فى طريقه للبيت الأبيض .. لم يفوت باراك أوباما - المرشح الديمقراطى لانتخابات الرئاسة الأمريكية -الفرصة ليدعم خطواته الحثيثة نحو البيت الأبيض باختياره شخصية سياسية محنكة وذات ثقل، فكان اختياره لجوزيف بيدن ليكون مرشحا لمنصب نائب الرئيس. بايدن .. عضو مجلس الأمريكى يصنف فى الساحة السياسية الأمريكية على أنه واحد من أهم السياسيين الخبير في المسائل الدولية، فخبرته تمتد لخمسة وثلاثين عاما بالمجلس توجها برئاسته للجنة الشئون الخارجية واطلاع دقيق بالقضايا الدفاعية. اختيار "أوباما" للسناتور "جوزف بيدن" -الذى تلقاه مؤيدوه فجر السبت فى صورة رسالة هاتفية -تعكس النمط الحديث لأوباما بوصفه تجسيدا للتغيير فى الولاياتالمتحدةالأمريكية . الإعلان عن هذا الاختيار ظل سرا كبيرا في حملة أوباما الانتخابية الى أن سربته محطات التلفزيون الأمريكية كتكهنات وأعلنت شبكة "ايه بي سي"عن وضع فريق من جهاز الأمن في حالة استعداد لتأمين حماية بيدن تمهيدا لدوره المحتمل كمرشح لمنصب نائب الرئيس. كل تلك العلامات أجبرت منظمي حملة "أوباما" الانتخابية الى الإعلان عن شخص "بيدن" كمرشح لمنصب نائب لأوباما فى حملة الانتخابات الرئاسية . المحللون السياسيون من جانبهم أشاروا أن الخبرات الكبيرة التى يتمتع بها "بيدن" يفترض أن تسمح لأوباما -الحديث العهد نسبيا على الساحة السياسية الأمريكية-بإرساء أسس سلطته وجذب الناخبين الذين ما زالوا مترددين في التصويت لمرشح يفتقد الى الخبرة. كما أوضحت مصادر أمريكية بارزة أن أوباما استبعد المرشحين الآخرين اللذين كان اسمهما مطروحا لهذا المنصب وهما سناتور انديانا ايفان بايه وحاكم فيرجينيا تيم كين. "أوباما" - الذى ذاع صيته سريعا فى الشارع الأمريكى - واجه خلال الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي صعوبة واضحة في الحصول على إقناع الشرائح الأكبر سنا بين الناخبين وكذلك الطبقة العاملة البيضاء بأنه المرشح الأفضل للبيت الأبيض ...ومن هنا كان اختياره "لبيدن". استطلاعات الرأي من جانبها لم تخف هذه الحقيقة المشيرة أن أوباما يفتقد الخبرة الوافرة وكتب المعلق المحافظ "ديفيد بروكس "بصحيفة "نيويورك تايمز" يقول إن "بيدن يقدم لأوباما ما يحتاج اليه" مشيرا أن ميزات بيدن هي جذوره في الطبقة العاملة ونزاهته وإخلاصه وخبرته. الفريق المقابل فى تلك الحلبة الانتخابية لم يفوت الفرصة ليصوب مزيد من الانتقادات لأوباما فأصدر فريق المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الأمريكية "جون ماكين"رد فعل فوري قال فيه "إن هذا الخيار يدل على أن باراك أوباما ليس مستعدا لتولي الرئاسة". وقال "بن بوريت "المتحدث باسم فريق "ماكين "لا أحد ينتقد في أوباما افتقاده للخبرة أكثر من جو بيدن". وأضاف أن "بيدن دان القدرات الضعيفة لأوباما على الحكم في السياسة الخارجية وأكد بعباراته الخاصة ما يكتشفه الأمريكيون بسرعة وهو أن باراك أوباما ليس جاهزا ليصبح رئيسا". وفي الواقع وجه بيدن - الذي سعى لفترة قصيرة للحصول على ترشيح الديمقراطيين الى الانتخابات الرئاسية - انتقادات الى أوباما معتبرا أنه يفتقد الى الخبرة وهو مايشكل هواجس مقلقلة لأوباما فى الخطوات القليلة المقبلة نحو البيت الأبيض . بايدن .. فى سطور ------------- ولد بيدن في العشرين من نوفمبر عام 1942 في عائلة كاثوليكية في سكرانتون (بنسلفانيا شرق) وانتخب سناتورا عن "ديلاوير"للمرة الأولى عام 1979 عندما كان في التاسعة والعشرين بينما كان "أوباما"حينئذ في الحادية عشرة من عمره. كما يعد بيدن واحدا من أعمدة السياسة الأمريكية ويشغل مقعدا في مجلس الشيوخ منذ 1972 عندما كان أوباما يبلغ من العمر أحد عشر عاما. "العراق وإيرانوأفغانستان"قضايا خلافية وتوافقية بين "بايدن "و "أوباما" -------------------------------- "جو بيدن"الخبير في الشئون الدولية قبل أن يعلن نائبا لمرشح الرئاسة الديمقراطى "أوباما"كانت له أراء خلافية واضحة مع "اوباما" فقذ أكد سابقا أنه على "واشنطن"أن تركز جهودها على الحرب في أفغانستان وعلى إنهاء وجودها العسكري في العراق. وبالرغم من أن أوباما عارض الحرب الأمريكية في العراق ,أيد بيدن قرار اجتياح هذا البلد,لكنه بات منذ ذاك الغزو أحد أشرس المعارضين لسياسة البيت الأبيض في العراق, معتبرا أن الولاياتالمتحدة كانت محقة في "تصفية" صدام حسين, إلا أن الهجوم الأحادي الجانب يبقى "الخيار الأسوأ". وصرح بيدن العام الماضى لمجلة "بوليتيكو" المتخصصة "أنا نادم على تصويتي". وكان كتب العام 2006 أنه يأمل انسحابا للجنود الأمريكيين من العراق بحلول العام 2008,وهو موقف قريب مما أعلنه أوباما الذي يؤيد انسحابا بعد 16 شهرا من تسلمه مهماته الرئاسية في حال فوزه. من جهة أخرى، رفض بيدن "تماما" زيادة عديد الجنود الأمريكيين في العراق، وهو قرار اتخذه الرئيس جورج بوش مع بداية 2007 وساهم في تحسين الوضع الأمني في هذا البلد، واقترح "بيدن" خطة لإنهاء النزاع عبر خلق ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي واسع في العراق: منطقة شيعية وسنية وكردية تظللها حكومة مركزية محدودة السلطات. أفغانستان/باكستان "قضية توافقية" --------------------- على غرار المرشح أوباما,يرى بيدن أن "الجبهة الفعلية للحرب على الإرهاب"ليست "العراق كما يؤكد الرئيس بوش بل الحدود بين أفغانستانوباكستان". وكتب أخيرا في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز "اذا كان علينا إرسال تعزيزات الى مكان ما, فهو أفغانستان" لأن "مصير أفغانستان يرتبط مباشرة بأمن أمريكا",داعيا الى إرسال قوات وإمكانات إضافية الى هذا البلد. كذلك يأمل بيدن بزيادة المساعدات المالية لباكستان، الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب. وأوضح بيدن أن "الانتخابات الباكستانية الأخيرة أعطت صوتها للغالبية المعتدلة"، و"لنثبت للباكستانيين أننا مهتمون بحاجاتهم، علينا زيادة مساعدتنا ثلاثة أضعاف خلال عقد" و"الا تكون المساعدة العسكرية التي نقدمها من دون مقابل". إيران .. قضية توافقية ثانية : ---------------- مثله مثل سناتور ايلنوي يطالب جو بيدن بأن توافق الولاياتالمتحدة "على النقاش مباشرة مع إيران,في البداية في إطار مجموعة خمسة زائد واحد (اعضاء مجلس الأمن الدائمون مع المانيا) ثم مباشرة مثلما فعلنا مع كوريا الشمالية". "الشرق الأوسط "ساحة توافق بين "أوباما"و"بيدن" --------------------------- يعتبر جو بيدن حليفا معلنا لإسرائيل ,وقال العام الماضي في تصريح للصحافة الإسرائيلية "انا صهيوني" واصفا إسرائيل أنها "أفضل قوة تملكها الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط". وكان بيدن برفقة أوباما خلال زيارة الأخير لإسرائيل في نهاية يوليو الماضي حيث وعد المرشح الديمقراطي الى الرئاسة بتقديم "دعم لا يتزعزع"الى إسرائيل في مواجهة التهديد الإيراني,وأكد أنه يريد "الدفع بعملية السلام" في الشرق الأوسط سريعا بعد وصوله الى البيت الأبيض. جورجيا / روسيا :قضية استرتيجية ----------------- يعتبر جو بيدين مؤيدا كبيرا "للجهود الآيلة لإقامة علاقة بناءة مع الكرملين" الا أنه حذر إثر عودته من زيارة لجورجيا من أن تكون "لأعمال روسيا"في المنطقة "تداعيات"على العلاقة بين واشنطن وموسكو، وهي تصريحات تشبه تصريحا لسوزان رايس مستشارة أوباما للمسائل السياسية الخارجية. وأضاف بيدن "أن عدم التزام روسيا بسحب قواتها من جورجيا سيعرضها للعزلة من قبل المجتمع الدولي".