اختار الحزب الديمقراطي الحر الحاكم في اليابان بأغلبية كبيرة الإثنين تارو اسو وزير الخارجية السابق لشغل منصب رئيس وزراء اليابان قبل انتخابات ربما تجري قريبا. ويتسلم اسو -الذي يدعو لخفض الانفاق الحكومي والضرائب كوسيلة لإنعاش الاقتصاد- مقاليد السلطة من ياسو فوكودا الذي تنحى فجأة عن منصبه شهر سبتمبر الجاري تاركا فراغا سياسيا ، في وقت تهدد الاقتصاد الياباني حالة كساد واحتمالات تعرضه لمزيد من الأضرار بسبب حالة الاضطراب في "وول ستريت". وينبغي أن يحاول الزعيم الجديد إنعاش ثاني أكبر اقتصاد في العالم رغم القيود التي يفرضها دين عام كبير إلا أنه قد لايكون أمامه وقت كافٍ لتحقيق ذلك إذ تتوقع وسائل الإعلام وخبراء أن يدعو لانتخابات مبكرة لمجلس النواب. وعقب فوز اسو وهو حفيد رئيس وزراء أسبق برئاسة الحزب بحصوله على 351 صوتا من بين 525 صوتا صحيحا قال أمام نواب حزبه في البرلمان "أشعر وأنا أقف هنا أن هذا هو قدر تارو اسو." وتابع "لكن ينبغي على الحزب الديمقراطي الحر بوصفه الحزب الحاكم أن يواجه الحزب الديمقراطي (المعارض) في الانتخابات المقبلة وحين يفوز في تلك الانتخابات سأكون قد أنجزت ما قدر لي." ويريد اسو خفض الضرائب للمشروعات الاقتصادية والمستثمرين في الأسهم وصرح بأنه قد يتأجل تحقيق هدف اليابان بضبط الميزانية بحلول عام 2012 وهو موقف أزعج المنادين بالإصلاح المالي في حزبه. وفاز اسو بزعامة الحزب في رابع محاولة له وحصل على نحو خمسة أمثال الأصوات التي جمعها أقرب منافسيه في الانتخابات التي شملت مشرعي الحزب وأفرعه. وجاء في المركز الثاني وزير الاقتصاد كاورو يوسانو صاحب الاتجاه المحافط ماليا وحصل على 66 صوتا وفي المركز الثالث وزيرة الدفاع السابقة يوريكو كويكي التي كانت تأمل أن تكون أول امرأة تشغل منصب رئيس الوزراء في اليابان وحصلت على 46 صوتا فقط. وتفيد تقارير إعلامية أن اسو يفكر في إبقاء يوسانو في الحكومة الجديدة التي يتم تشكيلها الأربعاء كما قد يستعين بمنافس آخر على رئاسة الحزب هو وزير الدفاع الأسبق شيجيرو إيشيبا في محاولة لتوحيد الحزب. ويضمن الفائز بزعامة الحزب الحاكم فعليا منصب رئيس الوزراء نظرا للأغلبية الكبيرة التي تتمتع بها الحكومة في مجلس النواب الذي من المقرر أن يختار رئيس الوزراء الجديد الأربعاء. وعلى الرغم من أنه قومي صريح فمن المحتمل أن يلتزم اسو بنهج فوكودا في مجال السياسة الخارجية فيدعم التحالف الأمني الياباني الوثيق مع الولاياتالمتحدة ويحسن العلاقات مع الصين التي توترت منذ فترة طويلة بسبب نزاعات ترجع إلى فترة الحرب. وبينما يدعو اسو إلى مزيد من الشفافية في الإنفاق العسكري الصيني الآخذ في النمو فهو يقول إن على طوكيو أيضا أن ترحب بالنمو الاقتصادي لبكين ويرجح أن ينأى بنفسه عن معبد ياسوكوني الذي ينظر إليه منتقدون باعتباره رمزا للعدوان العسكري الياباني في الماضي. (رويترز)