اخبار اليوم : 8/11/2008 ثمانية أعوام تجر ذيولها، مودعة البيت الأبيض، علي أمل من البشرية ألا تعود. يا لها من أيام شؤم مرت متثاقلة علي شعوب وحكومات العالم، تلك فترة حكم جورج دبليو بوش للولايات المتحدةالأمريكية، الذي عرف عنه كراهيته للحياة، بما يبث من بغضاء وحقد، فأشعلها نارا ضروسا دمرت كل ما هو أخضر ويابس، فأشاع خرابا ودمارا في أفغانستان والعراق وفلسطين، ويزداد كرها للإسلام والمسلمين ولرسول الإسلام صلي الله عليه وسلم، فنجده يعلنها حربا صليبية ضد الإسلام والمسلمين، متسترا وراء أوهام كاذبة بدعوي الحرية والديمقراطية، وهما منه براء. فترة حكم بوش الابن لأمريكا ستظل من الذكريات المؤلمة لشعوب العالم، الذين ذاقوا فيها آلام الفرقة والعدوان، وسلب إرادة الحياة، ليعمل الغطرسة الأمريكية لتزيد من مؤازرتها في دعم طغيان الصهيونية العالمية، التي تتضاءل أمامها قيمة السلام والعدل، حيث كانت توجهاته وتوجهات إدارته ممقوتة من محبي الحياة، شاركهم في ذلك الشارع الأمريكي نفسه الذي سيطرت عليه نفس الأحاسيس، حتي بات الشعب الأمريكي يتسرع نهاية حكمه اليوم بل الأمس قبل أن يكون غدا، ناشدا الخلاص من هذا الكابوس . يا لها من أيام شؤم مرت متثاقلة، وكادت أن تضيع الأمل، لتزداد مرارتها بما خلفت من أزمة مالية هي الأسوأ في التاريخ، والتي ستجعل الغد أكثر غموضا وحيرة، لتترك المستقبل يصارع المجهول، ويعاني من أمراض مجتمعية أرستها فلسفة صانعي تلك الحقبة من التاريخ التي أعادتنا إلي الوراء بما لها من شذوذ فكري يعيد إذكاء مبدأ العدوان المسلح علي الشعوب، وسلب حرياتهم والسطو علي خيرات بلادهم ! وفي فجر الأربعاء الماضي بزغ صباح مشرق ليوم جديد في تاريخ الدنيا، حيث سكت فيه الكلام ليعلو صوت الشعب الأمريكي يعلنها مدوية بإعلاء صوت أوباما رئيسا جديدا لأمريكا، ليبدأ كتابة جديدة لتاريخ أمريكا، تتعلق بها آمال شعوب العالم، أملا في أن يعيد القادم الجديد لغة السلام بين أرجاء الدنيا، ويجعل منهج الدولة العظمي نصرة المظلوم، ومناصرة الضعيف وإعانته علي الحياة في طمأنينة وأمان، ويكون حقن الدماء وإفشاء السلام في أرض المعمورة، هي المهمة الأولي لإدارته، لينعم كل شعب بما حباه الله من ثروات، بعيدا عن أطماع الطامعين من أشرار البشر. أوباما ذلك الرئيس الأسود الذي أتي به الشارع الأمريكي ومن خلفه الشارع العالمي، جاء ليعلن أنه لا عنصرية بعد اليوم، ولا تفرقة بين أحد سواء في اللون أو الدين أو الوطن، ليعيد صياغة التاريخ إلي أصل الخلق، التي تجعل من تقوي الله هي الحق في المفاضلة.. مما جعل الشارع المصري والشارع العربي سعيدين بفوزه، متطلعين إلي تصحيح المفهوم الأمريكي للعلاقات الدولية، علي أمل إطلاق حريات الشعوب وتحريرها من سطوة المستعمر الأمريكي والإسرائيلي في العراق وأفغانستان وفلسطين، وإن غدا لناظره قريب.. ولينتظر العالم أن يتكلم أوباما حقا.