انقسام العراقيين بشأن المرشح الأمريكي القادر لإعادة البناء

يأمل العراقيون أن يساعدهم ما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة الامريكية التي ستجرى هذا الاسبوع على تضميد جروح الحرب لكنهم مختلفون في الرأي - مثلهم في ذلك مثل الامريكيين - على أي من المرشحين الجمهوري جون مكين أم الديمقراطي باراك أوباما أقدر على تحقيق ذلك.
وخلال محاورات جرت في أنحاء العراق الاحد انقسم العراقيون بخصوص أقدر المرشحين على مساعدتهم في تحسين حياتهم بعد خمس سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين.
وقال سمسار للعقارات في وسط بغداد يدعى أبو كرار السعيدي "أتمنى أن يكون الفائز هو الشخص الذي يستطيع أن يعيد ما أخذه الامريكيون من العراق."
ولاقى عشرات الالاف من العراقيين حتفهم منذ عام 2003 وما زالت الهجمات مستمرة في بعض أنحاء البلاد رغم تراجع أعمال العنف في أكتوبر تشرين الاول الى أدنى مستوياتها منذ بداية الحرب.
وتهلهل الاقتصاد العراقي وأصبحت خدمات أساسية مثل الكهرباء والماء النظيف ترفا لا يتمتع به ملايين العراقيين.
ويتبنى الزعماء والمواطنون العاديون في العراق نظرة عملية للانتخابات الامريكية التي ستجرى الثلاثاء.
وقال عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق أكبر كتلة سياسية سنية في العراق "كل ما نريده هو رئيس يساعد العراق ويقف بجانب العراق" ويساند اعادة البناء والاقتصاد والجهود الرامية لتحقيق وحدة سياسية، والامن هو الشغل الشاغل للعراقيين.
تقول نجاة كريم المهندسة المتقاعدة في بغداد انها تؤيد مكين لانه ساند قرار الرئيس الامريكي جورج بوش زيادة عدد القوات العام الماضي الذي يعتبره كثير من العراقيين أحد الاسباب الرئيسية لتراجع أعمال العنف.
وما زال العراق مكانا محفوفا بالمخاطر ويشعر كثير من العراقيين بالمرارة من الثمن الذي دفعه العراق منذ عام 2003.
وقال محمد خليل عضو المجلس المحلي في كركوك شمالي بغداد "نحن نفضل أن يفوز أوباما لانه ديمقراطي وعارض الحرب في العراق."
ورفع سمير أحمد بائع الخضر في مدينة النجف ذراعيه الى السماء وقال " ان شاء الله سيفوز أوباما وسيهزم حزب بوش كما يهزم في العراق."
وربما لا تحدد نتيجة انتخابات الثلاثاء المقبل مستقبل 150 ألف جندي أمريكي في العراق اذا تمكن مفاوضون عراقيون يسرعة من استكمال اتفاقية أمنية ستسمح للقوات الامريكية بالبقاء حتى عام 2011، لكن اذا لم يتسن ابرام الاتفاقية فقد يرجع الامر في تقرير ذلك الى الرئيس القادم. وكان أوباما قد أعلن أنه يعتزم الانسحاب في غضون 16 شهرا من توليه المنصب بينما عزف مكين عن تحديد جدول زمني.
وذكر أحمد المسعودي عضو البرلمان الموالي لمقتدى الصدر رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة أنه يميل الى مساندة أوباما. وقال " لكننا لسنا متأكدون من أنه سيفي بوعده (بالانسحاب) اذا انتخب". مضيفا أن الامر الاهم هو أن يحترم أي رئيس أمريكي رغبات الامريكيين عندما يطلبون اعادة القوات الى بلادها وأن يحترم رغبات العراقيين.
وظلت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يسيطر عليها الشيعة والتي تساندها الولايات المتحدة على الحياد.
وذكر محمود عثمان العضو الكبير في الكتلة الكردية في البرلمان أنه يؤيد أوباما لانه أكثر مساندة لتطلعات الاقلية الكردية في الحصول على قدر أكبر من الاستقلال.
وبعد عقود من الزمن من العقوبات والعزلة والحرب يحتاج العراق الى مساعدات لاعادة البناء لفترة طويلة بعد الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
وذكرت لبنى الكاظم التي تملك متجرا للادوات المكتبية في بغداد أنها تؤيد أوباما. وقالت "وعود بوش بمساعدتنا لم تكن سوى أكاذيب".
وتتضاءل أهمية نتيجة انتخابات الرئاسة الامريكية عند كثير من العراقيين مثل صفاء محمد التي تملك متجرا في بغداد أمام المعاناة اليومية من أجل كسب لقمة العيش والحفاظ على سلامة الابناء.
وقالت صفاء "كل ما أستطيع أن أفكر فيه هو دخلي والكهرباء والانفجارات والخطف والكوليرا
(رويترز)