يحظى المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية باراك اوباما بالشعبية بين العراقيين. فخلال 24 مقابلة اجرتها رويترز مع عراقيين في جميع انحاء البلاد قال كثيرون ان رجلا اسود يستطيع ان يدرك محنتهم، ووصل اوباما الى بغداد يوم الاحد في ثاني زيارة له للعراق. ويرغب المرشح الديمقراطي في دعم خبرته بالسياسة الخارجية ودحض اتهامات منافسه الجمهوري جون مكين بانه لم يشاهد الاوضاع في العراق بنفسه. وقال مصطفى صلاح وهو موظف مكتبي في مدينة البصرة الجنوبية "اؤيد اوباما. اعتقد انه الافضل بالنسبة للعراق وللعالم.. اذا فاز مكين فسأشعر بانني محطم." واضاف طبيب في شمال كركوك يدعى هشام فاضل قائلا "انه (اوباما) افضل بكثير من الاخرين لانه اسود والسود تعرضوا للاضطهاد في أمريكا. اعتقد انه سيشعر بمعاناتنا." وأوباما من ام بيضاء واب كيني اسود. ويشير الى نفسه بانه اسود وغالبا ما يتحدث عن خلفيته المتعددة الثقافات. ولن يتاح على الارجح للعراقيين العاديين القاء نظرة خاطفة على اوباما لانه سيمضي معظم وقته في المجمع الحكومي والدبلوماسي بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين خلال زيارته لبغداد. ورغم تراجع حدة العنف الى ادنى مستوى لها منذ اربعة اعوام وبذل بعض الجهود نحو تحقيق المصالحة الوطنية الا ان خطر الهجمات بالسيارات الملغومة وعمليات الخطف لم يتلاش. وينقسم العراقيون في حقيقة الامر بشأن خطة اوباما لسحب القوات الامريكية المقاتلة خلال 16 شهرا اذا فاز بمنصب الرئيس. ويقول البعض ان هذه السياسة تاخرت كثيرا بينما يعارض اخرون ذلك لشعورهم بان قوات الامن العراقية ليست جاهزة بعد لتحمل المسؤولية. وقال مناضل المياحي وهو سياسي مستقل في البصرة ان ما قاله اوباما عن سحب القوات الامريكية يهدف فسحب لتحقيق مكاسب سياسية لانه امر غير واقعي. وقال كاميران محمد من كركوك انه زار الولاياتالمتحدة مؤخرا ضمن هيئة مراقبة انتخابية لدراسة الانتخابات. واضاف ان اوباما هو الذي سيكون جيدا بالنسبة للعراق وليس مكين. واضاف "عندما كنت في الولاياتالمتحدة اكتشفت ان الديمقراطيين يميلون للسلام وتجنب الحروب." وجعل اوباما من معارضته للغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة قبل خمسة اعوام محور حملته الانتخابية. اما مكين فقد ايد قرار الرئيس الامريكي جورج بوش بخوض الحرب في العراق وكذلك زيادة القوات التي امر بها العام الماضي والتي ساهمت في انتشال العراق من على حافة حرب اهلية طائفية. وقالت مدرسة تدعى زينب رياض "افسد الجمهوريون وبوش صورة أمريكا. فوز مكين يعني بقاء بوش." ورد معظم العراقيين بعدم مبالاة على اسئلة حول ماضي اوباما وما اذا كانت خلفيته ستؤدي الى سياسة أمريكية افضل في الشرق الاوسط. واوباما مسيحي بروتستانتي لكن والده الكيني نشأ مسلما. وسعت حملة اوباما الى تبديد شائعات بانه مسلم. وقال محمد صديق الذي يمتلك متجرا للهواتف المحمولة في بغداد " بصراحة.. لم يفعل المسلمون في مجتمعنا اي شيء لنا." واستشهد عراقي اخر بالحروب بين المسلمين من ابناء وطنهم. واعرب اخرون عن عدم الاهتمام بانتخابات الرئاسة الامريكية بوجه عام اذ ان اكثر ما يشغل اهتمامهم هو كفاح الحياة اليومية في العراق. وقال عبد المهدي هادي مدرس من البصرة "لا افكر في الوقت الراهن سوى في الحصول على ما يكفي من الكهرباء. لا اعتقد ان اي مرشح منهما سيغير الوضع في العراق."