الاهرام 14/10/2008 قبيل وفاته بسنوات قليلة أدلي الشيخ محمد متولي الشعراوي ببعض ذكرياته الي استاذنا الراحل محمد زايد الذي نشرها في' الأهرام', وفي هذه الذكريات هاجم شيخنا الجليل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بسبب مشروع تطوير جامعة الأزهر الذي طبقته الدولة في الستينات وتضمن انشاء كليات علمية في تلك الجامعة العريقة لأول مرة الي جانب الكليات الشرعية. وعقب النشر, فوجئ القراء بصورة في الصفحة الأخيرة للأهرام للشيخ الشعراوي واقفا أمام ضريح عبد الناصر, وتعليق له يوضح فيه أن الزعيم الراحل أتاه في المنام مصطحبا طبيبا ومهندسا من خريجي جامعة الأزهر, وقال له: يكفيني هؤلاء. كان الشعراوي شجاعا عندما شعر أنه أخطأ في حق عبد الناصر بسبب مشروع تطوير الأزهر, فذهب الي الضريح يقرأ للزعيم الراحل الفاتحة ويدعو له بالمغفرة وطلب من الأهرام نشر صورته أمام الضريح مثلما نشر انتقاداته لعبد الناصر. تذكرت هذه الواقعة عندما قرأت الخبر المفزع الذي انفردت به الزميلة أماني ماجد عن مشروع الدكتور احمد نظيف بفصل كليات جامعة الأزهر العلمية والانسانية عن الكليات الشرعية لتستقل في فرع أو جامعة خاصة, ولم يفزعني وحدي هذا الخبر, وانما أفزع حتي نادي اعضاء هيئة التدريس بالجامعة واضطره الي ارسال عشرات البرقيات الي كبار المسئولين بالدولة يستغيث بهم لوقف هذا المشروع الغريب حتي تتم دراسته داخل الجامعة وبمشاركة جميع المفكرين المهتمين بشأن الأزهر. لقد تضخمت كليات جامعة الأزهر كما وكيفا وأصبحت بحاجة الي تطوير هياكلها الادارية لتستوعب هذا التضخم, ولكن ذلك لا يكون بنسف الأساس الذي قامت عليه أكبر عملية تطوير للأزهر في تاريخه والعودة الي حصر دوره في العلوم الشرعية فقط وعزله عن العالم واتمني أن أري الدكتور نظيف قريبا أمام ضريح عبد الناصر وإن كنت اشك أن الزعيم الراحل يمكن أن يأتيه في المنام.