أول روبوت في العالم بدماغ حي

الروبوت جوردون Gordon هو الاول في العالم الذي يحتوي على دماغ بيولوجي، اذ بدلاً من البرامج الكمبيوترية التقليدية، توجد شبكة من الخلايا العصبية الحية التي تسيطر على اعماله.
لا يوجد هذا الروبوت في افلام الخيال العلمي، وانما في العالم الحقيقي، فقد طوره فريق علماء في جامعة ريدنغ/ بريطانيا. ومع ان فرق بحث عدة في مختلف انحاء العالم توصلت الى صنع روبوتاتتحتوي على عناصر بيولوجية في ادمغتها، الا ان جوردون هو الاول في العالم الذي يتكون دماغه كلية من خلايا عصبية.
حتى الان، يتواصل جوردون فقط مع العالم المحيط به عن طريق مجس راداري يخبره عن مدى بعده عن الجدران في منطقة الاختبار، لكن علماء ريدنغ يعملون لتزويده بمجسات سمعية ليسمع الاوامر، ومكبر صوت ليستطيع الكلام. وتبعاً لما يقوله د. كيفن وورويك استاذ السيبرانيا في جامعة ريدنغ، فإن امكانات تواصلنا مع هذا الدماغ كبيرة جداً. ويقول ان دماغ غوردون يتكون من 50 ألف مليون خلية عصبية أخذت من اجنة جرذان. وقد نزعت هذه الخلايا اولاً من ادمغة الاجنة مفصولة عن بعضها، ثم وضعت في طبق يحتوي على مواد مغذية لابقائها حية، وبعد 24 ساعة لوحظ انها اخذت بالتشابك مع بعضها، وبعد اسبوع بدأت العمل.
ارتبطت الخلايا العصبية مع اكثر من 60 قطباً كهربائياً في الطبق المغذي، وتمثل هذه الاقطاب حلقة الوصل بين الدماغ والآلة، وهي الحلقة التي يتم فيها تحويل السيالات العصبية المنبعثة من الخلايا العصبية الى اشارات كهربائية تنتقل في دارات الرابوط الكهربائية.
للرابوط عجلان يمكنه التحرك عليهما الى الامام والى الخلف. وعند العمل فإن المجس الراداري يكشف ما يوجد امام الروبوت مثلا، ويزود الدماغ بالحي بالمعلومات، والذي بدوره يصدر الاوامر المناسبة ليتصرف الروبوت مبتعداً مثلاً عن الجدار الذي قد يوجد امامه. ويقول د. وورويك ان الرابوط يتعلم بالتجربة والخطأ تدريجياً، فاذا اصطدم بالجدار مثلا فإنه يتعلم الابتعاد عنه عند اقترابه منه ثانية.
عن استخدامات الروبوت يقول وورويك انه وفريق البحث العامل معه يأملون بأن يساعدهم الرابوط في تحسين فهم العديد من المسائل الطبية، مثل السكتة الدماغية. ويقول انه بامكانهم اغلاق بعض المسارات العصبية وتعرف كيف تسلك الخلايا العصبية المجاورة. كما سيساعدهم في فهم آلية الذاكرة التي لا نزال نجهل الكثير عنها.
وعن الاستخدامات في الحياة العملية يقول وورويك انها ستكون عديدة وفي مختلف المجالات، ومن ذلك مثلاً ان سائقي سيارات الاجرة سيستفيدون مستقبلاً من ادمغة حية كهذه.