أبحرت سفن حربية روسية الإثنين لإجراء مناورات عسكرية بالبحر الكاريبي في إجراء يعتبر تذكيرا للولايات المتحدة بعودة روسيا للمسرح العسكري والسياسي كقوة عالمية. والمناورات التي تأتي عقب تحالف قوي مع الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز المعارض للولايات المتحدة ستراقبها القوات البحرية الغربية عن كثب باعتبارها أول استعراض للقوة الروسية بالقرب من السواحل الأمريكية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. وقال إيجور ديجالو المتحدث باسم البحرية الروسية إن السفينة بطرس الأكبر النووية المزودة بالصواريخ الثقيلة والمدمرة المضادة للغواصات أدميرال تشابانينكو غادرتا قاعدتهما بالقرب من مورمانسك مع سفينتي دعم في رحلة طولها 15 ألف ميل إلى فنزويلا. وانتقدت واشنطن بشدة موسكو لسحقها جورجيا المؤيدة للغرب في صراع قصير الأمد الشهر الماضي يتعلق بمنطقتين انفصاليتين. وأعربت روسيا عن غضبها لظهور سفن حربية أمريكية توصل مساعدات لجورجيا في منطقة البحر الأسود الذي تعتبره روسيا مجال نفوذها. وتبعث رعاية روسيا للزعيم الفنزويلي اليساري تشافيز وتجدد اهتمامها بكوبا وموانيء التزود بالوقود في الشرق الأوسط برسالة لاغبار عليها تردد أصداء الحرب الباردة عندما تنافست القوتان الدوليتان على النفوذ. ورفض ديجالو التعليق على تقارير إعلامية تذكر أن غواصات نووية ستشارك في المناورات وأن السفن الحربية ستزور سوريا حيث لمحت روسيا إلى اهتمامها بتطوير قواعد هناك. وقال ديجالو عن البعثة التي من المتوقع أن تستمر شهورا " ستشارك السفن خلال الرحلة في أولى المناورات المشتركة مع البحرية الفنزويلية وتهدف إلى التدريب على عمليات الإنقاذ والعمليات ضد الإرهابين في البحر." وفي السنوات التي تلت سقوط الاتحاد السوفيتي حرمت القوات المسلحة التي كانت مفخرة روسيا ذات يوم من التمويل وانحدرت سريعا. وكانت السفن تفتقر إلى الوقود لتشق البحار وكانت الطائرات الحربية لاتبرح مطاراتها وأهمل الجنود. ومع بث الحياة من جديد في الاقتصاد وارتفاع عائدات النفط ضخ زعماء الكرملين المال إلى الجيش باعتباره رمزا للقوة الوطنية التي عادت مجددا رغم أن بعض المحللين الغربيين يقولون إن الأسطول الروسي مازال في حاجة إلى تحديث إلى حد بعيد. وفي وقت سابق هذا الشهر أرسلت موسكو قاذفات (توبوليف-160) إلى فنزويلا ضمن ما قال معظم المحللين إنه جزء من رد فعل على الصفقات الأمريكية لنشر عناصر من نظامها للدفاع الصاروخي في شرق أوروبا القريبة من الحدود الروسية. وتعتبر روسيا نظام الدرع الصاروخية في شرق أوروبا تهديدا لقوتها النووية الرادعة لكن واشنطن تصر على أنه لا يستهدف المصالح الروسية. وذكرت تقارير صحفية روسية الإثنين أن السفن البحرية قد تكون أكبر وأكثف تسليحا مما يعرف الغرب وأنها قد تتوقف في موانيء غير متوقعة للتزود بالوقود. وجاء أيضا بالتقارير الروسية أن السفن الحربية الروسية سيعقبها طائرات حربية مضادة للغواصات وغواصات نووية مزودة بصواريخ. (رويترز)