لا شك أن أبراج الزجاج التي اجتاحت العالم في الآونة الاخيرة ومن بينها مناطقنا أصبحت تمثل ظاهرة واضحة المعالم، فالعشرات من تلك الابراج التي أقيمت مؤخرا تمتاز بواجهات زجاجية لامعة وبراقة تكاد تعكس زرقة مياه الخليج الذي تطل عليه من خلال كورنيش الدوحة او تلك التي اكتسبت زرقة السماء في منطقة الدفنة المجاورة لها معانقة السماء الصافية الصحوة. وأصبحت تلك الابراج تحمل ملامح من الجمال والروعة نظرا لما تتميز به من نظافة وبريق يكاد يعكس أشعة الشمس التي تشرق علي واجهاته فتضفي علي المباني الضخمة الشاهقة كثيرا من البهجة والروعة والاشراق. ونظرا لكثرة اعداد تلك الابراج الزجاجية فقد حاولت الراية الدخول الي هذا العالم الزجاجي للتعرف علي طبيعته ولتقريب الصورة منه لكي يطلع القارئ علي اسرار هذا العالم المجهول خاصة ان تلك الابراج اصبحت واحدة من المعالم المميزة لمدينة الدوحة نظرا لقربها من منطقة تمركز معظم فنادق الدوحة الكبري وقريبة في نفس الوقت من كورنيش الدوحة الذي يجذب الالاف للاستمتاع بأجوائه الساحرة والجميلة. وفضلا عما يمثله الشكل الجديد للأبراج من جمال ونظافة الا انه يحمل ايضا في نفس الوقت مزايا مادية واقتصادية مهمة تكون في صالح ملاك الابراج .فبامكان النظام الجديد ان يساعد في عمليات تجميل الواجهة بسرعة كبيرة وتغطية الاعمال التي تتم بداخل المبني فهو بذلك كما يقول السيد مهند الشيخ مدير احدي الشركات المعروفة بنشاطها في هذا المجال يوفر الكثير من الوقت المهدر في عملية الاكساء. وفضلا عن ذلك يوفر هذا النظام كثيرا من الفوائد المهمة حيث يمكن للزجاج ان يسمح بالاستفادة من مزايا الطبيعة فهو يساعد في حجب الاشعة الضارة ولكنه في الوقت نفسه يسمح بالاستفادة من الضياء المنبعث من تلك الاشعة. وأضاف أن هذا النظام يحمل مزايا عديدة في مجال المرونة في وضع اللمسات الجمالية والحضارية التي تضفي كثيرا من السحر علي المبني في تناغم جمالي وبصري ويعطي تناغماً جمالياً مهماً للابراج المقامة في المكان ويجعلها تنطق بروح الفن والابداع وتشكل لوحة فنية مكونة من مجموعة من المكونات الغنية بالالوان التي تحاكي الطبيعة وتمنحها جمالها وبريقها وروعتها التي تساعد في رسم البهجة علي وجه من يراها. وأشار الي ان موقع ابراج الكورنيش جاء متناغما مع السحر الذي يعكسه جمال الخليج الهادئ بوداعة علي شواطئ الدوحة الممتدة لمسافات طويلة فتعكس لوحاته الزجاجية زرقة وصفاء ماء الخليج. وهناك بجانب ذلك فوائد أخري لتطبيق هذا النظام وهي انه يمكن الاستفادة بمادة الالومنيوم التي تعد من المواد الاساسية في عملية الاكساء الخارجي وهو من المواد التي يمكن اعادة استخدامها وتدويرها مرة أخري وهو من المواد المعدنية التي تعد من أساسيات العمل في الواجهات الحديثة والتي يتم تثبيت الزجاج عليها، بنظم عالية الجودة وعن العمر الافتراضي لتلك الواجهات الزجاجية يقول الشيخ: أن العمر الافتراضي لعملية الاكساء الخارجي بتلك الواجهات تأخذ ضماناً لتبق بنفس بريقها الي حوالي 15 عاما ويمكنها أن تظل علي نفس البريق لمدد مضاعفة تصل الي عشرات السنين. ويشير الي أن من مزايا هذا النظام انه يمكن تركيب الالومنيوم ثم الزجاج بعد ان يتم الانتهاء من بناء الطوابق. وكانت الي وقت قريب تعد مشكلة عدم وفرة خامات الالومنيوم والزجاج في البلاد من أهم الصعوبات التي تواجه العاملين في هذا المجال أما الان فبعد افتتاح مصانع سحب الالومنيوم وكذلك مصانع الزجاج المتطورة الحديثة التي تم افتتاحها مؤخرا سوف تؤدي الي عدم الاعتماد بشكل كبير علي الاستيراد من الخارج وهو الامر الذي سوف يؤدي الي منح السوق حالة من الانتعاش والقدرة علي المنافسة وسرعة الانجاز. أما عن المشاكل الاخري التي يعاني منها أصحاب تلك الشركات فهي قلة الاماكن التي يتم فيها تصنيع وتخزين المواد وهو ما يتسبب في احداث كثير من المشاكل للشركات العاملة في هذا المجال حيث تضطر الي تخزين المواد والمعدات بعيدا عن مكان العمل وهو ما يؤدي الي زيادة تكلفة العمل وكذلك عدم وجود سكن للعمال في نفس منطقة العمل. ويؤكد مهند الشيخ ان السوق القطري يعد من الاسواق الواعدة في هذا المجال وهو من الاسواق الممتازة التي لها مستقبل ممتاز في مجال الاستثمار العقاري.