قال خبراء الخميس إن شائعات كاذبة بأن باراك أوباما مسلم يخفى إسلامه أو أن له صلات بالتطرف الإسلامي أثارت غضب المسلمين الأمريكيين الذين أيدوا المرشح الديمقراطي بأغلبية ساحقة في انتخابات الرئاسة الثلاثاء الماضى. وقال أحمد يونس من مركز جالوب للدراسات الإسلامية إن بيانات لم تنشر عن الانتخابات تشير أن الرئيس الديمقراطي المنتخب حصل على ما بين 67 و90% من أصوات المسلمين وأن النسبة أقرب في الغلب إلى الرقم الأعلى. وذكر أن اللحظة الفاصلة بالنسبة للمسلمين الأمريكيين جاءت في أواسط أكتوبر تشرين الأول عندما تناول وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول وهو جمهوري أيد أوباما الشائعات التي ترددت لأشهر وأدان فكرة أن الانتماء الديني قد يكون وصمة عار. وتساءل باول "هل ثمة خطأ في أن يكون المرء مسلما في هذا البلد". وأضاف قائلا "الإجابة: لا وتلك ليست أمريكا، مع هذا أنا سمعت أعضاء بارزين من حزبي يطرحون فكرة أنه مسلم وقد يكون على صلة بالإرهابيين. وقال يونس إنه بالنسبة للأمريكيين المسلمين فإن تعليقات باول توجت سعيهم على مدى عقود لكي يصبحوا جزءا لا يتجزأ من الأمة. وذكر منتدى "بيو" أن المسلمين يمثلون أقل من 1% من الأمريكيين البالغ عددهم 305 ملايين نسمة إلا أن البعض يعتقدون أن ذلك الرقم منخفض. ووالد أوباما كيني وأمه امرأة بيضاء من ولاية كانساس واسمه الأوسط حسين وعاش فترة من طفولته في إندونيسيا التي غالبية سكانها من المسلمين وهو مسيحي. وقالت جنان ريد أستاذة علم الاجتماع بجامعة ديوك إن حملة الشائعات بأن أوباما مسلم في السر فشلت وفضلا عن ذلك أدى توزيع شريط فيديو عن التشدد الإسلامي في الولايات التي احتدم فيها التنافس إلى نتائج عكسية. وأرفقت أكثر من 20 مليون نسخة من فيلم بعنوان "وسواس حرب التشدد الإسلامي ضد الغرب" كمادة إعلانية إضافية مع الصحف ووزعتها جماعة غير منتمية لحملة المرشح الجمهوري جون مكين. ويصور الفيلم مفجرين انتحاريين وأطفالا يجري تدريبهم على استخدام الأسلحة النارية وكنيسة قيل إن مسلمين دنسوها. وقالت ريد إن الفيديو كان محاولة غير مباشرة لربط أوباما بالمتطرفين الإسلاميين لكن الكثير من الولايات التي وزع فيها كانت معاقل للناخبين من المسلمين الأمريكيين الذين دفعهم ذلك للعمل لصالح أوباما. وأضافت قائلة "ربما يكون في واقع الأمر قد جلب ناخبين لأوباما، وأنه بخلاف هذا الموضوع كان سلوك الناخبين المسلمين فيما يبدو مثل كثير من الناخبين الأمريكيين الآخرين فابتعدوا عن الحزب الجمهوري الذي أيدوه بشده في انتخابات 2000 وقل هذا التأييد في 2004 وصوتوا من أجل قضايا تهمهم مثل الاقتصاد والرغبة في تغيير القيادة". وقال مقيت حسين المدير التنفيذي للجنة العمل السياسي الإسلامية الأمريكية "إن الدعم لأوباما وسط المسلمين تغير كثيرا في الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الأخيرة من الحملة عندما بدأ الناس يصفون أوباما بأنه إرهابي في الاجتماعات الحاشدة للجمهوريين". وأضاف أن الخوف من تآكل الحريات المدنية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001 باعد بين المسلمين والحزب الجمهوري في السنوات القليلة الماضية. وقال حسين إنه رغم صعوبة العثور على أرقام فإن من المرجح أن ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين مسلم سجلوا أسماءهم للتصويت في انتخابات هذا العام. (رويترز)