتدقيق فى هويات ركابها، حسبما ذكر ناشطون على متنها، وتقل السفينة التى أبحرت من مرفأ لارنكا فى قبرص، قطريين و3 لبنانيين وناشطة إسرائيلية وصحفياً إسرائيلياً ومتضامنين أوروبيين. وكان فى استقبال المتضامنين العرب والأجانب عدد من الشخصيات الفلسطينية، على رأسهم نائب المجلس التشريعى جمال الخضرى، رئيس اللجنة الشعبية، ومنسقو الحملة الدولية لفك الحصار، إضافةً إلى قائد الشرطة التابعة للحكومة المقالة يوسف الزهار، وتحمل السفينة مساعدات من الأدوية والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال. وفى لبنان، سار عشرات الآلاف من الأشخاص فى مظاهرات ضخمة فى الضاحية الجنوبية لبيروت، بناءً على دعوة من حزب الله، للتنديد بالحصار الإسرائيلى على القطاع، بينما شهدت مناطق لبنانية أخرى مثل النبطية وصيدا وبعلبك مظاهرات واعتصامات مماثلة، وألقى نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، خطابا دعا فيه مصر إلى «وقفة تاريخية إلى جانب الشعب الفلسطينى المحاصر»، فى إشارة إلى ضرورة فتح معبر رفح الذى يربط بين قطاع غزة والأراضى المصرية.