وجه الرئيس الأفغاني حامد كرزاي دعوة للسلام للملا عمر زعيم حركة طالبان الإسلامية وطلب من عاهل السعودي المساعدة في محادثات مع الجماعة المتشددة المسئولة عن تصاعد أعمال العنف. وجاءت مناشدة كرزاي بعد ساعات من حث عمر القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي على الانسحاب والا واجهت هزيمة مثل الذي تعرضت لها القوات السوفيتية قبل عشرات السنين. وقال كرزاي للصحفيين الثلاثاء "قبل بضعة أيام دعوت زعيمهم الملا عمر وقلت.. يا أخي يا عزيزي عد الى وطنك عد واعمل من أجل سلام وخير شعبنا وتوقف عن قتل أشقائنا." ونفى كرزاي تقارير عن إجراء مفاوضات مع طالبان في السعودية لكنه قال إنه كتب الى العاهل السعودي يطلب مساعدته في إقرار السلام في أفغانستان والمنطقة. كان الملا محمدعمر زعيم طالبان قد طالب في بيان نشر على الإنترنت الثلاثاء القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي بالانسحاب من أفغانستان والا تعرضت لهزيمة مثل التي تعرضت لها القوات السوفيتية من قبل. وأكد الملا محمد عمر أنه سيضمن أمن القوات الأجنبية في حال انسحابها من أفغانستان ، مشيرا أن "الامريكيين ورغم تقنياتهم المتطورة عجزوا عن التكهن بهزيمتهم لكن بفضل الله يتسلمون يوميا جثث جنودهم ويتكبدون خسائر بشرية ومالية كبيرة". وفي الرسالة النادرة التى تم بثها على موقع طالبان على شبكة الإنترنت -وتراقبه مجموعة (سايت) الاستخبارية التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها- عرض عمر صفقة على القوات الأمريكية التي اسقطت حكومة طالبان عام 2001 وتخوض الآن معركة شرسة مع الميليشيات الإسلامية. وجاء في الرسالة التي قالت حركة طالبان أنها موجهة من عمر "أعيدوا النظر في قرار الاحتلال الخاطيء واسعوا إلى خروج سالم لقواتكم ، وأضاف عمر أن طالبان لا تشكل خطرا على أحد في العالم. وأرسل الاتحاد السوفيتي قواته لأفغانستان عام 1979 لدعم الحكومة الماركسية هناك ضد المقاتلين "المجاهدين" لكن حرب العصابات انهكته واضطر للانسحاب في 1988-1989 . ويتزعم الملا عمر الفار منذ 2001 حركة طالبان الأصولية التي حكمت أفغانستان من 1996 الى 2001 وطبقت الشريعة الإسلامية بصرامة. وأعادت رسالة عمر للأذهان رسالة لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة عرض فيها على الدول الغربية اتفاقا بعدم التعرض للهجوم في مقابل وقف ما وصفه بالحرب ضد المسلمين ، وترفض الحكومات الغربية دوما مثل هذه العروض. (رويترز)