"قوارير مستعادة" يفوز بذهبية مهرجان دمشق

فاز الفيلم التشيكي "قوارير مستعادة" للمخرج يان سفيراك بالجائزة الذهبية لأفضل فيلم طويل مساء الثلاثاء في ختام مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر في دار الأوبرا بدمشق.
وكان نصيب الأفلام العربية في التتويج متواضعا إذ لم تحصل في مسابقة الأفلام الطويلة سوى على الجائزة البرونزية التي منحت للفيلم المغربي "قلوب محترقة" لأحمد المعنوني بعد منافسة قوية حسمت لصالح سفيراك الذي حاز فيلمه "كوليا" (2006) على أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
والمفاجىء أن فيلم "صمت لورنا" للثنائي البلجيكي الأخوين داردين اللذين منحا سعفة "كان" الذهبية مرتين لم ينل أية جائزة في مهرجان دمشق.
ونال الفيلم الألماني "براعم الكرز-هانومي" لمخرجته دوريس دوري الجائزة الفضية للأفلام الطويلة بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "أغنية العصفور الدوري" للمخرج الإيراني مجيد مجيدي الذي حاز الجائزة نفسها في مهرجان دمشق السينمائي عام 2005 عن فيلمه "شجرة الصفصاف".
وكان للفيلم الإيراني نصيب آخر في التتويج، فقد نال بطله رضا ناجي جائزة أفضل ممثل فيما نالت جائزة أفضل ممثلة الفرنسية كريستين سكوت توماس عن دورها في فيلم "أحبك منذ زمن بعيد" لمخرجه فيليب كلوديل.
وفاز المخرج الكولومبي كارلوس مورينو بجائزة مصطفى العقاد لأفضل مخرج عن فيلمه "كلب يأكل كلبا" في حين ذهبت جائزة أفضل فيلم عربي طويل لفيلم "أيام الضجر" للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد بعد منافسة انحصرت بينه وبين الفليم الفلسطيني "عيد ميلاد ليلى" للمخرج رشيد مشهراوي.
وقبل تقديمه جائزة أفضل فيلم عربي قال رئيس لجنة تحكيم الفيلم العربي الممثل السوري دريد لحام "لاحظت اللجنة أنه أصبح هناك ما يسمى بأفلام المهرجانات حيث تحظى بجوائز اللجان لحرفيتها وإبداعها".
وأضاف "لكن بعضها يبقى بعيدا عن ذوق أو فهم الجمهور ويبقى خاصا بالنخبة وسجينا في العلب", موضحا أن اللجنة "وضعت نصب عينيها أن تحقق المواءمة بين العناصر الفنية للفيلم وتقبل جمهور السينما له".
وفي مسابقة الأفلام القصيرة نال الفيلم القبرصي "تعليمات" للمخرج كوستاس يالورايدز الجائزة الذهبية وذهبت الجائزة الفضية للفيلم الجزائري "ختي" للمخرج ينيس كوسيم، والبرونزية للفيلم الصربي "أرجوحة الطفل" للمخرج ميلوس بيوسك.
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فمنحت للفيلم السوري القصير "خبرني يا طير" لمخرجه سوار زركلي.
وقبل إعلان جائزة أفضل ممثل وممثلة أعلنت لجنة التحكيم "تنويها خاصا" بأداء أربعة ممثلين بينهم السورية سلاف فواخرجي عن دورها في فيلم "حسيبة" لريمون بطرس.
كما نوهت اللجنة بالمصرية إلهام شاهين عن دورها في فيلم "خلطة فوزية" لمجدي أحمد علي والألماني إيلمار فيبر عن دوره في "براعم الكرز-هانامي" والتشيكي زديناك سفيراك عن دوره في "قوارير مستعادة" وهو ابن كاتب سيناريو وممثل تشيكي معروف.
وحضر حفل الختام عدد من النجوم العرب والأجانب على رأسهم الممثلة الفرنسية كاترين دونوف التي كرمها المهرجان في الختام وقدمت الجائزة الذهبية لأفضل فيلم طويل.
وكرم المهرجان في ختامه المخرج الفرنسي إيف بواسيه الذي ترأس لجنة تحكيم الفيلم الطويل والممثلة السورية سوزان نجم الدين التي قدمت حفلي الافتتاح والختام والممثلة السورية فاديا خطاب والممثلة السورية الراحلة مها الصالح, والكاتب والصحافي السوري حسن يوسف.
كما كرم مدير التصوير المصري ماهر راضي ومدير الإنتاج السوري يوسف دك الباب.
ولم يخل حفل الختام الذي استهله بعرض فني من مفارقات كان أبرزها لدى توزيع الجائزتين للفيلم الإيراني اللتين تسلمهما المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية بدمشق موسى طبطبائي،فقد امتنع عن مصافحة الممثلة المصرية سوسن بدر عند محاولتها تسليمه جائزة أفضل ممثل وبدت الحيرة عليها ريثما انتبهت إلى أن الأمر يتعلق بتدينه.
وعلقت الممثلة سوزان نجم الدين "الحمد لله أني كنت أعرف ذلك مسبقا" مشيرة إلى الإحراج من عدم المصافحة.
ومجددا امتنع المستشار الثقافي الإيراني عن مصافحة الممثلة اليونانية كاترين ديفا سكابل عندما قدمت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الطويل.
وعندما أدركت أنه لا يريد مصافحتها توجهت إلى المنبر وقالت "يبدو أن المستشار يريد تقديم الورود (التي تسلم مع الجائزة) لي" بعد أن امتنعت عن تقديم الورود له إثر إدراكها رفضه مصافحتها.
واختتم المهرجان بالفيلم البرازيلي "فرقة النخبة" للمخرج خوسيه باديلا حائز جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين الأخير.
وشارك في مهرجان دمشق السينمائي 268 فيلما طويلا و56 فيلما قصيرا من 45 دولة فيما شملت مسابقة الفيلم الطويل 23 فيلما بينها ثمانية أفلام عربية من تونس والجزائر والمغرب ومصر وفلسطين وسوريا.
اف ب