الجمهوريه : 7/10/2008 العار الذي شهدناه صوت وصورة في قلب القاهرة لم يكن الأول أو الأخير بل سوف يتكررحكايته معروفة. وليست هناك مبالغة في ذكر ما جري فالأمر لم يكن إشاعة وان كان البحث يجري عن الأسباب غارقين في تحليلات وكلمات تنتهي إلي أنها بسيطة تحدث في كل الدنيا وكل سنة وأنتم طيبين. يلقون باللوم علي قلة الأدب وسوء التربية في البيوت. وهذا صحيح وعلي انعدام الضبط والربط في الشوارع وهذا صحيح وعلي الغلاء وسوء الحالة وتأخر سن الزواج وهذا صحيح وعلي "الانترنت" والفضائيات وهذا صحيح. غير ان كل ذلك لا يضع حدا لكارثة تهددنا. وتجعلنا - كما يقولون - في مقدمة الشعوب التي تتحرش جنسيا بالسائحات المتبرجات وببناتنا المحجبات. كان الاستعراض عند محل العصير الشهير في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين.. والوقت وضح الليل في ليلة العيد وعز الزحام.. تجمع عشرات الشبان من مختلف الأعمار وكثير منهم لم يصل بعد حد الهوس وشدة الحرمان لتخطيه سن الزواج. احاطوا بعدد من الفتيات وتحلقوا حولهن والناس تتفرج وتستمع لأصوات صراخ رجالي مجنون وتوسلات مذعورة تطلب النجدة. تحول الأمر إلي اللمس والاحتكاك وسقطن بسببه علي الأرض والأولاد فوقهن تطبيقا لما يجري طول العام في نواصي الشوارع وعند المتنزهات والحدائق وأمام المدارس هذا غير الميكروباص والمواصلات العامة. من احتكاكات تتخذ شكل الهزار وبجرأة بالغة أمام الجميع وتصل إلي جذب الملابس والشعر حتي يتوقفن ويسمعن الغزل الجارح أو يتعرضن للمسات الجسد. حالات فردية ولكنها أصبحت عادية دون أن يكون هناك رد فعل من الناس الطيبين الذين أصبحوا غير مبالين في كل شيء. أو غير قادرين علي مواجهة جيل جديد لا يحترم أحدا أو قيمة وقد يحمل معه خنجرا أو مطواة.. هل ضاعت النخوة؟! إذن أين الشرطة ولا تقولوا لي أنه لا توجد طرق قانونية وغير قانونية للردع والتخويف. وأحيانا التجاوز!! ولا تقولوا - تبريرا علي طريقة مشايخ الفضائيات - ان ملابس الفتيات "المحزقة" تخرج الفتيان عن شعورهم وان الحادث الأول في عيد سابق وكان هذه المرة في وسط القاهرة أيضا وسببه رقصة علي الهواء للفنانة "دينا" ترويجا لأحد أفلامها في دار للسينما. لا تقولوا شيئا من ذلك فالمحجبات يتعرضن لنفس التحرش والمنقبة التي أخذتها الشهامة وحاولت إنقاذ البنات في المهندسين خلعوا نقابها ومزقوا ملابسها وربما طرحوها أرضا مع الآخريات. هذا ويجري التحقيق ويبدو أنه ليس هناك دليل. فلا مفر من الإفراج. انتظارا للعيد الجديد أو ربما قبل أن يحل موعده. ثم من قال انه تحرش انها معاكسات ومجرد كلمات اعجاب قد تكون خشنة ولكنها لا ترقي إلي ما يوجب كل تلك الضجة والكلام لمسئول أمني وقعت الكارثة في نطاق دائرة عمله..