العلاقة الزوجية هي علاقة شراكة بين اثنين ولكن لا يحكمها العقود والقوانين بل تحكمها مشاعر الحب والمودة والايثار. وربما يسعي كل طرف لاسعاد الشريك الآخر ولكنه يقع أحياناً في بعض الأخطاء التي قد تثير المشاكل سواء بقصد أو بدون قصد. ولكن في النهاية يهدف كل زوج أو زوجة للاستمتاع بحياة أسرية سعيدة وعلاقة زوجية مترابطة قوية ومستقرة. ولذا فيجب علي الطرفين ان يعي كل منهما الواجبات والمسئوليات المنوط إليه بها قبل ان يبحث عن حقوق. كما تستحق العلاقة بينهما ان يعطياها بعض الانتباه والاهتمام لما يجب ان يقال وما لا يجب ان يقال أو يفعل فنحن نتوخي الحذر عن التعامل أو الحديث مع الآخرين من الغرباء. وبالتالي فالأقربون أولي وأجدر بهذا الاهتمام دون ادعاء التكلف أو الاصطناع. وخبراء علم الاجتماع واستشاريو العلاقات الزوجية يقدمون لنا بعض الملاحظات التي يجب علي الأزواج مراعاتها والاهتمام بها : علي الزوج ان يدرك بعض الأفعال أو التصرفات التي تثير حفيظة الزوجة بحدة حيث ان لكل منا بعض الأخطاء النسبية التي لا يتقبلها من شريك حياته ويتعامل معها بحدة وعصبية. فعلي سبيل المثال لا يطالب الزوج زوجته بالاهتمام به بينما هي تقوم بجمع ملابسه المبعثرة في أرجاء المنزل ولم شراباته المتسخة علي الرغم من طلبها المتكرر بضرورة ان يتولي هو القيام بهذا العمل الذي يخصه كما ليس من المنطقي ان تطالب الزوجة زوجها بذلك المبلغ المالي الذي تحتاجه بينما هي مقصرة في واجباتها المنزلية حيث لا تعير اهتماماً باعداد الطعام منذ عدة أيام. فيجب التعامل بحكمة وتعاون مع الأشياء التي تثير حفيظة الطرف الآخر. والاهتمام بأداء الواجبات قبل البحث عن الحقوق. * احذري من سؤاله عن سبب تأخره خارج المنزل سواء في العمل أو مع أصدقائه بمجرد ان تطأ قدماه أرض المنزل. حيث يمكن إثارة هذا الموضوع في وقت لاحق أو تأجيله لحين ابدال ملابسه والاسترخاء والسؤال عن حاله. حيث ان هدفك هو الاطمئنان عليه وليس القيام بعمل وكيل النيابة. وبالمثل فلا تبدأ في استجواب زوجتك عن تأخرها بعد قضائها يوما طويلا من العمل المرهق. بل رحب بها واعطها فرصة من الوقت للراحة ثم اسأل عن سبب التأخير بلهجة تعبر عن الحب والرغبة في الاطمئنان وأخيرا الانزعاج من حدوث ذلك. * ضعا في أسلوب تفكيركما أن الهدف عن نشوب أي مشكلة أو اختلاف بينكما هو التوصل إلي حل وإلي مرحلة العتاب. فليس الأسف والندم هو الشعور المطلوب من الطرف المخطيء كما يحدث في الشارع أو بيئة العمل. بل العتاب والرغبة الصادقة في احتواء وإسعاد الطرف الآخر هي التي يجب ان تسيطر اثناء حل النزاع. * تجاهلك لها واندماجك في مشاهدة مباراة أو قراءة الجريدة. أو انشغالك في متابعة فيلم أو التحدث مع صديقة علي الهاتف - خاصة إذا كنتا لمفردكما في المنزل - تصرف خاطيء للغاية. حيث يولد نوعا من اللامبالاة والشعور بعدم الاهتمام من الطرف الآخر مما يؤدي إلي وجود جو ملبد ومكبوت من المشاعر السلبية والحساسية الزائدة بينكما. خاصة انتما أولي بقضاء هذا الوقت معا خاصة في ظل مشاغل الحياة اليومية الحديثة ورتمها السريع المتلاحق. * لا تجعلا الحديث بينكما يعتمد علي استعراض المشاكل التي يتعرض لها كل منكما اثناء نهاره أو في عمله أو في المنزل. بل ابدأ حواركما بالحديث عن شيء محبب لكما مثل التفكير في الترتيب لعطلة نهاية الأسبوع أو عن الاحداث الطريفة التي قد تقع في العمل أو عن طفلكما. حيث اذا سيطرت المشاكل علي الحوار بينكما فسيتطور الأمر فلن يتطلع اي منكما إلي لقاء الآخر بعد فترة من الوقت وسيصبح وقت لقائكما يرتبط باسترجاع المشاكل والمواقف السيئة. ولكن تذكرا انكما شريكان في مركب واحدة. ومن الضروري ان يعلم كل طرف بالمشاكل التي يواجهها الطرف الآخر لكي يساعده في حلها أو علي الأقل يعينه علي التعامل معها ولكن دون ان تصبح العقبات والازمات هي محور حديثكما كل يوم طوال الوقت. * من أكبر الاخطاء التي قد يقع فيها الازواج.. هي الانتقادات بشكل مبالغ فيه. فالمداومة علي قول "لا تفعلي ذلك. لا تقل هذا. لا احب ان تفعل ذلك. كيف تفعلي كذا". فهذه التعبيرات تخلق جوا متوترا في العلاقة بينكما وتجعل الطرف الاخر في حالة دفاع وغضب مستمر وبالتالي في حالة تربص وهجوم كرد فعل. لذا ابحثا عن طريقة لطيفة للتعبير عن ملاحظتكما. وتذكرا دائماً ان كلا منكما جاء من بيت وبيئة مختلفة بطباع وعادات مغايرة للطرف الآخر. ولكنكما اجتمعتما في منزل واحد وجمعكما الحب والوفاق والتعاون وتقبل الطرف الآخر دون شرط لتغيره كما هو. لذا اتفقا علي ان تتفقا.