أن تشتري سلعا غذائية أو استهلاكية لتدخل سحبا على جوائز قيمة فهذا أمر طبيعي، لكن أن تمنح فرصة الفوز بسيارة ثمينة لمجرد شرائك لكتاب واحد فهذا أمر غير معتاد، ويعد «سابقة أولى من نوعها في الوطن العربي» ولكنه أمرٌ يجري حاليا في الكويت بشارع المثنى المتخصص بالمكتبات في منطقة حولي. تتلخص القصة في أن إدارة مجمع البدري الثقافي - التي تؤجر معظم مبناها (11 طابقا) إلى مكتبات متخصصة وإداراتها- قد قررت محاولة «إنعاش» سوق الكتب في الكويت من خلال مهرجان تسويقي غير مسبوق «يروج للكتاب بين مختلف شرائح المجتمع» كما يقول صاحب الفكرة الجميلة حسام الدين محمد مدير الشؤون العقارية بشركة البدري المتحدة العقارية التي تمتلك المجمع. ولذا تم تسهيل عملية الدخول في السحب على جائزة المهرجان الكبرى - سيارة متسوبيشي دفع رباعي - إذ يستطيع كل من يشتري ما قيمته 2 دينار كويتي الدخول في السحب، وهو مبلغ معقول يمثل متوسط قيمة الكتاب الواحد وذلك حتى تمنح الفرصة لجميع الفئات بالمشاركة. وقد انطلقت فعاليات المهرجان يوم الاثنين الماضي ويستمر حتى الثالث من يناير من العام المقبل. وسوف يجرى السحب في الخامس من يناير بحضور ممثلي وزارة التجارة والصناعة. ويعتبر مجمع البدري «معرضا دائما للكتب» كما يحلو لمحمد تسميته، ويضم كتبا ثقافية وتعليمية ودينية وترفيهية، إلى جانب 23 مكتبة ثقافية من أكبر مكتبات الكويت وأكثرها تخصصا، وتحتوي على أكثر من عشرين ألف عنوان تحت سقف واحد. ويؤكد أن فكرة مجمع أو مول تجاري يضم دور نشر هي فكرة رائدة «لم يجدها في دول الوطن العربي» وهو ما حمسه لأن ترى النور. أما عن المهرجان التسويقي فيبدو أن تأثيره لم يقتصر على مكتبات مجمع البدري بل امتد أثره إلى المكتبات المجاورة في شارع المثنى، وهو ما لاحظته «القبس» في زيارتها، وأكده صاحب دار اقرأ جمال الدين سليمان، إذ يضم الشارع ما يقارب «40 مكتبة ثقافية ومراكز سمعية وبصرية بدأت تشعر بانتعاش ملحوظ». وبحكم خبرته في النشر التي تمتد إلى 28 عاما ومشاركاته في جميع المعارض العربية السنوية يرى سليمان أن «المرأة هي أكثر عميل في سوق الكتب العربية» بخلاف الاعتقاد الشائع، ووصفها بأنها «عنصر إيجابي يتفاعل بسرعة مع الكتاب خاصة العناوين الجديدة: كالروايات الأدبية والكتب الإدارية والاجتماعية وكتب تطويرالذات». وعودة إلى حسام الدين محمد صاحب الفكرة فقد قال إن حركة الإقبال على المجمع ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف معدل الحركة اليومية المعتادة. وتوقع أن ترتفع إلى ذروتها بعد الانتهاء من الحملة التسويقية المكثفة عبر وسائل الإعلام. عندما بدأت فكرة المهرجانات الترويجية للسلع الاستهلاكية والغذائية بالكويت، لقيت استحسانا كبيرا من المؤسسات المنافسة فانتشرت الفكرة بصورة كبيرة مما ساهم فعليا في زيادة مبيعاتها. فهل ينجح مجمع البدري الثقافي في الترويج للكتاب (السلعة الفكرية) وجعل صناعة الكتب جاذبة لدور النشر بعدما شهدت الكويت خروجا مؤسفا لأعرق دور النشر المحلية بسبب الضائقة المالية وقلة إقبال القارئ العزيز؟