اعترفت السعودية الثلاثاء بأنها تواجه مشاكل في إدارة السيولة والسيطرة على التضخم في آنٍ واحد، وأشارت أنها ربما تخفض سعر الفائدة القياسي على القروض إذا اقتنعت بأن النظام المالي يفتقر للسيولة. وصرح فادي العجاجي الاقتصادي بمؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) بأن ثمة مشكلة في إدارة السيولة وتحديد مدى كفايتها، وأوضح أن المؤسسة ليست واثقة بشأن مدى تأثير السيولة على نسبة التضخم المرتفعة حاليا. وأضاف أنه إذا ما رأت الحكومة أن ثمة حاجة للتدخل ودعم السيولة فإنه لايعتقد أن ذلك سيجري عن طريق ضخ مباشر للسيولة، بل من خلال سعر الفائدة علي الريبو والريبو العكسي وتأثيرهما على التحكم في السيولة في النظام المصرفي وإدارته. وأكد أن المؤسسة ستتدخل حين تقتنع بوجود حاجة لسيولة وأن هذا التحرك لن يؤثر على نسبة التضخم. ولم تخفض المملكة سعر الفائدة على الريبو منذ فبراير/ شباط 2007 ويبلغ حاليا 5.5 %. وخفضت المملكة سعر الريبو العكسي في الآونة الأخيرة بدلا من سعر الريبو لتفادي رفع نسبة التضخم نتيجة الاقتداء بتحركات مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي في ما يتعلق بسعر الفائدة بسبب ارتباط الريال السعودي بالدولار. من جهة أخرى أشار العجاجي أن خسائر البورصة الفادحة تعكس القلق بشأن التأثير المحتمل للأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السعودي الذي يعتمد إلى حد كبير على النفط. واردف أن الناس قلقة بشأن التبعات المحتملة مضيفا أن اقتصاد المملكة اقتصاد مفتوح يتأثر بالتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي مما يثير مخاوف المستثمرين. جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه بنك الرياض - ثالث أكبر بنك سعودي من حيث القيمة السوقية - الثلاثاء أن صافي أرباح الربع الثالث انخفض بنسبة 28.4 %، وعزا ذلك لتذبذب في الأسواق العالمية. ونفت ثمانية بنوك سعودية ( سامبا، الراجحي، العربي، الرياض، الفرنسي، الهولندي، الإنماء، البلاد) وجود أي صلة بين هذا التراجع والرهون العقارية عالية المخاطر. وكانت أسواق دول الخليج قد واصلت تراجعها الحاد لليوم الثالث على التوالي وسط غياب شبه كامل للمشترين وسيطرة عمليات البيع، وسجل سوق مسقط أكبر تراجعاته خلال عام 2008 . (رويترز، واس)