أقيم مساء الأربعاء في الإستاد الوطني "عش الطائر" شمالي العاصمة الصينية بكين حفل اختتام الدورة الثالثة عشرة لأولمبياد المعاقين الذي شهده الرئيس الصيني "هو جين تاو" ويرافقه رئيس اللجنة الدولية لأولمبياد المعاقين فيليب كرافن والرئيس الصيني السابق جيانغ تسه مين. وعقب وصول الرئيس تم رفع العلم الصيني ذي اللونين الأحمر والنجوم الخمسة الصفراء وكذلك رفع العلم البارالمبي ثم قرعت الطبول عاليه وأطلقت آلاف الألعاب النارية إيذانا ببدء مراسيم الاحتفال الذي استغرق أقل من ساعتين. وشارك فى الدورة التى تواصلت فعاليتها 12 يوما أكثر من أربعة آلاف رياضي من 148 دولة ومنطقة في 5 تصنيفات مختلفة للإعاقة بإجمالي 472 ميدالية ذهبية لتصبح بذلك أكبر دورة بارالمبية منذ انطلاقها قبل 48 عاما (فى روما عام 1960) من حيث عدد الدول المشاركة وعدد الرياضات (20 رياضة) وعدد الرياضيين .. وأقيمت تحت شعار "السمو والاندماج والمساواة السماء والأرض والإنسان" أما تميمتها فكانت "البقرة السعيدة /سفيرة الصداقة" وتنطق باللغة الصينية "فو نيو/ له له" وقد أبدعها المصممون استلهاما من الحضارة الزراعية الصينية. ودخل الرياضيون الذين شاركوا فى الدورة البارالمبية الثالثة عشرة ببكين وعددهم يتجاوز أربعة آلاف يمثلون 147 دولة منطقة الاستاد الوطني "عش الطائر" حاملين أعلام دولهم حيث قوبلوا بالترحيب والتصفيق والهتاف من جانب أكثر من 95 ألف متفرج احتشد بهم الاستاد. وخلافا لحفل الافتتاح ووفقا للعرف الأولمبى دخل الرياضيون الإستاد بشكل جماعي دون تحديد الجنسيات ودون الترتيب الأبجدى لأسماء الدول وتمت عملية استعراض الرياضيين داخل الإستاد الوطني على أنغام النشيد البارالمبى دون عزف أي نشيد وطني لأي من الدول المشاركة وبعد ذلك قامت السيدة وانغ نائبة رئيس الاتحاد الصينى للمعاقين بمنح العداء سعيد جوميز من بنما , والسباحة ناتالي دو توا من جنوب إفريقيا جائزة "وانج يون داي" للإنجازات وهي جائزة خاصة للرياضيين الذين يجسدون روح أولمبياد المعاقين بأفضل صورة. وسميت هذه الجائزة - التي تعطى عادة فى ختام الدورة البارالمبية لأحد الرياضيين الذكور وإحدى الرياضيات الإناث - على اسم الرياضية الكورية "وانج يون داي" التي رغم إصابتها بالشلل كرست حياتها لتطوير رياضة أولمبياد المعاقين حول العالم وأسست اللجنة الأولمبية الدولية للمعاقين هذه الجائزة التكريمية في أولمبياد سول للمعاقين عام 1988 اعترافا باسهامات "وانج" الطويلة في حركة أولمبياد المعاقين. ثم أطفئت أنوار إستاد "عش الطائر" استعدادا لتقديم الفقرات الفنية لحفل الختام وقدم خمسة أعضاء من المنتخبين حديثا للجنة الرياضيين التابعة للجنة الأولمبية الدولية للمعاقين باقات الزهور إلى 12 متطوعا متميزا لأولمبياد بكين 2008 للمعاقين أثناء مراسم اختتام الدورة البارالمبية. وهؤلاء المتطوعون الاثنا عشر يمثلون قرابة 44 ألف متطوع عملوا في مختلف مواقع الألعاب وحوالي 4ر1 مليون ممن ساعدوا المدينة المضيفة في خدمات الأمن والنقل والاستعلامات والإعاشة وغيرها. أما الأعضاء الخمسة المنتخبين حديثا فهم ديفيد سميتانين من فرنسا , هينز فرى من سويسرا , ماركيتا سيدكوفا من جمهورية التشيك , تريزا بيراليس من أسبانيا , يو تشوى إيه من هونج كونج الصينية وبعد ذلك أطفئت أنوار استاد "عش الطائر" استعدادا لتقديم الفقرات الفنية لحفل الختام. وقبل بدء الفقرات الفنية التى استغرقت نحو نصف الساعة تم نثر ملايين الورود الملونة فى أرجاء الإستاد ثم شرع مئات الراقصين فى تقديم تشكيلات فنية تنوعت بين الرقص والغناء والعزف الموسيقي والحركات البلهوانية الأكروباتية ومثلت القوميات ال56 التي يتشكل منها نسيج المجتمع الصيني. ثم ألقى ليو تشي رئيس لجنة بكين المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية التاسعة والعشرين التي تولت أيضا وللمرة الأولى في التاريخ الأولمبي تنظيم الدورة الثالثه عشرة البارالمبية خطابا في حفل الاختتام. تبعه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية للمعاقين فيليب كرافن بإلقاء كلمة أخرى أعلن فى نهايتها رسميا اختتام فعاليات الدورة البارالمبية الثالثه عشرة واصفا إياها بأنها الأعظم فى تاريخ الحركة الأولمبية للمعاقين. بعد ذلك احتشد المسرح الرئيسى للإستاد بآلاف الراقصين وقد ارتدوا جميعا زيا موحدا حيك على شاكلة (البقرة السعيدة) التى تمثل تميمة الدورة البارالمبية وراحوا يحيون الجماهير الغفيرة ثم انطفأت شعلة أولمبياد بكين 2008 للمعاقين بعد أن ظلت متوهجة 11 يوما في الإستاد الوطنى (عش الطائر) وذلك عقب إعلان فيليب كرافن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية للمعاقين اختتام الألعاب وتسليم علم أولمبياد المعاقين إلى لندنالمدينة المستضيفة لألعاب عام 2012. وعلى دوي آلاف القذائف النارية التي أطلقت إلى عنان السماء صافح الرئيس الصيني هو جين تاو فيليب كرافن وصحبه إلى خارج الإستاد إيذانا بإنتهاء الحفل. ومع إطفاء شعلة بارالمبياد بكين 2008 الليلة لم يسدل الستار فقط على المهرجان الرياضي الذي استمر 12 يوما لنخبة الرياضيين المعاقين في العالم لكنه مثل أيضا ختاما رسميا ل"موسم أولمبي حافل" للدولة المضيفة تواصل على مدار 40 يوما منذ الافتتاح الكبير لأولمبياد بكين مساء 8 أغسطس/آب 2008ليظل للأبد في ذاكرة التاريخ الصيني - ليس فقط لأنه جزء منه بل لأنه صنعه بصور شتى. مئات الأرقام القياسية ومشاركة غير مسبوقة واهتمام إعلامي واسع النطاق وأمجاد شخصية لأبطال كان من أبرزهم ليوساين بولت ومايكل فيلبس وأوسكار بيستوريوس الذين انضموا إلى صفوف نخبة العمالقة الخالدة لقد وضعت هذه الألعاب علامات فارقة للحركتين الأولمبية والبارالمبية فبمجيئها إلى هذه الدولة الأكبر تعدادا والأسرع نموا في العالم كسبت الأولمبياد الحديثة التي يعود تاريخها إلى 112 عاما قلوب 3ر1 مليار شخص احتضنوا الروح الأولمبية المتمثلة في "التضامن والسلام والصداقة" و"السمو والاندماج والمساواه". وشهد الجميع أن الصين الدولة المضيفة أوفت بإلتزامها بإقامة "دورتي ألعاب بروعة متكافئة" ومضت نحو "التفوق والتكامل والمساواة" بين الأسوياء والمعاقين. وأوضح المدير العام التنفيذي لحفل اختتام البارالمبياد "تشانغ يي موه" بأن العرض الفني لحفل الختام تجمعت فيه كل الأضواء مع رنين أجراس مواسم الحصاد لترسم لوحة تشكيلية لمروج خضراء صافية وعلى هذه المروج تتفتح زهور صفراء صغيرة ببطء لتشكل رموزا صينية وأحرف لاتينية ترسل خطاب أمل إلى مستقبل أفضل ثم تسقط أوراقا زاهية حمراء اللون من حافة الإستاد الوطني مثل الشلال حتى تصل إلى الرياضيين وتعكس هذه الأوراق الحمراء احترام بكين وحبها للرياضيين الذين شاركوا في الدورة البارالمبية ممثلين عن 147 دولة ومنطقة وهم اليوم على وشك مغادرة العاصمة الصينية. ووسط الموسيقى يقف 500 عارض ك"رسامين للألوان" بين الرياضيين ويحملون أطباقا لالتقاط الأوراق الحمراء المتساقطة لفترة طويلة ثم يتجمعون بالقرب من المرج بهدوء ليشكلوا مظروفا كبيرا حول المرج. ويقوم العارضون الذين يرتدون ملابس عرائس بنثر البذور بذور الخير والسعادة والسلام ثم يبدأ الأطفال بجمع النجوم وبذرها على الأرض وهو ما يجلب لهم التألق الأبدي وعندما يلتقط أحدهم أكبر وألمع نجمة يتكون بريق زاه حول المرج الأخضر الصافي فيضع الأطفال أحلامهم وآمالهم في الخطاب إلى المستقبل. ومع تغير الموسيقى تدخل مجموعة من الفتيات على شكل أشجار إلى المرج لتمثل النهر في فصل "الري" القادم ويتدفق النهر الجميل إلى المرج الأخضر ليروي البذور التي نثرتها العرائس وذلك يرمز إلى حب الصينيين لتشخيص النهر الأصفر ونهر اليانغتسى فى صورة أم لتجسيد التناغم بين الناس والطبيعة فى الفلسفة الصينية وتسعد الفتيات بقراءة خطاب الأمل بينما يتحول المرج إلى زهور متفتحة بألوان مختلفة. وحول أهم حقائق وأرقام حفل اختتام أولمبياد بكين للمعاقين الذى أقيم الليلة في إستاد عش الطائر يقول المدير العام التنفيذى للحفل "تشانغ يى موه" إن ذلك الإستاد الذي يقع في الحديقة الأولمبية الخضراء شمال بكين قام بتصميمه مكتب هيرزوغ آند دى ميرون للتصميمات بالتعاون مع المجموعة الصينية لتصاميم وبحوث الهندسة المعمارية ومجموعة آروب وقد بدأ تشييده فى 24 ديسمبر عام 2003 وتم الانتهاء منه فى 30 يونيو عام 2008 واستخدم فيه 45 ألف طن من الصلب لتشييد هيكله الخارجى وتبلغ سعة الإستاد 91 ألف مقعد بينها 11 ألف مقعد متحرك وتبلغ مساحته الأرضية 258 ألف متر مربع. أما موقع الإستعراض الرئيسي فمكون من العشب الأخضر القابل للطي بمساحة 7560 مترا مربعا كما أقيمت منصة في المنطقة الوسطى للمضمار الغربي للإستاد لتتويج الميداليات وتم وضع 600 ساعة من الموسيقى لهذا الحفل من قبل 16 ملحنا كما تم استخدام إجمالي 2503 مصابيح إضاءة خاصة وتم تركيب معدات إضاءة بلغ وزنها أكثر من 300 طن وبلغ إجمالى الشحنات الكهربائية 6440 كيلو وات. وفيما يتعلق بالأزياء .. فقد تم استخدام 2320 طقما من الأزياء بأكثر من 16 تصميما وأخيرا وفيما يتعلق بالبروفات فقد شارك 819 متطوعا صينيا في الحفل وتواصلت بروفات الحفل منذ ديسمبر 2007. ( ا ش ا )