دعت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيس اللجنة الفنية الاستشارية للمجلس القومى للمرأة إلى تجديد الجهود الدولية للقضاء على ختان الإناث من أجل وقف هذه الممارسة الضارة .. مشيرة إلى حدوث تحولات هامة خلال الفترة الأخيرة فى هذا المجال. جاء ذلك فى الكلمة التى ألقتها السيدة سوزان مبارك الأحد فى الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الدولى الذى ينظمه المجلس على مدى يومين تحت عنوان "التشريع وختان الإناث (إعلان القاهرة + 5)". وقد حظيت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بالعديد من الكلمات من المشاركين فى المؤتمر من قرينات رؤساء الدول الأفريقية والوزيرات الأفارقة وممثلى الأممالمتحدة والبنك الدولى والخبراء وممثلى المنظمات الدولية والاقليمية والمحلية. وأكدت شانتال كومباورى السيدة الأولى لدولة بوركينا فاسو أن هذا المؤتمر يعد فرصة رائعة من أجل تبادل وجهات النظر حول سبل وآليات مكافحة هذه الممارسة .. موجهة الشكر للسيدة سوزان مبارك لدعوتها لعقد هذا المؤتمر بعد خمس سنوات من المؤتمر الأول الذى عقد بالقاهرة حول ذات الموضوع والذى صدر عنه إعلان القاهرة. وأشارت كومباورى إلى أن ختان الإناث يعد الظاهرة الأكثر إنتشارا فى القارة الأفريقية وهذه الممارسة يصحبها تداعيات خطيرة يأتى فى مقدمتها عدم إحترام التكامل البدنى للمرأة والانتهاك الخطير لحقوقها. ونوهت بالجهود التى تبذل فى بلادها لاستئصال هذه العادة..قائلة إنه منذ أكثر من 20 عاما تم تنظيم كتائب للمراقبة على ممارسة عادة ختان الإناث , وأتبعها آليات تنظيمية وقانونية سجلت نجاحا ملحوظا أدى إلى إنخفاض معدل الانتشار من 70 % فى عام 1975 إلى 50 % عام 2007..مضيفة "أنه إلى جانب هذه الآلية فقد تم وضع أجهزة فعالة لمواجهة تداعيات ختان الإناث". ووجهت كومباورى نداء لكافة الدول التى ليس بها تشريعات فى هذا الصدد بأن تحذو حذو الدول الأفريقية التى سبقتها من أجل مكافحة هذه الممارسة الضارة لصحة الفتيات وذلك من أجل الحفاظ على كرامة المرأة .. معلنة إستعدادها وإستعداد بلادها للمشاركة الكاملة فى هذه "المعركة". ومن جانبها..أكدت إيما بونينو نائب رئيس مجلس الشيوخ الإيطالى رئيسة مؤسسة منظمة (لا سلام بدون عدل) أن هذه الحملة تتطلب جهودا وكفاحا بشجاعة لتفنيد التبريرات الدينية والثقافية التى تمارس تحت مظلتها هذه الانتهاكات لحقوق الانسان. وأضافت أن مشكلة ختان الإناث من الصعب مراقبتها جيدا وأنها تستلزم التوعية والوقاية على المستوى الصحى والثقافى.. معربة عن أملها فى أن يكون هذا المؤتمر مناسبة لاعطاء الجهود الدولية فى هذا الصدد دفعة جديدة على المستوى الدولى بحيث لا يكون هناك طفلة واحدة تخضع لهذه الممارسة وهذا يتطلب إستجابة إقليمية ودولية عابرة لحدود الدول. وتطرقت إلى ما تقوم به بلادها لمناهضة ممارسة ختان الاناث .. مؤكدة أن هناك قانونا خاصا ينص على وجوب عدم خضوع الاطفال لأى ممارسة ضارة، وأشارت إلى تأييد منظمات المجتمع المدنى فى سيراليون لكافة الجهود المبذولة فى هذا المجال. وبدورها، قالت السيدة إلا زيبيتا بيلونى رئيسة التعاون الدولى الايطالى "إن المؤتمر يتيح فرصة ثرية لكى نضع استراتيجية أو سياسة مشتركة واسعة للاستفادة من كافة الجهود المكرسة لدعم حقوق الانسان وتوفيرها" .. مؤكدة أهمية وجود تحالف دولى فى هذا الشأن حيث أصبحت ممارسة ختان الاناث مشكلة عالمية نتيجة للعولمة ولقيام المهاجرين بممارستها فى الدول الاوروبية. ويستأنف المؤتمر الدولى للتشريع وختان الاناث أعماله غدا "الاثنين" لاستكمال مناقشات جلسات العمل المتخصصة حول قانون تجريم ختان الاناث كأداة للتغير الاجتماعى ودور الاعلام فى توصيل المعلومات للجمهور المستهدف ومؤشرات قياس تغيير الاتجاهات فى برامج مناهضة ختان الاناث. (أ ش أ)