تناول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد العشاء مع نحو 200 شخص من ديانات مختلفة من بينهم أتباع طائفة مينو سايمونز واليهود والزرادشتيين الذين قالوا إنهم يريدون تعزيز السلام عن طريق لقاء مثل هذا العدو الشهير للولايات المتحدة. وحمل متظاهرون خارج الفندق الذي أقيم فيه العشاء الخميس بمنطقة مانهاتن في نيويورك بالقرب من مقر الأممالمتحدة لافتات كتبت عليها عبارات مثل "لا للحفل مع الوحش"وشبه المتظاهرون أحمدي نجاد بالزعيم النازي هتلر. وكان الرئيس الإيراني انتقد من وصفهم بأنهم "القتلة الصهاينة" في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة مرجعا السبب في مشاكل العالم إلى الهيمنة "الصهيونية" على عالم المال مرددا في ذلك الرأي الذي يقول إن مؤامرة يهودية عالمية هي السبب في هذه المشاكل. ورفض أحمدي نجاد اتهامه بمعاداة السامية وقال إن انتقاده يستهدف "النظام الصهيوني" الذي يقمع الفلسطينيين وليس اليهود. وقال "بمجرد أن يعترض أحد على تصرفات النظام الصهيوني يتهم بأنه معادٍ للسامية لكن الشعب اليهودي ليس صهيونيا فالصهيونية فصيل سياسي ليست له علاقة بالشعب اليهودي." وتحدث أحمدي نجاد طويلا عن الحاجة للدين في الحياة العامة والخاصة وتراجع الأخلاق في البلدان التي ينبذ فيها السياسيون الدين. وأشار إلى مآسي الفلسطينيين وجهود "القوى الأنانية" للسيطرة على العالم وإحباط طموحات إيران النووية السلمية وذلك في الاجتماع الذي وصف بأنه مناقشة لدور الدين في القضاء على الفقر والظلم والحرب. وقالت الحاخام لين جوتليب "كان كثير مما قاله مثيرا للاهتمام" وأضافت أنه على الرغم من أنه لم ينكر المحرقة النازية لليهود إلا أنه اختزلها وتحدث عنها في سياق الحرب العالمية الثانية. وكان أحمدي نجاد قال إن إسرائيل يجب أن تمحى من الخريطة. وقالت جوتليب "آراؤنا في قضايا العالم مختلفة، ولكن ما لم نتحاور وجها لوجه فلن يمكنا خلق أي نوع من التفاهم، وأضافت أنها اختارت حضور الاجتماع لأن "السلام أفضل من الحرب." وبدأت أرلي كلارسن المدير التنفيذي للجنة المركزية لأتباع طائفة مينو سايمونز النقاش وقالت إن الصراع المسلح لن يحل شيئا وإن الحوار ضروري خاصة مع الأشخاص الذين تختلف آراؤهم تماما. وقالت كلارسن لأحمدي نجاد "ينتابنا القلق الشديد عندما تؤدي تصريحاتكم بشأن المحرقة النازية إلى اختزالها أو تقليل أثرها على عالم اليوم وعلى الشعب اليهودي، ونطلب منكم تغيير الطريقة التي تتحدثون بها عن المحرقة النازية." وطلبت منه أيضا تجنب العبارات الطنانة التي ينظر إليه على أنها "تهديد بتدمير دولة إسرائيل"وإتاحة الحرية الدينية في إيران والتحلي بالشفافية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وقال روهينتون دادينا وهو رجل دين زرادشتي تلا صلاة في حفل العشاء إنه إذا تغيرت آراء أحمدي نجاد ولو بنسبة واحد % بعد ما سمعه فإن الأمر يستحق عقد مثل هذه الاجتماعات. (رويترز)