عرض الأحد ضمن مسابقة سينما الأطفال فيلم "حدوتة صغيرة" للمخرج الفلسطيني أزيدور مسلم، جسد بشكل ساخر جسد حق الفلسطينيين المهجرين في العودة إلى أرضهم وديارهم مهما طالت معاناتهم. وجعل المخرج هدفه الأول الإصرار على إبراز حق العودة لفسطينيي الشتات المنتشرين عبر بقاع العالم كأهم عوامل الاستقرار في المنطقة. ويروي الفيلم كيف يبحث سكان قرية فلسطينية صغيرة في الأراضي المحتلة عن حمار أبو سالم الضائع الذي يعثر عليه أخيرا الطفل سامي لكن الحمار يرفض العودة ويريد الذهاب إلى أرض يعرفها نشأ فيها وهي حيفا. ويقرر سامي أن يوصله فتبدأ رحلة مليئة بالمتاعب والحواجز الأمنية الإسرائلية قبل أن يصلا أخيرا إلى حيفا. وقد استحدث المهرجان هذا العام لأول مرة جائزة لسينما الأطفال تتنافس خلالها عدة أفلام، ويترأس لجنة التحكيم محمود الجمني من تونس وسبعة أعضاء كلهم أطفال. وتهدف هذه البادرة الأولى من نوعها إلى دعم سينما الطفل وتنمية قدراته ومواهبه في مجال السينما وفتح المجال لاكتشافه في مهرجان يحضره نجوم عالميون. ورغم بساطة الأسلوب الذي توخاه مسلم في مخاطبة أطفال العالم فإنه شدد على إبراز ذكاء الفلسطينيين وقدرتهم وصبرهم للتغلب على المصاعب. يلقي فيلم "حدوتة صغيرة" نظرة غير نمطية على القضية الفلسطينية معتمدا على البساطة في التعبير موظفا الموروث العربي حيث يبرز الحمار بطلا للفليم دون منازع إذا إنه يحمل هم الارتباط بالأرض ويتألم ويغني لينسى همومه. ويبدو اختيارهم الحمار موظفا ليس فيه استخفاف بحق العودة بل بالعكس فهو نوع من تشديد الأمل الموجود لاستعادة الحق "فحتى الحمار لم يستغن عن بيته فما بالك بالإنسان." وبين المخرج أنه رغم محاولة إلهاء الفلسطينيين عن أحقية العودة إلى بلدهم بأشياء ثانوية أخرى حيث استبدلت خريطة حيفا الموجود على شاشة الكمبيوتر بصورة المغنية اللبنانية هيفاء وهبي فإنهم لا يعيرون ذلك اهتماما ويمضون في اتجاه تحقيق أهدافهم. ويعيش أكثر من ثلاثة مليون فلسطيني خارج ديارهم، ويأملون في أن يتوصل رئيس السلطة الفلسطية محمود عباس في محادثات السلام مع الحكومة الإسرائيلية إلى إدراج حق العودة كأبرز شروط السلام. (رويترز)